* العمر يؤثر عند الرجل الفنان، فأنتَ تبدو فنت فأنتأصغر سناً مما أنت فعلياً؟
– في هذه الأيام لم يعد العمر مهماً فحتى صغار السن بات عقلهم كبير وهناك استيعاب للنضوج. لكن يبقى عامل اللوك مهم، وعلى الفنان الانتباه له حتى يبقى بأحلى طلة، لكن لكل عمر ناسه وجماله. والفنان الرجل عليه أن ينتبه الى صوته وموهبته فعامل الجمال ليس مهماً عنده.
* عمركَ الفني كبير قياساً الى شهرتك، هل تعتبر نفسك بأنك أخذت حقك فنياً؟
– أخذت حقي بين الناس فقط. لكن في لبنان لم اخذ حقي بعد، اخذت مكانتي في تونس والمغرب والجزائر والاردن، وسوريا فهذه السنة انا في قرطاج والسنة الماضية كنت ايضاً وهذا امر جيد.
* لمَ هذه الغربة عن لبنان؟
– ليست غربة متعمدة، الفنان يعمل وينظر الى العرض والطلب، وأنا الطلب علي يكون من خارج لبنان، للاسف نحن في لبنان لا ننتبه الى المواهب التي تستحق الانتباه وكأننا نريد الموهبة التي تأتي الينا مقشرة فتكون ناجحة في الخارج ومكسرة الدنيا وتأتي الينا وكأن الزمن فرضها. المتعهد اللبناني عليه ان يفتش عن الموهبة التي تستحق كما كان في السابق ايام الكارت البلانش والمونتي كارلو. يوم اتى كاظم الساهر وغنى في المونتي كارلو لم يكن نجماً وكذلك صابر الرباعي لم يكن نجماً واشتغل عليه علي المولى الذي رأى فيه موهبة.
* المتعهد اللبناني ليس وفياً للفنان اللبناني؟
– نعم عموماً هذه هي الصورة.
* لماذا تغرد لوحدك ولا يوجد لديك من يحضنك؟
– الله كتب لي أن لا اتوفق مع شركات الانتاج. فأنا لي في الفن 15 سنة منذ استديو الفن، حيث مضيت 7 سنوات مع شركة استديو الفن و5 سنوات مع روتانا، و3 سنوات مع عادل معتوق وسبعة أشهر مع شركة EC Production ولم أتوفق في أن تنفذ الشركة الشيء المطلوب منها بشكل جيد. روتانا من أكثر الشركات التي عملت لي وقدمت معها البومين نفذوا بشكل صحيح. سيمون أسمر أطلقني ويبقى فضله علي فهو الذي اخترعني. فأنا كنت عازفاً وسيمون أسمر طلب مني ان أغني. وكنت أخجل يومها من أن أقف وأغني. وبعد ذلك لم أتوفق وبقيت اغرد لوحدي لتاريخ امضائي ادارة الأعمال مع شركة AMPM لصاحبها جيلبير فياض.
* أين تجد نفسك اليوم بعد 15 سنة في الفن؟
– وجدت نفسي بعد كل هذه السنوات، انا واخي نتعاون معا لاننا نعرف كيف نسوق الاغنية. فهذا العصر هو عصر الاغنية وليس كما يتهياً للبعض عصر عمليات التجميل والتصوير، فانا لا افتش عن كل هذا ، هذا كذب اخترعته الشركات الفنية لتبهر بها الفنان فتقول له سألبسك، واصور لك، واعطيك Image هذا كله فاشل. فالاغنية الجميلة اليوم تفرض نفسها بغض النظر عن اي شيء آخر. وهناك مطرب تنجح له اغنية دون ان يصورها كليب وبدون تسويق مودرن. وانا نجحت في تسويق نفسي بهذه الشخصية التي امتلكها ومن خلال اغنيتي الخاصة مثل “قال اية” و”الله” فهذه الاغاني هي التي ادخلتني قرطاج.
* تعتبر نفسك مختلف فنياً؟
– نعم مختلف بالطاقة الفنية التي امتلكها، فانا طاقاتي منوعة ما بين كتابة الاغاني وتلحينها فكل اغنياتي من لحني وكلامي. وجملتي الموسيقية لا تنتقد ولا احد يحكي عنها باي وسيلة اعلام. ولا تشبه اية اغنية اخرى، كلماتي لا احد يقول عنها هابطة او تشبه شيء آخر من هنا اشعر بأن سكتي مختلفة وغريبة لذا تأخذ مجهود اكبر حتى تظهر. فاغنيتي وصلت الى الناس ووصلت الى الفنانين من عمرو دياب الى صابر الرباعي، وفضل شاكر، وكارول سماحة وادم وريان وهاني شاكر. والعديد من الفنانين يطلبون مني اغاني والحان.
