في خضمّ الأحزان، من المعيب أن يُزايد أحدهم على الآخر، فيقول هذا: أنا تأثّرت أكثر ويقول ذاك: أنا حزنتُ أكثر.. لكن حين تهدأ الصدمة، لا بدّ من إعادة الحسابات ومن طرح أسئلة صريحة حتى لو كانت قاسية..
حين وقعت الحرب العراقية، إعتبرناها كلبنانيين حربنا، ونجومنا أطلقوا عبارات الدّعم: أتركوا بلاد ما بين النهرين بحالها، أنقذوا التاريخ العراقي العريق من الدمار.. وحين إشتعلت تونس ونجحت بعدها ثورة الياسمين، هلل لها نجومنا ورفعوا راية بو عزيزي البطل، وعندما طار حُسني مبارك، صار إنتصار أهل الفراعنة إنتصارنا ويعنينا كما يعنيهم و”حما الله مصر من الفتنة”، هكذا ردد نجوم لبنان الذين لم يغادر بعضهم مصر حتّى في عزّ أزمتها.. وعندما قُتِلَ معمّر القذافي، ذهب بالنا إلى أهلنا في ليبيا فمصيبتهم شعرنا بها وكأنّها في بيوتاتنا.. وثورة اليمن ومشكلاتها مُشكلتنا وحزن أهلنا في سوريا لا يفارقنا ويوماً لم يتوانَ نجومنا اللبنانيون عن توجيه رسائل الدعم إلى السوريين الذين إنقلبت حياتهم رأساً على عقب..
لكن.. إنفجارٌ في الأشرفية، إستشهاد رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، تهديد السلم الأهلي في لبنان، الهجوم على السراي الحكوميّة، إلغاء حفلات عيد الأضحى، وحزنٌ كبيرٌ يلفّ اللبنانيين.. فمن منَ النجوم العرب خرج بتصريحٍ واحدٍ يفقأُ عيوننا من كثيرة محبّتهم؟! أم أن لبنان هو بلدُ الـ Shopping لهم وإن كان مهتزّاً فلا يعنيهم إلا أنهم لن يتسوّقوا ولن يحيوا حفلاتٍ تضيف ثرواتٍ إلى ثرواتهم! نجومٌ عرب يقتلوننا بمحبّتهم في أوقات السلم، يصمّون آذاننا من كثرة تردادهم: عشاقي في لبنان الأفضل والأجمل والأحلى.. ومع ذلك حين يقع لبنان، لا كلمة غزاء ولا من يحزنون.. شُكراً، “قتلتنا محبّتكن”!