لم تمضِ أيام على تعيين النجمةاليسا سفيرة للنوايا الحسنة حتى حددت أولى مهماتها الإنسانية في بنغازي ليبيا بهدف تقديم مساعدات إنسانية مع منطمة”امسام”، غير آبهة بالخطر الذي قد يهدد حياتها في بلد يعيش توتراً أمنياً يهدد الاطاحة بحياة كل من يعيش فيه لتتحول”إليسا” بذلك الى أسرع فنان عربي بمرتبة سفير يتحرك على الارض بما يتطلبه اللقب الذي منح له، محولاً إياه من لقب”فخري”، كما يُنظَر إليه في المجتمع العربي، الى لقب يستحقه حامله عن جدارة.
إليسا نجمة النوايا الحسنة كانت أعلنت من دبي في إحتفالية تعينها الى جانب الفنانين الاماراتيين حسين الجسمي وفايز السعيد والكويتي عبد الله الرويشد، “أنها ستسعى من خلال هذا التعيين المهم الذي بدأته اليوم أن تعمل جاهدة كما تقوم به الممثلة العالمية المحبوبة أنجلينا جولي وإستغلال فني من أجل تكثيف الجهد تجاه تحقيق التنمية المستدامة لمكافحة سوء التغذية والتي تعمل عليها منظمة امسام، وإليسا التي يُعرف عنها انها فنانة مثابرة اجتهدت على نفسها وتمكنت من تحقيق وبجدارة نجومية واسعة جعلت من أعمالها تتربع في صدارة أكثر الالبومات مبيعاً في العالم العربي رغم القرصنة، لن يكون من الصعب عليها أن تحول هذا اللقب الى صفة “فعلية”و”فعًالة” محولة ما بات “تقليدي فخري” بعد ان تعاقب عليه الكثير من الفنانين العرب حولوا من خلال عدم فعاليتهم اللقب الى صفة مشكك بمدى فعاليتها على الارض,إذ لطالما كثرت تصريحات تشابهت مضموناً من فنانين تحدث معظمهم عن بديهيات تتعلق بوجوب تقديم الدعم لشعوب تمر بظروف إنسانية قاسية، دون أن يكون هناك مردود على الأرض، وكأن اللقب أضحى الدعاية المجانية التي يحصدها الفنان، بعد اقتران اسمه بتلك المنظمة التي تستثمر تسهيلات تتيحها مظلة منظمة الأمم المتحدة.
ومن يعرف إليسا، يعرف انها لا تطلق تصريحات جزافاً، ويعرف تماماً أنها عندما أكدت انها ستسير على خطى أنجلينا جولي، لا بد وأن تكون بقدر مسؤولية كلامها، أي القيام بخطوات إنسانية على الارض تجعل منها سفيرة إنسانية بامتياز, وإلا عرضت نفسها للنقد وللتشكيك بكلامها وبقدرتها في ان تتحمل مسؤولية”الكلام الذي أطلقته”. ولم يأتِ تشبيه إليسا لمهمتها بما تقوم به أنجلينا جولي من العبث، بل لأن إليسا متابعة دقيقة لكل ما يكتب في الصحافة العربية والعالمية، وهي تعرف تماما ان انجلينا تعتبر من أكثر الفنانين الغربين الذين تحركوا على الارض أثر منحهم لقب سفراء نوايا حسنة, جولي كرّست جزءا من وقتها لخدمة القضايا الإنسانية كما قدمت جزء من ثروتها لمساعدة مناطق العالم المنكوبة ولمساعدة المنظمات الخيرية. كما ساهمت في معسكر اللجوء الأفغاني في باكستان، ومنكوبي دارفور، ومخيمات اللاجئين في لبنان والعراق وكينيا وسيراليون وتنزانيا والصومال، وغيرها في كافة مناطق العالم، إضافة إلى تبرعها للمنظمات الخيرية كمنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة غلوبال إيدز أليانس، ومنظمة الطفل العالمي. وفي الوقت الذي تغيب فيه هذه الصورة في عالمنا العربي، هل ستشكل إليسا العلامة الفارقة عربياً تماما كما شكلت نجوميتها والبوماتها علامة فارقة في سوق بيع الكاسيت؟
في الوقت الذي يفترض ان تكون الاجابة على السؤال رهن برصد تحركات الفنانة إنسانيا وعلى الارض خلال فترة توليها منصبها بعد أن أكدت منظمة”امسام” ان سبب اختيار لها وبحسب سفير المنظمة ريميجيو مارادونا، جاء نظراً لتناولها بعض الموضوعات التي تتحدث عن العنف ضد المرأة من خلال أغنياتها ومنها “من غير مناسبة” التي تضمنها ألبومها الأخير “تصدق بمين”، وحيث تردد ان تعين إليسا أتى بعد استبعاد عائشة القذافي من المنصب أثر أحداث ليبيا. بدأت حملات تشنها بعض الاقلام على الفنانة تشكك بقدرتها على ان تتحملل مسؤولية المهمة الانسانية, وراحت بعض الاقلام التي اعتادت مهاجمتها في كل تحركاتها الفنية ونجاحاتها أو اخفاقاتها , تصفها بفنانة ال”كفالي” نظرا لان “ملكة الرومنسية” اعتادت اختيار ازيائها من هذه الماركة, وحكمت هذه الاقلام على إخفاق مسبق لإليسا في مهمتها. لكن إليسا التي تستجيب فقط للنقد البناء, وهي التي لم تعتد الرد عشوائياً , ليأتَ ردها ترجمة لوعدها ولأقوالها على أرض الواقع, من خلال موافقتها على اولى مهماتها الانسانية في بنغازي-ليبيا. ويتوقع أن تشهد الايام المقبلة اجتماعات بين”السفيرة” وممثلين من المنظمة الدولية للإتفاق على برنامج عمل سيتم بموجبه وضع جدول أعمال لتحركها الانساني. وإن كانت الفنانة أعربت من دبي عن” سعادة كبيرة وإحترام مماثل لأهداف هذه المنظمة الدولية التي وصفتها بالنبيلة، كما سُعدت لتنويه السفير مارادونا ببعض من أغانيها المشهورة وقد قام الحضور بترجمة عنوان لأغنية “تصدّق بمين” للغة الإنكليزية”. لكن كيف تنظر إليسا الى اللقب الذي منح لها تجيب: سعادتي ناجمة عن حرصي وإهتمامي بكل ما من شأنه خدمة المجتمع العربي و جيل الشباب على مواكبة كل ما يساهم في تقدم شعوبنا في وقت يعيش فيه العالم العربي مرحلة جديدة من تاريخه و ما ستتركه من بصمات واضحة على مستقبل الاجيال الصاعدة. ونحن في”الشبكة” إذ نبارك ل”السفيرة”إليسا اللقب والجواز الديبلوماسي, ونراقب من عين الناقد ترجمة وعودها على الارض, لأننا على يقين ان إليسا لم تخذل يوما محبيها ولا وطنها, ولا فنها, لأننا نؤمن بإيجابية البصمات التي ستتركها “سعادة السفيرة” على “اللقب ” لتجعلنا نفتخر باجازاتها عبر رسمها صورة صادقة للقضايا الانسانية ,لأننا على يقين ان إليسا لا تحتاج الى لقب او نفوذ او شهرة من الامم المتحدة وغيرها من المؤسسات، وربما العكس هو الاكثر اقناع لان انضمام اليسا الى صفوف اي مؤسسة خيرية يشكل دعاية وتسويقا لافكاروخدمات هذه المؤسسة.