كنتُ أحد الذين تشجّعوا لمتابعة برنامج “الزعيم” عبر قناة “الجديد” ولكن لأنني لبنانية، لا يجوز إلا أن أكون متطرّفة وسريعة في إطلاق الأحكام، لذا حين رأيت في الحلقة الأولى أن القيمين على البرنامج إختاروا ميريام كلينك من بين المشتركين، بدّلت القناة على الفور وقطعتُ علاقة الشّوق مع البرنامج وجيّرت مشاعري لبرامج أخرى، رغم الحضور القوي لفخامة رئيس الجمهورية وعاصي الحلاني في حينها!
لكن.. منذ أيام وعن طريق الصّدفة وفي بيت أهلي، لأنني في بيتي حيث تسود قوانيني، قاطعت البرنامج وأمنع التوقف عنده ولو مرور الكرام، شاهدتُ مُكرهةً إعادة للحلقة الأخيرة من البرنامج، فوجدتني مخطئة في حُكمي القديم الذي رفضت إعادة النظر فيه على ميريام!
ميريام حسب مراقبتي أظهرت تقدّماً ملحوظاً في الآداء وفي التعاطي مع الأمور بجديّة ورصانة لم نعهدهما فيها أو أنها لم تشأ سابقاً أن تطلعنا عليهما، وهي أيضاً ذكيّة ودقيقة الملاحظة وتملك إصراراً جميلاً على المضي قُدماً، وكأنّها تقول لنا في تقدّمها هذا بأنها تستحق كل الفرص المتاحة لسواها.. فلمَ لا تكون هي الزّعيمة طالما أثبتت قدرتها على التكيّف مع الوضع الراهن وعلى التطور، وهما أمران نفتقدهما في قادتنا، أعني ثلاثة أرباعهم أو 99.9 بالمئة منهم على هوى نِسَبِ الإنتخابات العربية؟!
جرّبنا العمَى فإن كانت ميريام هي الكُحل أو أحمر الشفاه أو كل أنواع الماكياج.. فلم لا نمنحها فرصة ونتخلّى عن عصبيّتنا ولو لمرّة؟!