في بداياتها وحينَ لمع إسمها إثر إطلاقها لـ “آه يا ليل” الأغنية التي كانت ضربة معلّم، كانت تُعتبر شيرين عبد الوهاب الفنانة ذات اللوك الصبياني، كانت تفتقر إلى الأنوثة، فيها شيءٌ من شقاوة “الولَد” كما يقولون في مصر، وهو أمرٌ إنتقدها كثيرون عليه.. كما وحلل آخرون بأنها لن تصل إلى ما هي عليه اليوم لأنها لا تملك مقوّمات “النجومية” التي بتنا نراها اليوم جاذبية ودلالاً وخفّة، فيما كانت ولا تزال وستبقى أمّ كلثوم أهمّ نجمة في تاريخ الفن العربي وكانت تزنُ أكثر من سبعين كيلوغراماً و “ما بتضحك للرغيف السخن”!
ومن مقوّمات الصبيانية لدى شيرين كان شعرها القصير، وكثر حللوا: “ربّما لو أطالت شعرها لزادت أنوثتها”، وهكذا صار، فهجرت شيرين الشعر القصير مع أن خبراء الـ Make Over يقولون بأنه لا يجوز للمرأة القصيرة أن تطيل شعرها.. إلا أن شيرين طوّرت شكلها وحركاتها وطريقة لباسها فصارت مع مرور السنوات أكثر أنوثةً ورقّة، بدليل أنها حين عادت وتبنّت اللوك القديم، أي الشعر القصير بالتزامن مع إطلالتها كعضو لجنة تحكيم في برنامج The Voice، لم تعُد لتوحي لنا بالصبيانية ذاتها، بل على العكس!
إذاً.. شيرين تحدّت الأنوثة وتحدّت من قالوا بأنها “صبيانية” المظهر ونجحت في تحدّيها، والأجمل في تلك المرأة العفوية والصادقة والشفافة هو أنها عادت وفعلت ما أرادته، عادت إلى طبيعتها وأصلها وجذورها وكأنها قالت: “أنا هكذا، إقبلوني كما أنا اليوم، أو إرحلوا عني”..