من الألبومات التي ينتظرها الجمهور العربي بفارغ من الصبر ألبوم فنانة الخليج الأولى أحلام، التي أثبتت أنها الأجدر باللقب الذي حملته على مرّ الأعوام، فمع كل عمل تصدره تحصد صدى غير مسبوق.
الجمهور إنتظر طويلاً ألبوم “موعدك” وكان بعد إصداره على موعد مع أرقى الأغنيات التي جالت فيها أحلام على مواضيع منوّعة طرقت بها قلوب الملايين، فحققت أعلى المبيعات ودخلت قائمة الأكثر مبيعاً عالمياً على الـ iTunes منذ الأيام الأولى على صدور العمل.
إستمعنا وإستمتعنا بألبوم “موعدك” حالنا حال الجمهور العربي وكان لا بدّ أن نتوقف عند كلّ أغنية ونبدي رأينا بتجرّد فيها …
غلاة عيونك: هي الأغنية التي إفتتحت بها أحلام الألبوم، وهي من كلمات الأمير سعود بن ممدوح، ألحان محمد بودله أماّ التوزيع فهو للأستاذ هشام السكران. وتعتبر هذه الأغنية معبر وهويّة للألبوم الذي كان ملايين من جمهور الحلوميين على موعد معه، أبدعت أحلام في أداءها للأغنية فسكر الإحساس على أجواء من الطرب الخليجي الأصيل.
أجمل ما قيل في الأغنية: “أنا وربي أحبك موت لا تصدق هوى ظنونك … حبيبي اللي يحب مثلك عيونه تمنعه يخونك … أنته دنيتي واحد مالي قلبي وعيني … أدور ليه على ثاني وأهدم حالي بيديني”
فكان الإعتراف بالحبّ والإخلاص للحبيب الذي تفيض من عشقه الحياة، ومن غير أحلام المفعمة بالإحساس يستطيع أن يتغنى بكل هذه المشاعر الدافئة، فهي عطر الإحساس الخليجي بإمتياز.
يتهيأله: “يتهيأله أرجع له أو إني حتى بسمع له … أبي منكم تقولوا اه ماحلا حاجة تشفع له … ما أبي منه غير أنه خلاص يفكنا منه … ولا هو صار ينفع لي ولا أنا صرت أنفع له”
بهذه الكلمات دخلت أحلام قلب كل فتاة وإمرأة ضاقت المرّ من الحبيب ووصلت إلى قرار نهائي بتركه، فكانت صارمة، شامخة رافعة الرأس كما هي دوماً ملكة على الأميرات والملك يقف على باب قصرها ولا يجد لحياتها طريق ولا حتى لقلبها مهرباً. كتب كلمات الأغنية الشيخ منصور الشادي، لحنها المبدع بديع مسعود وقام بتوزيعها الأستاذ إسلام مرغني أمّا الإيقاعات فقد تولى وضعها إبراهيم الحسن.
القلب بيتك: تتميز هذه الأغنية بتوزيعها المتجدّد وبمقدمتها التي كانت للشاعر الكبير خالد المربخي الذي صاغ كلماته من أصدق المشاعر والأحاسيس، فكان صوت أحلام عرّاباً لإبداع كامل المواصفات.
تغنّت أحلام في هذه الأغنية بالحبيب وأعطته حقوقاً، فمان على قلبها وما فيه حتى جعلت منه بيتاً له، وما لا شكّ فيه أن قلوب الملايين هتفت وتهتف كل يوم لها وتقول “القلب بيتك”.
موعدك: وهي أغنية عنوان الألبوم الرائع، فأحلام كانت على الموعد بألبوم وُعد به الحبّ، التحدّي، الشموخ والمُلكية بأغنيات لا يسأم القلب من سماعها، دخلت اليوم مكتبة الموسيقى العربية لتغنيها بأصالة الطرب والغناء الراقي.
موعدي مع أغنية “موعدك” إختلف عن باقي الأغنيات، فلا شكّ أنها الأقوى على الإطلاق في الألبوم ومن أقوى أغنيات أرشيف الأغنية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص.
“موعدك من قبل ساعة ليه تأخر موعدك … أحتري الصوت وسماعه تدري قلبي فاقدك”
بعد هذه الكلمات لا يسعنا القول سوى أن موعدنا مع أغنيات أشبه بـ “أحلام” في عصر فقدت الكلمة، اللحن والأداء في أغلب الأحيان الرقي المفعم بالطرب قد تأخر، ونضيف اليوم: “يا هلا أهلاً هلا بك من جديد لهفتنا لك كل ما تبعد تزيد … يا ملكة ونجمة الخليج الأولى أحلام.”
