لا أعرف إن كان علينا أن نكون سطحيين ونؤكد بأن الأغنيات هي مجرد وسيلة للترفيه والإستمتاع والرقص، متناسين بأن كلمات الأغنيات التي نرددها يوما بعد يوم، تشكل جزءا من تطلعاتنا إلى الأمور ونظرتنا الحاسمة إليها!
وعليه وإن حسمنا أمرنا بالوقوف إلى جانب الإحتمال الثاني، فإن كتاب الأغنية أي الشعراء يحملون على عاتقهم مسؤولية كُبرى، لا تختصر فقط بإنتاج 4 آلاف و 500 أغنية في العام لزيادة رصيدهم في المصرف، بل تتعدى ذلك بكثير، فهم قادة رأي حتى ولو كانوا لا يدركون هذه الحقيقة!
فمثلا.. الشابة الصاعدة ناتاشا وهي بالمناسبة صاحبة صوت جميل، تؤكد في أغنيتها الأخيرة بأنها توافق على أن تكون لعبة بين يدي حبيبها وأن يكذب عليها وتوافق رغم معرفتها المُسبقة بأنه كاذب وإن زعلَ، فهي السبب!
فأي نوع من الأفكار هي تلك التي يُدخلها بعضُ كتاب الأغنية العربية إلى عقول المراهقين عن قصد أو غير قصد؟! كيف ننشىء جيلا يحتفي بكرامته ولا يقبل بالتنازل عنها لا لحبيب ولا لقريب كاذب وظالم إن كنا نقبل بكتابة هذا النوع من الكلام والترويج لهم وترداده؟!