اختتم امس مهرجان الدوحة العاشر للاغنية الذي احتفى هذا العام بالفن اللبناني طوال خمسة ايام كانت مليئة بالغناء واللقاءات الاعلامية والثقافية وكانا نجما الليلة الختامية المطربة التونسية لطيفة التي قدمت مجموعة كبيرة من اغنيات البومها الخليجي “اتحدى” وسط تفاعل جماهيري واضح وقد رافقها المايسترو ايلي العليا وفرقته الموسيقية اما فنان العرب محمد عبده فقد استقبل العام الجديد مع جمهوره على المسرح وملايين المشاهدين العرب الذين ينتظرون اطلالاته بكل شغف وحب. وكان عبده قد عقد مؤتمرا صحافيا قبل ساعات من بدء الحفل وتكلم فيه عن جديده وعن حبه للسيدة فيروز وان الكلام الذي قاله عن حفلتيها بانها استخدمت الخلافات للترويج لها لم يكن بقصد التجريح بل اكد ان كل الفنانين الكبار كانوا يعمدون الى ذلك بدءا من ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب واخرين.
اما اذا اجرينا جردة حساب لكل ما حصل في المهرجان فلا يمكننا الا تقدير دور دولة قطر على هذه اللفتة الكريمة منها وايضا لا بد من التنويه بالدور الكبير الذي لعبه رئيس المهرجان الفنان الكبير محمد المرزوقي على رعايته التامة لكل المدعويين وحرصه على تقديم اجمل صورة عن ذالك البلد الصغير بحجمه لكن الكبير بافعاله فلا احد في لبنان يمكن ان ينسى شعار “شكرا قطر” اما رئيس اللجنة الاعلامية تيسير عبد الله فهو صاحب خبرة طويلة في التعامل مع الاعلاميين الذين يلاقون منه افضل معاملة من كل النواحي وربما يكون المهرجان الوحيد في العالم العربي الذي يقدر دور المؤسسات الاعلامية والاعلاميين اذ ان المركز الاعلامي الذي اقيم في الحي الثقافي “كتارا” كان مثل خلية النحل وكل العاملين به لم يتوانوا عن تأمين كل وسائل التكنولوجيا للصحافيين كي ينجزوا اعمالهم في ابهى صورة.
لا شك ان الفن اللبناني يحسب له الف حساب في العالم العربي لكن للاسف هناك بعض المشاركيون اعطوا صورة سيئة عن وجه لبنان الفني سواء من لجهة المشكلات التي وقعت وافتقاد روح الالفة والمحبة بين عدد من الفنانيين الذين كان من المفترض ان يكونوا الحضن الدافيء للنجوم الشباب لكن للاسف فان الغرور والانانية سيطرا على البعض ما جعل الاجواء متشنجة قبل الليلة الافتتاحية وخلالها وهذا الامر جعل الصحافة العربية توجه انتقادات الى الفنانين اللبنايين وقد كتب انهم لا يستأهلون التكريم الذي اعدته لهم دولة قطر واذا قارنا ما حصل قبل سنتيت في المهرجان التاسع حيث كرمت الاغنية المصرية من خلال عدد كبير من نجوم الاغنية المصرية ومنهم هاني شاكر وايمان البحر درويش وانغام واحمد عدوية واخرين وكيف كانوا يحرصون على احاطة بعضهم بالمحبة كما ايا من المطربين المصريين لم يبخل على اداء اغنية لاحد العمالقة الكبار بدءا من ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وسيد درويش بينما للاسف جاء اختيار العناصر اللبنانية ناقصا ما جعلنا نشعر بالخلل.
اذ اعلن ان المهرجان يكرم الاخوين الرحباني وهم رمزا الأغنية اللبنانية وغيرهما الا اننا لم نشاهد اي ممثل لال الرحباني في المهرجان: اين زياد الرحباني او الياس الرحباني؟ وايضا نشرت صور لذكي ناصيف وفيلمون وهبي في المدرج الروماني حيث كانت تقام المؤتمرات الصحافية انما وبكل اسى لم يتنازل اي مطرب مشارك في اللبلة اللبنانية من اداء اغنية لهولاء “ولووووو” الهذه الدرجة وصلت الانانية والغرور فلولا تقديم نجوى كرم اغنية “يا لبنان دخل ترابك” للسيدة صباح ضمن “الميدلي الاضحوكة ” الذي قدم على خشبة المسرح بطريقة كاريكتورية واغاني وديع الصافي الذي اداهم الصوت القدير ملحم زين لما لمسنا تكريما للعمالقة اللبنانيين.
شوائب كثيرة رافقت اختيار المكرمين وربما تقع المسؤولية على اللبنانيين الذين ساهموا في تنظيم هذا المهرجان لجهة اختيار المطربين والمكرمين وبحسب تقديرنا للاسماء التي شاركت وهم اسماء كبيرة تستحق هذا التكريم انما هناك اشخاص اخرون لهم باع طويل في الاغنية اللبنانية وفي الفن اللبناني اجمالا لكنهم كانوا غائبون واذا كان هناك من اصبح في دار الحق فلا بد ان هناك ابناء او اهل واقارب كان بامكانهم الحضور واستلام دروع تكريمية لكن للاسف هناك من استخف في الكثير من الامور وفضل اختيار المكرمين من المقربين منه لكن النتيجة جاءت غير جيدة للاسف وبدل ان يتحدث الناس في اليوم التالي عن الحفلة ونجاحها كانت العناوين الرئيسية لكل الصحف العربية الاشكالات التي حصلت في اروقة الفندق وفي كواليس المسرح.
وما يحزن ان المطربين العرب تفوقوا في تكريم لبنان على اللبنانيين انفسهم فاداء شيرين عبد الوهاب لاغنية “بحبك يا لبنان” ادمعت الكل وايضا اداء احلام الرائعة لاغنية “الو بيروت” جاءت منها خطوة معبرة وكذلك الامر بالنسبة لماجد المهندس ولطيفة. وفي الختام نشكر دولة قطر وحكامها وادارة المهرجان على كل ما قدموه من دعم للفن والاعلام اللبناني.