* لماذا يغيبوك عن الحفلات في لبنان؟
– لو غيبوني عن الحفلات في لبنان فأنا حاضر بألحاني وكلماتي مع الفنانين الكبار، فهاني شاكر سيغني لي والعديد من الفنانين ايضاً. جماهرياً انا حاضر في الحفلات خارج لبنان، واخر حقلة قدمتها في لبنان كانت في رأس السنة وكانت حفلة ناجحة ولا يوجد مكاناً فارغاً. نحن نحتاج متعهد يفكر بالمواهب التي هي على حافة النجومية، فيعطيها دفعة الى الامام. ولا تكون كل الحفلات محتكرة على ثلاثة نجوم من الصف الاول. لا يحدث شيئا لو اشترك نجم من الصف الاول ونجم من الصف الذي قبله ، فهذا يحمل ذاك.
* تعتبر نفسك نجم من الصف الثاني بالرغم من كل ما تحكي عنه؟
– طبعاً أنا من الصف الثاني لبنانياً وعلى الارض ولكني كموهبة اعتبر نفسي من الصف الاول ومع نجمة اضافية ودون اي غرور.
* تفرح بنفسك كمغني أو كملحن أكثر؟
– لدي شخصية غريبة، أي شيء اقوم به اكون على انسجام كامل فيه، وكأن الشيء الوحيد الذي اعرف القيام به هو الفن. اعيش الحالة حتى النهاية، فعندما اغني انسى اني ملحن، وعندما الحن انسى اني اي شيء اخر.
* في مكان ما اجدك تلتقي مع مروان خوري فهو ايضاً مغنٍ وملحن وشاعر لكن مروان وسع رقعة انتشاره اكثر منك؟ لماذا؟
– لان مروان بدأ قبلي، وعندما استضافتني جومانا بو عيد في برنامج “مع حبي” بعد صدور اول البوم له سألتني عن رأيي بغناء مروان، فقلت لها يجب ان يغني. الشبة بيني وبين مروان خوري يكمن في الحس الرومانسي والطاقة الفنية التي تشبه بعضها . فهو عرف كملحن وانتشر كملحن واكمل مسيرته كمطرب بينما انا بداية لحنت لنفسي ولم تنتشر رقعتي كملحن، فموضوع التلحين والشعر عندي اتى مفاجئ للناس. وانا لم اشتغل على ذلك تسويقياً فالجانب الذي عرفت به هو كمطرب اكثر، ودوماً اصداء التلحين والشعر تحتاج وقتاً اكبر حتى تنتشر وتعرف.
* هل الإحباط يصيبك فقط في الفن او في الحياة عموماً؟
– حياتي كلها معرضة للاحباط حياتي الخاصة مليئة بالوفاء والاصدقاء اما علاقتي مع الفن من خلال مدير الاعمال او المنتج كانت دون وسيط. كانت علاقة مفتوحة اسمح له ان يتدخل في اي شيء في حياتي الخاصة والعائلية، وكان يتعاطى معي كأني وحدة كاملة انسانياً وفنياً انا لم اتوفق في ذلك او اعامل بشكل صحيح.
* هل أفهم منك أن مدراء الأعمال الذين تعاملت معهم كانوا بلا وفاء؟
– لن أقول هذا حتى لا اهين واجرح احداً. لكنهم يعرفون انفسهم، ويعرفون انهم خلطوا الفني بالشخصي والعائلي. وهذا الخلط في التعامل مع الفنان كذبة كبيرة انتهينا منها منذ زمن فهو عليه ان يأخذ من الفنان موهبته وصوته ويعمل من ذلك عمل فني ناجح ويحاول ان يساعده في الأشياء الاخرى لكن ان اطلب منه التحول من شخص الى شخص اخر جديد فهذا أمر مستحيل.
* كلامك هنا مبهم.. فهمت انك كفنان مقبول لكن على الصعيد الشخصي هناك علامات استفهام حولك او انك لا تجيد لعبة الظهور والبرستيج؟
– صحيح، أنا لا اجيد لعبة الظهور والبرستيج، يؤخذ علي مثلاً اني ألعب بليارد في مكان شعبي، دون أن يكون معي مرافقين ودون ان البس ماركة “سينيه” وكأن هذا عيب وكأن الفنان عليه ان يكون غير كل الناس. علينا ان نفهم ان خبرية “النجم الذي لا يطال” انتهت والناس ما عادت تهضمها ولا تستوعبها. الفنان برأيي عليه ان يكون ذات شخصية متكاملة فنية، وسلوكية واخلاقية يقدمها بعفوية دون تجميل، فانا هنا اعتبر هذا الفنان جرئياً وطبيعياً.