توبه: الملفت في الألبوم أن أحلام تناولت فيه مواضيع عديدة، فكان الصوت الذي يتفوه بأغلب المشاعر والوجدانيات التي تمرّ ببال الجمهور والمستمعين. فالذين قاموا بشراء نسختهم من ألبوم “موعدك” ليسوا إلاّ ذواقين للفنّ الجميل والطرب الأصيل.
فكما تغنت بالحبيب تارةً وأخرجته من حياتها تارةً أخرى، أدّت أحلام الإعتذار برقي بالغ وإحساس مفرط بالشياكة والإخلاص، فقالت: “خلاص طاح اللي براسي وسلمت توبه … ما أرجع أزعلك توبه … قد شعر راسي يا حبيبي تندمت خلاص … حرمت العناد ودرويه توبه”.
وما أجمل من الإعتراف بالخطأ والرجوع عنه بالإعتذار في الحبّ، فالعلاقة لا تبنى ولا تستمر سوى بالتفاهم، وأحلام اليوم يتمثل بها العشرات من البنين والبنات، وتعتبر القدوة لهم في العديد من تصرفاتهم ومفارق حياتهم وهذه الأغنية ليست إلاّ برسالة تشكر أحلام على نشرها.
أبغاك حي: أبدع الأمير سعود بن ممدوح مرّة جديدة في هذه الأغنية في صياغة أجمل الكلمات، فجاء لحن محمد بودله وتوزيع المايسترو وليد فايد تكملةً لروعة الكلمة التي أدّتها أحلام آخذةً دور السلطانة التي تنجلي أمامها كل الأحزان. وأجمل ما قيل في الأغنية من كلام الحبّ الذي إحترق فيه العشق بصوتها:
“من كثير الحب لا تبخل علي … وأختصر درب ومسافات وطريق … منى لا تبعد أبي تقرب شوي … وإنت تدري حبي لك نار وحريق.”
الحزن حزني: من أكثر الأغنيات رومانسية وحزن، فالعنوان كفيل بوصف معاني هذا العمل الذي يتفجّر في الألبوم بعد ستّة أغنيات يذهب فيها المتذوّق في رحلة من موضوع لآخر، فيعيد الماضي بكل قصصه أكانت حزينة، سعيدة أو فيها مواقف إتّخذت مع كل نهاية وأنذرت ببداية جديدة.
أحلام في هذا الألبوم وهذه الأغنية لم تكن سوى “أحلام” التي يعرفها جمهورها منذ زمن، ملكة أغنياتها ومشاعرها، وسلطانة في ملعب لا يتجرأ أن يقترب منه سوى من صنع في الموسيقى مثلها أنماط وتاريخ يحتذى به.
بروضه قلبك: واحدة من الأغنيات السريعة في الألبوم التي فيها الإقاعات الخليجية الأصيلة تتنقل بين حروف شعر الشيخ منصور الشادي، التي أشدت به أحلام على ألحان عبدالله المتاعي.
في الأغنية الكثير من التحدّي بخفة دمّ إخطلت وتمايلت على أنغام صوت أحلام القوّي، فتميّزت وأبرزت خامة صوتها الفريدة والإستثنائية.
أجمل ما قيل في الأغنية: “بخلي قلبك لي يرق ويذوب شوق ويحترق ويهيم في قلبي ويبيه وبعلمك ان الله حق بعلمك ان اللّه حق والبعد ما تقوى عليه.”
وشفيك: يصعب عدم التوقف عند هذه الأغنية وإعادة سماعها مرّات عديدة، ففي كلّ مرّة تدفع المستمع إلى التأمل كثيراً في كلمات الأمير سعود بن ممدوح الذي كان له حصّة الأسد في صياغة شعر هذا الألبوم.
فقد كان لهذه الأغنية وقع خاص عليّ كمستمع أولاً، حيث إرتسمت أمامي صورٌ ومشاهد أعادتني بها أحلام إلى أجمل ذكريات الماضي وأصعبها مع حبّ خجلتُ من عدم فهمه يوماً، فوجدت نفسي أعود إلى رسائل كانت قد إحترقت في صناديق الدّهر المنصرم.
بغيظك: قد تكون هذه الأغنية من اكثر أغنيات الألبوم التي تحقق إنتشاراً في أوساط جماهير احلام، لأنها إرتبطت بإعلانها الخاص ببرنامج “محبوب العرب” Arab Idol في موسمه الثاني، حيث لا يستطيع من يستمع إليها سوى أن يعود إلى ذاكرته المشهد الذي تطلّ به أحلام على الجمهور وهي تعده بأنها عائدة وبقوّة، وفعلاً هذا الألبوم ليس إلاّ إثبات واضح على كل ما توعّدت به فأصبح واقعاً لا مهرب منه. ولا شكّ أن من يحبّ أحلام ومن لا يحبّها يغيظه نجاحها وموهبتها التي كرّستها فنانة الخليج الأولى وبشهادة عملاق الفنّ الخليجي، فنان العرب محمد عبدو.
