منذ حوالي الأسبوعين، كنتُ في زيارة سريعة إلى “قصر العدل” في بعبدا، ولأنني حشورة وأفتخر، وقفتُ أقرأ لائحة الدعاوى المسجلة على أجندة أحد القضاة والتي عادة ما يتم تعليقها خارج قاعة المحكمة، ليعرف كل مدعى عليه ومدعٍ دوره في المثول أمام القاضي!
لفتتني عدة دعاوى منها تزوير عُملة من قبل قاصر وأخرى ترويج للمخدرات من قبل قاصر أيضا.. إلا أن ما استوقفني طويلا كانت الدعوى الأخيرة المسجلة على اللائحة تحت عنوان: “مُجامعة بالعنف”!
إستغربت وتسالت: إن كانت الدعوى بين رجل وإمرأة غريبين، فيجوز أن تسمى: إغتصابا، وليس مجامعة بالعنف.. لكن (وكله وأنا أحاكي نفسي في سري).. إن كان المُعتدي والمُعتدى عليها متزوجين.. فهذا يكون مُجامعة بالعنف، ويُعاقب عليه القانون!
وفي نشرات الأخبار المسائية ليل البارحة، لفتني تحرك قامت به جمعية “كفى” لمناهضة العنف تجاه النساء تحت عنوان: العنف الجنسي بين المتزوجين.. إغتصاب أيضا”! ما يعني أن هذا النوع من الحالات يتكرر بإستمرار، وهو دون شك، لا ينطبق فقط على لبنان، بل على بقية دُول العالم، ولا ينحصر فقط بالرجال، بل يشمل النساء، إذ قد تغتصب إمرأة / زوجة، رجلا / زوجها!
التوعية لحقوق جسدنا علينا هي الكلمة الأساسية التي نحتاجها كبشر لنُدرك بأنه لا يحق لأحد مهما علت سلطته علينا ولو كان زوجا / زوجة، أن يُجبرنا على القيام بما لا نرغب به! أذكر هنا عبارة قالها لي رجل حكيم: “قد يُجبرك المجتمع أو شخص ما على ألا تفعلي ما ترغبين به.. لكن لا يستطيع أحد أن يُجبرك على أن تفعلي ما لا ترغبين به”!
الفرق بسيط بين العبارتين، لكنه جوهري ومُخيف!