” الجزر يقوي النظر” عبارة لم تكل الألسن عنها حتى من قبل والديك أو مدربك الرياضي, وإن سألت عن سبب هذه المقولة السائدة ستجد للجزر عشرات الفوائد.
وإن قرأت هذا المقال سينسف لك هذه المقولة السائدة.
ولكن كيف حصل الجزرة على مثل هذا السمعة الجيدة وما هي بالضبط الخضروات الجذرية الجيدة جداً لصحتنا؟
زُرع الجزر لأول مرة في أفغانستان منذ آلاف السنين على شكل جذر أرجواني أو أصفر متشعب صغير ونكهة مريرة، بعدها توقفت زراعة الجزر الأرجواني والأحمر والأصفر والأبيض قبل فترة طويلة من ظهور الجزر البرتقالي ، والذي تم تطويره وإعتماده من قبل المزارعين الهولندية في القرنين السادس عشر و السابع عشر.
ووفقاً لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة، يوجد في كل جزرة أو ½ كوب من الجزر المفروم 25 سعرة حرارية، 6 غرامات من الكربوهيدرات، 3 غرامات من السكريات و 1 غرام من البروتين. أيضاً الجزر هو مصدر ممتاز لفيتامين A، يوفر 210٪ من احتياجاتنا في اليوم. كما أنه يوفر 6٪ من احتياجاتها من فيتامين C، 2٪ من احتياجاتنا من الكالسيوم و 2٪ من احتياجاتنا من الحديد لكل حصة.
أيضاً “بيتا كاروتين” المادة المضادة للأكسدة التي تعطي الجزراللون البرتقالي, تمتص “بيتا كاروتين” في الأمعاء وتتحول إلى فيتامين (أ) أثناء عملية الهضم.هذا ويحتوي الجزر على الألياف، وفيتامين K والبوتاسيوم وحمض الفوليك والمنجنيز والفوسفور والمغنيسيوم، وفيتامين E والزنك.
أسواق المزارعين وبعض المتاجر المتخصصة تبيع الجزر في مجموعة من الألوان – مثل الأرجواني والأصفر، والأحمر – التي تحتوي على مجموعة متنوعة من المواد المضادة للاكسدة مثل: الأنثوسيانين في الجزر الأرجواني والليكوبين في الجزر الحمراء.
الفوائد الصحية للجزر
زيادة تناول الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة يقلل الإصابة بالسرطان وأمراض القلب و المخاطر الأوعية الدموية ، وتشمل الجزر. وقد أظهرت مجموعة متنوعة من الدراسات الغذائية أن الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة يكون لها تأثيرات مضادة للسرطان بسبب قوتهم في الحد من نمو و تكاثر الخلايا السرطانية
سرطان الرئة: وجدت إحدى الدراسات أن المدخنين الذين لم يتناولون الجزر هم أكثر عرضة بثلاث مرات في خطر الإصابة بسرطان الرئة وضع مقارنة مع أولئك الذين أكلوا الجزر أكثر من مرة في الاسبوع
سرطان القولون: تبين ان استهلاك “بيتا كاروتين” يكون له علاقة عكسية مع تطور سرطان القولون و يساعد على مكافحته.
سرطان الدم :أيضأً في دراسة أجريت في عام 2011 مفادها أن عصير الجزر مفيد لقتل خلايا سرطان الدم وتمنع تقدمها
سرطان البروستات: من بين الرجال الأصغر سناً، وجبات غنية قد تلعب دوراً وقائياً ضد سرطان البروستات، فالمادة الموجودة في الجزر و بعض الخضروات الغنية بمادة “بيتا كاروتين” هي المكافح الأول لسرطان البروستات وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد للإدارة الصحة العامة.
تأثيره على الرؤية (النظر): وفقاً للطبيب العيون جيل خوري، نقص الفيتامين A يؤذي القطاعات الخارجية للخلايا المستقبلة للضوء في العين ويلحق أضرار في الرؤية العادية. تصحيح أوجه القصور بتناول الفاكهة و الخضروات الغنية بـفيتامين (أ) مع الأطعمة العالية في “البيتا كاروتين”.
أظهرت الدراسات أنه من غير المحتمل أن معظم الناس سوف تواجه أي تغييرات إيجابية كبيرة في رؤيتهم من أكل الجزر إلا إذا كان لديهم نقص في الفيتامين A، وهو أمر شائع في البلدان النامية.
فالمقولة المتعلقة بالجزر والرؤية أتت خلال الحرب العالمية الثانية،حيث بدأ سلاح الجو الملكي البريطاني حملة إعلانية مدعياً أن سرالرؤية الحادة لطياريهم الحربين تعود للجزر. أما في الحقيقة كانت دقة الطيار المقاتل بسبب نظام الرادار الجديد الذي يُريد البريطانيون الحفاظ على سريته من الألمان، ولكن إنتشرت الشائعة وتبقى شعبية حتى اليوم.
الفوائد المحتملة الأخرى: المواد المضادة للاكسدة والمواد الكيميائية النباتية في الجزر قد تساعد أيضاُ في تنظيم السكر في الدم، يؤخر آثار الشيخوخة، وتحسين وظائف المناعة.
دمج الجزر في النظام الغذائي الخاص بك
من الأفضل تخزين الجزر في الثلاجة في كيس من البلاستيك مختوم. ولا تترك العروق الخضر في الجزء العلوي من الجزر وإزلها قبل تخزينها لمنع استخلاص الرطوبة وسحب المواد المغذية من الجزرة. يجب أن يكون الجزر مقشر ومغسل جيداً قبل التجميد. أما تناول الجزر نيئا أو على البخار يوفر أكبر قدر من القيمة الغذائية. كما الإفراط في فيتامين (أ) يمكن أن يكون ساماً للإنسان، و الإفراط في “كاروتين” قد يسبب مسحة برتقالية طفيفة في لون الجلد ولكنها ليست ضارة.