في طرابلس وقبل خمس أيام، علّق أحد أصحاب المحال يافطةً كتب عليها: “يرجى عدم التفجير قرب المحل لأنو أكتر من نصّ البضاعة بالدين”، وكأنّه كان يستشرف مصير طرابلس الدامي صباح أمس بعد أن هزّت عاصمة الشمال إنفجارين، الأول وقع أمام مسجد التقوى في منطقة الزاهرية والثاني على مدخل جامع السلام عند معرض رشيد كرامي بالقرب من منزل رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر واللواء أشرف ريفي..وكل ذلك خلال أداء صلاة الجمعةّ!
الجرحى عددهم فاق ال 500، أمّا القتلى فيُقالُ إنّهم وصلوا حتى الآن إلى 45 شهيدا”، في حين طلبَت جميع مستشفيات المنطقة من الأشخاص التبرّع بالدم لكثرة المصابين!
أيُّ عقلٍ جُرميٍّ هو هذا الذي خطط لقتل أشخاص كانوا يصلّون لربّ العالمين؟! أيُّ عقلٍ وسخٍ هو هذا الذي نفّذ لعملية القتل تلك والتي سبقتها عملية تفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت وأدت الى قتلى وجرحى في صفوف المواطنين العزّل، وهؤلاء المجرمين وإن هربوا من عدالة الأرض، ألن يواجهوا عدالة السماء؟ وإن كانوا لا يؤمنون بالله، فهم مُلحدون كافرون وأنجاس، ألا يؤمنون بأن كل ما نقوم به، يرتدُّ علينا عاجلاً أم آجلاً.. فالله يمهِل ولا يُهمل!