بدعوة من مجلس الفنون والثقافة والآداب في الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم ( RASIT ) وبالتعاون مع نقابة الفنانين المحترفين في لبنان، وتحت رعاية سمو الاميرة الدكتورة نسرين بنت الامير محمد بن الملك فيصل الأول الهاشمي، ألقى الكاتب العراقي حامد المالكي يوم الثلاثاء 24 أيار 2011 ندوة ثقافية بعنوان “مساء بغدادي” وذلك في قصر الاونيسكو ببيروت تناول فيها الانسان العراقي في الدراما.
استهل المساء البغدادي بالنشيدين الوطنيين اللبناني والعراقي، فكلمة ترحيب من RASIT القتها الشاعرة العراقية نسيم الداغستاني عرفت فيها الحضور عن الاكاديمية وأهدافها ونشاطاتها في العالم. ثم قدمت كلمة نقابة الفنانين المحترفين في لبنان التي القاها نائب الرئيس الاستاذ جهاد الأطرش تحدث فيها عن تاريخ التعاون الفني بين لبنان والعراق وشكر مبادرة الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم RASIT في تنظيم ورعاية هذه الامسية الثقافية في بيروت، وهي أول منظمة علمية دولية غير حكومية ترعى الفنون والآداب والثقافة، هذه المبادرة التي تؤسس لإرساء سبل التعاون الثقافي والفني بين لبنان والعراق والعالم، وأشاد الأطرش بهذه المبادرة مرحباً بالكاتب العراقي حامد المالكي في لبنان وبين زملائه الفنانين والكتاب.
ثم القى الفنان القدير احسان صادق كلمة نقيب الفنانين المحترفين في لبنان القديرة الفنانة سميرة بارودي والتي تغيبت عن الأمسية نتيجة سفرها الاضطراري للخارج، فكان عنوان الكلمة الدراما العراقية بعيون لبنانية تجربة سميرة بارودي، والتي عرضت فيها البارودي عن تجربتها الفنية في العراق والتعاون مع فنانين عراقيين بعدد من المسلسلات وما تعلمته من هذا التعاون، واختتمت كلمتها بعبارة مؤثرة جدا صاحبها صورة لسميرة بارودي تنظر للعلم العراقي قائلة باللهجة العراقية “بغداد أحبك هواية”، فوقف الحضور مصفقين ومحيين البارودي.
وتلى ذلك فيلم قصير عن الكاتب العراقي حامد المالكي تناول سيرته الذاتية والفنية، فجاء بالفيلم عن ذلك الفتى الذي كان يحلم بالضوء وصار ضوء، ليلقب في عام 2009 من أعضاء اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في بغداد “رئيس وزراء الثقافة والآداب في العراق” معلنين حلم حامد المالكي في وطن لا يقبل القسمة على الخيانة. فحامد المالكي ذلك الانسان الحر الذي صار صوتا للعراقيين تاريخا وواقعا وحلم مستقبل قد حقق الحلم العراقي بأخذ الدراما العراقية للقنوات الفضائية العربية متخطي حدود الخوف والارهاب والسياسة لتخرج القصص العراقية من صندوق الافلام للعالم.
وبعدها التقى حامد والناس في ناي ووتر على ورقة وقلم مع الحضور في حديث عن الدراما العراقية محليا وعربيا والانسان فيها، مستهلا كلمته بالشكر للأكاديمية الملكية الدولية للعلوم ومديرها التنفيذي الأميرة الدكتورة نسرين الهاشمي، وكذلك للحضور النخبوي من فنانين وكتاب ورجال أعمال ونواب وعلماء واقتصاديين ومفكرين لبنانيين وعرب حضروا ليسمعوا عن العراق والانسان، وتحدث عن حياته الدراسية في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد وعن أعماله، ليقف بلحظة صمت متذكرا فيها والده الذي رفض دخوله عالم الفن والسينما، فقال المالكي والدموع تنهمر من عينيه: “كم كنت أتمنى أن يكون والدي بيننا اليوم، والدي توفى عام 1991، تمنيت وجوده اليوم ليرى ابنه يكرم عربيا ودولياً”، فوقف الحضور مصفقا لحامد ومشجعا.
ثم القت الأميرة الدكتورة نسرين الهاشمي كلمة أوضحت فيها أهمية الفنون في تنمية المجتمعات وكذلك الفكر الانساني جنبا الى جنب مع العلوم، واشادت بالفنون اللبنانية والفنانين الذين شبهتهم بأرز لبنان وكذلك بالفنون العراقية والانسان العراقي الذي تحدى الصعاب والمحن وبقي ثابتا كنخيل العراق مقدما كل ابداع بمختلف المجالات والميادين خاصة الثقافية والفنية منها، وأشادت الأميرة الدكتورة نسرين بالدراما التي يكتبها حامد المالكي، هذه الدراما التي جسدت الانسان العراقي تاريخا وحاضرا غاب عن الناس والعالم في خضم السياسة. ثم قدمت الاميرة الدكتورة نسرين الهاشمي درع مجلس الثقافة والفنون والآداب في RASIT لنقابة الفنانين المحترفين في لبنان تقديرا للجهود المبذولة والعطاء الدائم للرقي بالانسان من خلال الاعمال الفنية على مختلف الاصعدة، وبعدها جائرة الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم للكاتب العراقي حامد المالكي تقديرا لابداعه في مجال الفنون والآداب بالوطن العربي.
ثم افتتحت جلسة حوارية تحاور فيها الحضور مع حامد المالكي، وطالبوه بالكتابة للدراما العربية المصرية واللبنانية على وجه الخصوص.
واختتمت الامسية البغدادية في منٍّ بيروتي وسلوى بغدادي وأغاني عراقية تراثية تناول فيها الحضور مَنّ وسلوى احضر خصيصا من بغداد لهذه المناسبة.
الجدير بالذكر أن Royal Academy of Science International Trust (RASIT) والمعرفة بالعربية ب الأكاديمية الملكية الدولية للعلوم، هي منظمة دولية غير حكومية أسسها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور محمد بن الملك فيصل الأول الهاشمي عام 1968، وتعمل تحت مظلة الأمم المتحدة في خدمة التعليم والعلوم والثقافة والانسانية منذ عام 1969. وهي أول منظمة علمية غير حكومية تدخل الفنون والآداب والثقافة في نظامها الاساسي منذ 28 عاما وذلك ابرازاً لأهمية الفنون والآداب في تنمية الفكر الانساني جنبا الى جنب مع العلوم. وعبر السنين قدم مجلس الفنون والآداب والثقافة العديد من النشاطات في العالم من خلال الندوات والمعارض الفنية التشكيلية والفوتغرافية والامسيات الموسيقية، منها على سبيل المثال لا الحصر معرض فنون تشكيلية لفنانين عراقيين وكويتيين في لندن عام 1996، اسبوع الموسيقى العراقي في لندن لتوثيق الموسيقى والفنون العراقية، فرقة حوار السورية وكذلك فرقة كلنا سوا العربية في الولايات المتحدة الامريكية، الموسيقي العراقي أحمد مختار وأيضا الموسيقار المغربي الحاج يونس في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك، والفنان الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة في مدينة فاس المغربية والموسيقي العراقي نصير شمة في لندن، وتكريم الفنان كاظم الساهر عام 1997 في باريس تقديرا لجهوده في نشر الفن العراقي والخدمات الانسانية ابان سنوات الحصار، وغيرها من النشاطات الفنية والثقافية.