في الأشرفية وبتمام الساعة الثامنة والنصف وداخل هيبة كنيسة الأيقونة العجائبية في الأشرفية، أطلت السيدة ماجدة الرومي على حضور غفير جاء ليستمع إلى صوتها يرتّل الله والحب والسلام والخير، وقد لفتنا أن الحضور تنوّع إذ كان من جميع الأديان والطوائف وكان واضحاً للعيان وجود الكثير من السيدات المحجّبات اللواتي رددن مع الماجدة تراتيلها في مشهدٍ لا يشبه إلا لبنان المختلط الذي يحب أبناءه بعضهم البعض..
على مدار ساعة ونصف رتّلت الماجدة وتواصلت مع الحاضرين على طريقتها الخاصة، إذ عايدت بداية الجميع وتمنّت أن تتخلص البشرية من آلامها، ومن ضمن ما أدّته الماجدة كان “يا نبع المحبة” بحيث توقفت عن غنائها لتقول بسخريةٍ كمن يضحك على آلامه كي ينساها: “غنيتها منذ عشرين عاماً، واعتقدت حينها أنني سأغنيها لعام، إثنين، ثلاثة، ستّة.. لكن لسوء الحظ لبنان لا يزال يحتاج إلى الكثير من الصلاة” وقد شارك الحاضرون الماجدة فضحكوا، وهذا نوع من العلاج النفسي للتكابر على الألم علّه يرحل!
كما وأدّت الماجدة من بين ما أدّته “جئت لأقول كلمة وسأقولها” وهي مما كتبه جبران خليل جبران وقد قالت بأن تلك الكلمات تشبهها..
ساعة ونصف لم تكن كافية إذ أملِ الحاضرون أن تستمر إلى الأبد، فكل عام والماجدة بخير ولبنان الذي تعشقه بخيرٍ أيضاً.