لم تكن حلقة البارحة من برنامج Arab Idol عاديّة، فالبداية الرائعة إنطلقت مع حضور النجمة نوال الكويتية، التي أطلّت لأربع مرّات على المسرح وكان لافتاً أنّها لم تبدّل فستانها، فهذه السيدة لا تؤمن بالبهرجة والإستعراض وهي كبيرة في الصميم ولا تحتاج لأن تظهر ذلك لأحد.. وقد بدا واضحاً أن لا خلاف بينها وبين أحلام التي صفّقت لها طوال الحلقة وطالبت في الختام ضمّها إلى طاولة لجنَة التحكيم، بعدما كانت قد إعترضت في بداية الحلقة على إزالة كرسي راغب علامة الذي تغيّب عن الحلقة، موجّهة له رسالة عبر الكاميرا: ” وراك وراك يا راغب وين ما رحت”!
وكي نبقى في فلك نوال الكويتية، يهمّنا أن نشير إلى الجميلة أنابيلا هلال فراشة البرنامج بنقطة معينة، تقول: حين نكتب يحقّ لنا أن نقول نوال الكويتية أو نوال، لكن حين تقف بهامتها وتاريخها الفني أمامنا، يجوزُ أن نقول لها نوال الكويتية، لكن لا يجوز أن نقول نوال “حاف”، فهي ليست “صاحبتنا” أو “بنت الجيران” ونحن إن نقول ذلك لأنابيلا فـلأننا نحبها فوق العادة ولأنها صورة مشرقة عن لبنان بأناقتها ورقيّها وجمالها وحضورها وتطوّرها الملحوظ على خشبة المسرح!
خطأٌ آخر أيضاً وقع فيه أحمد فهمي، حين أعاد على نوال الكويتية سؤالاً سبق وطرحته أنابيلا في الفقرة السابقة وهو حول الوقت الذي يستغرقها لتحضير ألبومها، وكانت نوال قد ردّت على السؤال نفسه مع أنابيلا التي سألتها عن سبب تأخّر ألبومها لثلاث سنوات، فقالت: “الألبوم عادة يستغرق عامين، لكنني أخذت ثلاث سنوات لأبقى بجانب إبنتي”!
وفي فلك نوال الكويتية أيضاً، يُذكر أن أحلام وزوجها مبارك الهاجري دعياها إلى عشاءٍ بعد إنتهاء الحلقة، بدا واضحاً غياب نانسي عجرم وحسن الشافعي عنه، لكن ظهرت فيه وللمرة الأولى حنين إبنة نوال الكويتية، حيث إحتفل الجميع بعيد ميلادها.
ولا يمكن لهذه الأخبار والكواليس رغم دسامتها أن تُلهينَا عن البرنامج بحدّ ذاته، إذ نعود إلى النتائج، بحيث أنّه وحسب التصويت حصل المشترك اللبناني وائل سعيد على أقلّ نسبة أصوات، وهنا يطبّق قانون البرنامج حيثُ يُستفتى أعضاء لجنة التحكيم في حال أرادوا إعطاء وائل بطاقة الإنقاذ كي لا يغادر من البرنامج، مع أن البروتوكول والإتفاق العام بين أعضاء لجنة التحيكم يقضي بألا تُعطى بطاقة الإنقاذ في المراحل الأولى من البرنامج وهو ما شرحتهُ مطوّلاً أحلام في بداية الحلقة!
حسن الشافعي رفض أن يعطي وائل البطاقة وكذلك فعلت نانسي، لكن حين جاء الدور إلى أحلام، تشاورت مع نوال الكويتية وقررت أن تعطي البطاقة، وهذا حقّها وهي حرّة رغم أنها لم تتشاور مع زملائها وهذا بدا واضحاً من ردّة فعلهما المُستَغرِبة، لكن أحلام حُرّة.. إلا أن حرية الفرد تتوقف حين يخترق حرية الآخرين وهذا ما لم تفهمه أحلام، إذ أنها لم تحترم صوتي زميليها، بل عادت لتقول: “وائل ستبقى في البرنامج إذا بدّل أحدهم رأيه”! فكيف إعتبرت أنه يحقّ لها أن تنسفَ الآراء التي صرّحا بها قبل ثوانٍ وتعود لتطلب منهما التصويت من جديد وكأن ما قالاه لا يعنيها، ورأيها وحده هو المهم؟!
الرسالة كانت واضحة وكانت موجّهة إلى نانسي وليس حسن الشافعي، فنانسي هي اللبنانية، وإن حصلت على فرصة إنقاذ المشترك اللبناني ولم تفعل، ستقوم الدنيا عليها ولن تقعد، لذا نعتقد أن أحلام التي نحبّ والتي أطالت الشرح في بداية الحلقة عن عدم وجوب إعطاء بطاقة الإنقاذ في بداية البرنامج، خطّطت لتوريط نانسي ونفّذت عن سابق إصرار وتصميم ضاربةً عرض الحائط روح التعاون والتشاور بينها وبين أعضاء اللجنة، إذ إعتبرتهم أشباحاً لتفاجئهم بقرارها، لكنّ نانسي لم تتراجع وهنا عرفت كيف تكون الرابحة، لأنها لو حصل وتراجعت لخسرت مصداقيتها، فوائل كان يستحق الخروج وهو لا يستحق بطاقة الإنقاذ!
نانسي كانت تحتاج البارحة إلى الأسد راغب علامة بجانبها، لكن حسن الشافعي لم يقصّر وأجاب عنها حين رمت الكرة أحلام وطالبت أحدهما بأن يتراجع، فأكّد الشافعي: “لن نبدّل رأينا”، لتعود نانسي وتوافق على كلامه!
أحلام ملكة في قصرها وفنّها وجمهورها، ولا يمكن لأحدٍ أن يحبّها بقدرنا وأرشيفنا يشهد على ذلك وعلى عشرات المرات التي وقفنا فيها إلى جانبها حين كان كثيرون يهاجمونها بدون حقٍّ، لكن العمل الجماعي يقتضي التعاون ولا يمكن لها أن تتصرّف في اللجنة وكأنّها في بيتها، تأمر وتنهي، فالإحراج الذي سببته لنانسي البارحة لم يكن مقبولاً ولا يكفي أن ننشر صورنا معها عبر تويتر ونعلّق “ننوسة” لنقول بأننا نحبها!