احتضنت مدينة البصرة مهرجان القمرة السينمائي الدولي الأول للفترة 16- 19 ابريل 2016 في قاعة الفراهيدي والذي تقدم له 350 فلماً للمشاركة وهو رقماً قياسياً كونه بدورته الأولى وذلك نتيجة للترويج الاعلاني والاسلوب المحترف والتخطيط الناجح الذي عملت عليه إدارة المهرجان من خلال إنشاء موقع الكتروني خاص وكذلك النشر في مواقع التواصل الاجتماعي ما جعله يستقطب نسبة عالية للمشاركة فأختارت منه لجنة المشاهدة 60 فلماً من العراق ومصر ولبنان وسوريا والمغرب والجزائر والاردن والبحرين وعمان وبريطانيا وأمريكا وجورجيا مقسمة لقسمين افلام العراق وافلام من خارج العراق.
الدكتور سرمد ياسين الذي عمل جاهداً متحدياً كل الصعاب من أجل إقامة أول مهرجان سينمائي دولي في مدينة البصرة يليق بسمعة السينما العراقية على وجه الخصوص. وكان الدكتور زياد العذاري مديراً فنياً والمخرج عصام جعفر عذاب مديراً وكذلك سلام العيداني المدير التنفيذي للمهرجان.
كل هذه الجهود تكللت بالنجاح من خلال البدأ بأختيار لجنة المشاهدة التي تمثلت بالكاتب والاكاديمي العراقي خالد السلطان والباحث الاكاديمي الدكتور محمد عطوان والسيناريست عبد الخالق كريم من العراق. وأيضاً أختيار (علي عيدان) مديراً للتقنيات وليث عبد الكريم مسؤولاً عن الإعلام.
النسبة الأكبر للأفلام المشاركة كانت من العراق باعتباره منصة لعرض الافلام السينمائية التي انتجت في العراق فنظرت إدارة المهرجان بعين المساواة لكل الافلام المقدمة ولم تكن هنالك اجندات وشروطا تعجيزية من اجل فسح المجال امام جميع مستويات الافلام الجيدة وغيرها. وتميز ايضا المهرجان بوجود مخرجين شباب يقدمون تجاربهم الفتية في الانتاج السينمائي ويعبرون عن وجهة نظرهم بتلك التجارب ووصل عددهم اربعين مخرجاً سينمائياً.
افتتح المهرجان وسط حضور اعلامي كبير ومجموعة كبيرة لامعة من ضيوف الشرف في مجال التمثيل والإخراج والغناء والاعلام فكانت حاضرة الفنانة العراقية أميرة جواد والفنانة آلاء نجم والوصيفة الاولى لملكة جمال العراق فرح حداد والاعلامية همسة ماجد والاعلامي علي الخالدي والمطرب عمر خالد والممثل الشاب حسين الدرويش ومن سوريا لمى أبراهيم و طارق مرعشي ورنيم الباشا ومن لبنان خالد الآغا وجهاد الاندري ونور خليفة، واهم الشخصيات البصرة كأحسان وفيق السامرائي والشاعر الكبير كاظم الحجاج وغيرهم من المهتمين ومبدعي المدينة. ولدور الاعلام كان واضحاً في المهرجان فقد أصدرت (نشرة يومية) تصدر عن مجموعة القمرة بإشراف رئيس المهرجان وترأس تحريرها محمد العامري بعنوان (كلاكيت) التي سلطت الأضواء على المهرجان يوم بيوم وحصر مشرفها أن تكون مميزة وشاملة من خلال التصميم وكذلك الموضوعات التي قدمها مسؤولي التحرير من خلال الحوارات التي نشرت لضيوف المهرجان وحديثهم عن القمرة.
الجمهور له الدور الاكبر من خلال تواصله في صالة العرض التي ملأت لحتى ساعات متأخرة على مدى أربعة أيام فحضور العائلات البصرية هي مبعث فرح وخير على المدينة التي عرفت بتعايش افرادها وسلميتهم التي أشادت بالمهرجان واعتبرته فاتحة خير لبصرة الفن وهو بوابة للإنطلاق نحو سينما عراقية تنافس سينما دول الجوار والسينما العالمية.
أستمرت عروض الأفلام خلال ايام المهرجان بالفترة المسائية وفي الصباح كانت هنالك جلسات نقدية ومناقشات ومداخلات رصينة لتضيف للمهرجان رونقاً خاصاً لدعم المخرج المشارك وخصوصا من الشباب للأستفادة من خبرات النقاد وآراء واصداء فلمه المعروض ضمن برنامج المهرجان.
لجنة التحكيم الخاصة بإفلام العراق تألفت من رئيس قسم السينما والتلفزيون بجامعة البصرة – كلية الفنون الجميلة الدكتور فراس جميل والمخرج السينمائي حسين السلمان والكاتب والسيناريست علي عبد النبي الزيدي. أما اللجنة الخاصة بإفلام من خارج العراق تمثلت بالمخرج والممثل السينمائي ناصر حسن والاعلامية العربية عائشة الدوري والمخرج والممثل اللبناني جهاد الاندري.
افلام تنافس فيها المخرجين من خلال طرح افكار مختلفة فالمهرجان ابرز عددا من الأسماء المهمة في فن السينما بالعراق والوطن العربي، ولم تكن مشاركة المخرجين العرب في هذا المهرجان هامشية كما يحدث في بعض المهرجانات انما جاءت مشاركتهم فعالة من خلال افلام اتسمت بجودتها وقيمتها الإبداعية الفنية وهذا خلق التواصل الفني مع جميع المشاركين من العالم والوطن العربي.
وفي يوم الختام اختارت لجنة التحكيم الافلام الفائزة التي قسمت الى فئتين
1- افلام من خارج العراق:
الفائز الاول فيلم (انا سامي) للمخرج الكردي كي بهار .
الفائز الثاني فيلم (الطهور) لانور الزريقي .
الفلم الثالث فيلم (كاليري) لمهند دياب .
2- الافلام العراقية:
الاول فيلم (صمت) لقصي لجين – السماوه
الثاني فيلم (سلايد) لملاك عبدعلي .بغداد
الثالث فيلم (ارض الخسارات ) للكردي هوراز محمد
كما نوهت لجنة التحكيم لفيلمين في المهرجان وهما فيلم (غنيلي) لسما دهام من كندا وفيلم الاستحمام الاخير لحسين جميل من بغداد .
كما وزعت دروع وشهادات الى الجهات الراعية للمهرجان والمساهمين فيه.