يقال إن حديث النعمة ينهمر على ملذات الحياة بجنون،
فيشتري ما لا يحتاج ويأكل فوق طاقته.. ويبدو أن هذه هي الحال ذاتها مع نجومنا
العرب وعلاقتهم بموقع التواصل الإجتماعي Twitter..
الموقع بالنسبة إليهم إكتشاف جديد، لعبة غريبة ونعمة
حديثة، إنهالوا عليها، فأصبحوا أسرى للموقع، يفيقون على الـ Tweets ويغفون عليها، في حين أن مستوى الأغنية العربية بقي على حاله، لا
تطوّر ولا من يحزنون، سواء في الكلمة أو اللحن أو الآداء أو المواضيع التي تطرحها
الأغنيات، لأن ثلاثة أرباع النجوم، “ولا على بالُن” لأن
“بالن” في تويتر!
وأكثر.. لعل أمرا يغفل عنه النجوم العرب وهو أن هالتهم
بدأت تتراجع منذ صاروا Available أي متوفرين للجمهور العريض في كل
لحظة من اليوم، فما عاد الجمهور ينتظر حفلاتهم، بحيث تراجع الإقبال على الحفلات في
العالم العربي، إذ لماذا أدفع الثمن الفلاني لأشاهد النجم الفلاني، بينما هو بين
يديَ بشكل يومي وعبر هاتفي أو الكومبيوتر ومجانا!
قد يقول قائل إن النجوم الأجانب يفعلون الأمر ذاته
ويبقون بشكل دائم على تواصل مع جمهورهم عبر “تويتر”، لكن هذا يحدث معهم
وِفق خطة تسويقية معينة ولديهم ماكاينات بشرية تعمل على إدارة صفحاتهم ومواقعهم
الإلكترونية، في حين يقتطع الفنان بعضا من وقته الخاص من حين إلى آخر ليتواصل
مباشرة مع جمهوره!
فالماكينات البشرية المختصَة تعرف ما الذي يجب أن يفصح
عنه الفنان وما الذي يجب أن يحتفظ به لنفسه من معلومات، بحيث لا يلعب دور الصحافي
في نقل أخباره بنفسه! إنه فنان والصحافي صحافي ولكل دوره، وبينما علينا كصحافيين
أن ندقق ونبحث في أخبار الفنان، عليه هو أن يمضي وقته في إيجاد طريقة لإمتاعنا
وتقديم الفن الراقي لنا، وليس في الـ Tweeting و Re-Tweeting، أربعة وعشرون ساعة في الأيام السبعة من الأسبوع!