إستر يا ساتر: “يا ويلي يا ويلي منه مغتر في زود حسنه من بين ربعي ضحك لي إستر يا ستار منه إستر يا ستار منه … في نظرته لي قصدني وسلهم برمشة وذبحني وشمعنى بس أنا يعني السالفة فيها إن وإستر يا ستار منه”
هذه الكلمات التي صاغها أحمد العلوي على ألحان وليد الشامي وتوزيع وليد وفيد، تدفعنا أن نتوجه للفنّ والموسيقى بكلمات قليلة تكفي للتعبير عن الكثير، فنقول “إستر يا الفنّ يا ستّار نفسك من موهبة وأداء أحلام الأحلام ، السالفة فيها إنها سلطانة الأوتار والألحان”.
حبايب آخر زمن: دفء غريب ينبعث من أجواء هذه الأغنية الرومانسية التي تختبء بين آخر أغنيات ألبوم “موعدك”، فمن منّا لم يتلوّع أو يتلوّع الآن من “حبايب آخر زمن”، من منّا لم يتذمّر ويعلن إنكساره أمام تصرفاتهم ؟
لكن أحلام تغنّت بميزاتهم القاسية، بطريقة تفوقت فيها على الجرح فكانت شامخة كما لم يسمعها أحد من قبل في أغنية، ولهذا تتّصف الحالة الفنيّة التي تمثلها بالأسطورة.
أنا حبي ركاده: وهي الأغنية الأولى التي أطلقتها شركة روتانا المنتجة للعمل، فأنذرت حينها عن ألبوم قويّ يستعدّ للولادة، واليوم وبعد أن أبصر “موعدك” النور، فهمنا جيداً هذا الشعور الذي إختلج جماهير نجمة الخليج الأولى.
تحدّي جديد، شموخ جديد وإبداع موسيقي آخر ينبعث من هذه الأغنية التي قد تثير ضجيجاً أكبر في حال صوّرت على طريقة الفيديو كليب، فيها الكثير من الشقاوة التي تأخذنا إلى القصور حيث تكون الملكة على نافذتها وحبيبها ينتظر من على بوابتها وهي تقول” أنا بالكيف عندي الحبّ مو بـ الكم، انا طبعي كدا لا تظن مو مهتم أبي تذكر لي مرّة فيك أنا قصرت علي تأمر أمر وأقول آمر سم.”
يا ساحرني: من يستمع إلى الألبوم يشعر أن أمراً معاكساً يرافقه، فمن المعتاد أن تكون الأغنيات أخف قوّة واحدة بعد الأخرى، لكن في هذا العمل يختلف الموضوع فمع كل اغنية تمرّ تظهر أغنية أخرى أقوى.
“يا ساحرني” الساحرة كلاماً، لحناً، توزيعاً وأداءً واحدة من إبداعات الأمير سعود بن ممدوح، ألحان محمد بودله وتوزيع عصام الشرابطي، الذين أعطوا مرّة جديدة في هذه الأغنية قالباً فنيّاً وخلطة طربيّة إنحنت لأداء أحلام المتكامل.
الله الله يا قاسي: أرادت أحلام أن تقفل ألبومها بأغنية من أقوى الأغنيات، فكانت “ألله ألله يا قاسي” التي تتّسم بإيقاعاتها السريعة، التي ترقص على أنغامها الكلامات، وفيما لا شكّ فيه أنها ستكون من الأغنيات التي سيرقص عليها جمهور أحلام دون توقف في حفلاتها.
أجمل ما نسج فيها المبد أحمد المري على لحن سلطان بورابح وتوزيع المايسترو وليد فايز:
“ألله ألله يا قاسي أللّه أللّه يا ناسي نسيت إسمي وأنا احبك مشيب لي شعر راسي أحبك يا هنا روحي أحبك يادوا جروحي … عيوني ما ترى غيرك وخيالك وين ما روحي.”
في نهاية هذه القراءة المتأنية لألبوم “موعدك” لا يستعنا سوى أن نثني على صور الغلاف التي عبّرت عن ما فيه من أنماط موسيقية واداء ملكي، فكانت أحلام ملكة في الصّورة كما في الأداء والأغنيات.
وأهمّ ما يقال عن هذا العمل أن أحلام تفوّقت فيه على الإبداع، الرقي والطرب فكانت فنانة الخليج الأولى، لا بل فنّانة العرب دون منازع …