رغم أنهم غير مقتنعين بأن الوطن تاج رأسنا و” حامينا” بسبب الإنكسارات والآلام الكثيرة التي خَبِروها على أرضه، يُحاول أهلنا جاهدون أن يزرعوا كل الإيجابيات في رؤوسنا وقلوبنا حول “لبنان”، وكذلك تفعل المدارس التي ننشأ فيها وكثر منها لا زالوا يوقفون تلامذتهم في البرد القارس أيام الشتاء لآداء النشيد الوطني اللبناني والتحيّة للعلم اللبناني، ما يعني أن العلم أقلّه لا يزال يعنينا والجيش أقلّه لا يزال “حامينا” ونكنُّ لكليهما كل الإحترام، وهذا واجب لا مِنّةَ فيه من أحد!
لذلك، من المعيب أن يتحوّل العلم إلى وسيلة للترويج لأي عملٍ تجاري وهو ما يحدث اليوم في ذكرى الإستقلال الـ 69 وينتشر في الطرقات اللبنانية، من قبل بعض المؤسسات التجارية التي أطلقت تنزيلات أسمتها: “تنزيلات الإستقلال” مرفقة الإعلان بصورة ضخمة للعلم اللبناني، وكذلك آخرون ممن يحاولون الترويج لخدمات ليزيدوا نسبة مبيعاتهم، مؤكّدين أن “الخدمة” موجّهة للجيش اللبناني فقط ليستفيد أفراده منها!
أتركوا أقلّه الجيش والعلمَ بسلام، وإن كانت هذه صرختُنا كمواطنين، فلمَ لا تتحرك الدولة لتدافع عن هذه الرموز المقدّسة؟! أم أنهم (أرباب الدولة الكرام)، يعرفون وأعطوا الإذن بهكذا تجاوزات، فهذه تكونُ مصيبة حقيقية!