لم تَسلم الفنانة ميريام فارس من نقد صحيفة “الوفد المصرية” التي لا تترك فرصة إلا وتهاجم فيها الفنانين اللبنانيين الذين يحلون ضيوفاً لإحياء الحفلات الفنية في أرض الفراعنة.
تحت عنوان “التلفزيون تجاهل الحفل من أجل ميريام فارس”، نشرت الصحيفة المصرية مقالاً وجهت فيه نقداً لاذعاً للقناة الأولى في التلفزيون المصري على خلفية نقلها للحفل الغنائي ضمن إحتفالات “شم النسيم” الذي أقامته الفنانة ميريام فارس إلى جانب الفنان حكيم في “مركز شباب الجزيرة “، واتهمت الصحيفة التلفزيون بتجاهل نقل حفل الفنان هاني شاكر الذي أقيم في”دار الاوبرا”. واعتبرت الصحيفة أن “حفل عيد الربيع بكل ما هو جيد لأن حفلات هذه المناسبة على مدار التاريخ كان نجومها هم أبرز نجوم الغناء العربي مثل عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وفايزة أحمد ووردة الجزائرية، لذلك وجود هاني شاكر في الأوبرا هو امتداد لهذه الحفلات الراقية التي كانت دائماً تشهد أعمالاً جديدة للأسماء التي ذكرناها، وبالتالي فالربيع كان أحد الشهود على تاريخنا الغنائي الكبير، لذلك عندما علمنا أن التلفزيون اختار ميريام فارس للغناء في حفل الربيع أصاب الجماهير بحالة اشمئزاز، لأن التلفزيون كان بمقدوره أن يعتمد على صوت كبير حتى لا تتهمه بدعم الغناء “إياه” الذي نكافح ضده حتى لا يسود، التلفزيون المصري أنشئ من أجل الدفاع عن التقاليد والعادات، وليس من أجل نشر الفنون الهايفة، لأن هناك قنوات أخرى معنية بهذا الهبوط الغنائي ويجب ألا يسير التلفزيون في ركابها.
وتابع الكاتب الذي ألقى اللوم في قرار نقل حفل ميريام وحكيم على الفنانة اللبنانية لأنه فقط يهوى الاتهامات الباطلة بدلاً من أن يُحاسب إدارة قناته فقال: كان حفل هاني شاكر يستحق الإهتمام من التلفزيون، لأنه الامتداد الطبيعي لتاريخنا الغنائي الكبير، لأن تسجيل الحفل ثم بثه أمر أصبح لا يليق بالنجوم الكبار، خاصة أن هناك دولاً عربية أصبحت تنقل مهرجانات تنظم لأيام علي الهواء مباشرة، هذا هو الإعلام، أما الحفلات المجمدة فليس لها علاقة بالإعلام الحديث.
فالصحيفة التي يبدو أن أهل الفن اللبنانين يشكلون مشكلة لها لا تنفك ترصد حفلاتهم وتتهم الأصوات اللبنانية بأنها أصوت غير كبيرة وتغمز الى ان الفنانين اللبنانين ينشرون الفنون الهافية، فبالامس كان هجوم من قبل الصحيفة عينها على الفنان رامي عياش عندما وقف في كانون الاول 2009 للغناء في “دار الاوبرا” المصرية، فطلبت الصحيفة من المسؤولين في دار الاوبرا ايقاف الحفل وأيضا كان هجوم على نانسي عجرم في حفلة افتتاح مهرجان الأغنية الدولي بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة حيث غنت على مسرح الأوبرا، إذ بمجرد الاعلان عن أن نانسي ستشارك بالغناء قوبلت بهجوم شديد من الصحيفة عينها. ولم تَسلَم ايضا الفنانة كارول سماحة من هجوم مماثل شنته”الوفد” عندما غنت في إحدى الحفلات الخاصة بالأوبرا والأغنية العربية بالإسكندرية.
فالصحيفة التي بات أهل الفن اللبنانين يشكلون مادتها الدسمة للنقد الجارح وللتجريح والتشهير بهم وبأعمالهم، علماً أن أية صحيفة أو مطبوعة لبنانية لم تشن هجوم لاذع أو إستخفت بفنان مصري أحيا حفلا في لبنان أو التشكيك بالتاريخ الفني المصري العريق بل بالعكس كان ترحاب وتشجيع. كما وصلت الوقاحة في التجريح الاعلامي للصحيفة الى حد المساس بعائلة الرحابنة التي نعتبرها في لبنان خطاً أحمر ممنوع لمسه.