لفتنا مقال كتبه الأستاذ عبد الغني طليس في مجلة “الشبكة” ضمن عددها الصادر صباح البارحة، وجاء فيه:
“هنالك ملاحظة لا أدري ما إذا كان كثر يتنبهون إليها أم لا.. سواء من عشاق الفنان كاظم الساهر، أو من الذين ليسوا عشاقه على حد سواء.. هذه الملاحظة تقول إن كل كليبات الساهر، كل كليباته من دون أي استثناء، يبدو فيها “شايف حالو” على حبيبته في الكليب..
لا أقصد أن سيناريوهات الكليبات تتعمد أن يكون كاظم مستعليا على حبيبته، فأغلبية أفكارها ككليبات تريد أن تكون حالة الحب بينه وبين حبيبته طبيعية وعادية ومساوية لأي حبيبين على وجه الأرض، وخصوصا أولئك الأحباب الذين يعيشون الحب عميقا، عمق الأغاني التي يغنيها الساهر نفسه، فهذه الأغاني تحمل نصا جميلا عادة، ولحنا جميلا، وأداء جميلا، وأجواء الكليبات في الأغلب الأعم جميلة، وما هو ليس جميلا أبدا، وبلا هوادة، هو أسلوب كاظم في “تمثيل” الحب في الكليب.. فكاظم الساهر.. العاشق في الكليب، إذا نَظَر إلى حبيبته فنظرته من فوق؛ وإذا عانق حبيبته فعناقها .. من فوق؛ واذا جلس وإياها في أي مكان، فجلوسه من فوق.. ولعل المشكلة، أساسا، هي في نظرته وابتسامته وحركته، فهو لا ينظر إلى “الحبيبة” في الكليب إلا على أساس أنه… كاظم الساهر، ولا يبتسم لها إلا ابتسامة كاظم الساهر… ولا يتحرك أمامها ومعها وحولها إلا بحركة كاظم الساهر… والقصد هنا بـ”كاظم” الساهر أي النجم… النجم الذي يتعامل مع الفتاة التي “يُحضرونها” لتجسيد الكليب أمامه على قاعدة أنه “النجم” وهي “فتاة الكليب”، لا أكثر ولا أقل، لا حب ولا من يحبون!
منذ فترة أراقب هذا الأمر ولا أكتب عنه لئلا أظلم كاظم الساهر، لكنني عندما قررت الكتابة، طلبت خمسة كليبات له وشاهدتها في وقت واحد، وتأكدت تماما من ملاحظتي، وقد شعرت أنني إذا لم أنبه كاظم الساهر إليها ليعيد النظر في ما يفعل في الكليبات، فإنه قد لا ينتبه، وتاليا فإن كليباته المقبلة ستكون كأنها من هذا الجو السيىء…
ولست أدري مَن هو المسؤول في هذه المسألة: هل المسؤول كاظم نفسه، أم مخرجو كليباته.. أي إذا كان كاظم لا ينتبه إلى أن هذا يحدث على الشاشة (وأعتقد أنه لا ينتبه)، فما هو دور المخرج إذا؟ أوليس دوره الطبيعي أن ينبهه، أن يدله، أن يلفت انتباهه إلى ذلك؟ أما إذا كان كاظم والمخرج يتحملان المسؤولية معا، فالأمر عندها يستدعي “ثورة” حقيقية ينصرف فيها كاظم لتغيير أسلوبه الأدائي في الكليب، وينصرف فيها المخرج، أي مخرج، إلى التدقيق في ما يصور ووضع النقاط على الحروف، حرفا حرفا، وتحديدا في “أداء” كاظم الذي ينعكس على بعض “حبيباته” في الكليبات، فتنقص حرارة أدائهن أيضا وتصبح القضية تمثيلا بتمثيل من دون أي روح وانسجام حقيقيين!
كل هذه الأحاسيس الغنية في أغانيك يا كاظم.. وكل هذا البرود و”شوفة الحال” في كليباتك… كيف يستويان؟”
إنتهى المقال، فهل توافقون الأستاذ عبد الغني طليس على رأيه؟!