* ما هي عيوبك؟
– هناك عيب يعرفه الناس واخرى اعرفها انا . اول عيب اعرفه انا هو الاستهتار فانا ولا مرة مثلا قرأت العقود التي جمعتني بسيمون اسمر، او روتانا او عادل معتوق. وحتى المحامين الذي اتعامل معهم يقولون لي كيف توقع على العقود دون ان تقرأها وعالـ”عمياني”. فانا برأيي لو هذا الشخص الذي اتعامل معه لا يريد تنفيذ العقد لن استطيع اجباره على ذلك واذا لديه نية طيبة سينفذ العقد واكثر بالتالي اعرف اني قادر على تنفيذ كل ما يطلب مني واذا حدث وكان لدى الفريق الاخر في العقد تعقيدات او ظروف مادية صعبة انا اتحمله واعذره وهذا ما كنت عليه مع عادل معتوق الذي تحملته 3 سنوات. اما عندما يخرق العقد ولا ينفذ لاسباب شخصية وهنا الاسباب قد تطول وتتنوع.
* ما هو مأخذ عادل معتوق عليك؟
– لا يوجد لديه اي مأخذ. لكن عندما ثرت عليه صار لديه مأخذاً، فانا كنت اعمل معه واغني ببلاش ولا يدفع لي وانتظرته 3 سنوات ولم ينتج لي سوى اغنيتين من لحني وكلماتي حتى هاتين الاغنيتين لم يدفع لي ثمنهما خلال كل ذلك كنت بنظره ممتازاً. وعندما وقفت في وجهه وقلت له سأتركك لانك لم تقدم لي شيئاً والمفترض ان تنتج لي كل عام البوم، وطالبته بثمن حفلاتي واريد عطل وضرر والسيارة التي اعطيتني اياها لم تسجلها لي منذ سنتين وما زالت باسم سوزان تميم. حينها صرت بلا وفاء وصرت سارق دولارات وسيارات.
* ووضعك في السجن؟
– صحيح، وضغني في السجن لمدة يومين على ذمة التحقيق لكن الدنيا لم تنته وكل شيء سيظهر في النهاية.
* الان انت تتنازل عن حقك المهدور او تريد ثأراً؟
– لا اتنازل عن حقي، لكن لا اريد الثأر، فأنا ما عدت احتمل التآمر والضغينة وانا اليوم لدي شعبية حولي وكمية من الفانز وهم من انشط الفانز فانا بت مسؤولاً امام كل هؤلاء ولا اقدر ان اكون النعجة التي تذبح واكثر ما اقوم به هو التوجع. فان احد اقترب مني واراد ذبحي لن اذبحه لكن على الاقل لن اسمح له بذلك.
* ماذا تقول لعادل معتوق؟
– أقول له الله يسامحك. واذكرهنا فقط بالتاريخ الذي اوقفني فيه وكان في شهر رمضان الكريم من العام 2009 هذا الشهر النعمة على كل الناس هو شهر نقمة عليه مدى الحياة فلو حاول ان يتناسى لكن اهلي وامي واقربائه الذين يعرفون كل شيء وابنه وزوجته ايضاً يعرفون ولن ينسوا ذلك، ولن يتشرف بمرور هذا الشهر عليه.
* سيمون اسمر الذي اطلق العديد من النجوم ماذا تقول به؟
– أقول له شكراً، بقيت 7 سنوات مع سيمون اسمر ولم يقدم لي اي أغنية واستمريت وخرجت من عنده باحلى علاقة. يبقى هو الذي اطلقني واظهرني ربما كان لديه ظروف لم يستطع ان يشتغل لي كما يجب وكان منشغلا بسواي وهذه مرحلة انتهت. فانا خلال علاقتي به لم اسمع منه كلمة سيئة ومرة التقيت به وقال لي انت فنان كبير فشر ان أشبه عادل معتوق بسيمون اسمر.
– لنعد لجو الفن والالحان، من هم النجوم الذين تحب التلحين لهم؟
– أحب فضل شاكر، عمرو دياب، آدم، اصالة، مروان خوري، سألحن له وسيلحن لي. لان مروان من هذا المستوى الراقي والمنفتح جداً، والمترفع عن “الايغو” واسمي دوماً يقارن باسمه. ويجب ان نقدم اشياء ما معا ليثبت هذا التقارب ولا انسى جورج وسوف الذي سأقدم له لحناً.
* انت تقدم اللحن على هواك او ترسمه بحسب شخصية الفنان الذي امامك؟
– حتى الآن اقدم اللحن كما اراه انا، لكن علي ان اغير اتجاهي لان تلحين الاغنية فيه ذكاء وليس عملاً دكتاتورياً. واللحن يجب ان لا يشبهني فقط. حتى الان قدمت الحاناً لها علاقة بتجاربي وشخصيتي الخاصة فقط ولكن اذا اتاني فنان ولديه حس رومانسي استطيع ان اتحول نحوه قليلا. مثل أغنية نيللي المقدسي التي ستنزل قريباً لن تصدقي انها من الحاني اعطيتها روح نيللي وهي اغنية شعبية جميلة جدا سيفاجئ بها الناس. الملحن عليه ان يخيط كل الالحان والا فهو ليس ملحناً.