عملت لـ 17 عاما بالمجان وما عدت أقوم بذلك بعد اليوم!
قبل أن أبدأ التسجيل مع الإعلامي طوني خليفة، مازحني قائلا: المقابلة مدفوعة؟! فسألته:
· ما عدت تطل في لقاءات مجانية؟
– عملت لـ 17 عاما بالمجان، ما عدت أقوم بذلك بعد اليوم!
· ألم تجني المال خلال الـ 17 عاما؟
– ليس كثيرا! (يضحك) ما كنت أقبض كثيرا، كانوا يقبضون على ظهري، الآن إختلفت المعادلة..
· تعجبك هذه المعادلة الجديدة؟
– طبعا.. على الإنسان دوما أن يدخل في معادلات جديدة وأن يذكر المثال القائل: إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب والمثال الآخر: “الفاجر بياكل مال التاجر”! هذا ما أثبتته تجربة الحياة المهنية لي، فبقدر ما يكون الشخص آدميا ومثاليا ويعمل بضمير، يراه الآخرون على أنه ضعيف ولا يعرف أن يأخذ حقه وليس أنه شخص ذي أخلاقيات عالية! لكن، حين تطالبن بأن تأخذي بقدر ما تعطين، يصبح العمل ممتعا أكثر.. بإستثناء قناة الجديد، فعلاقتي معهم مختلفة، لأنها معنوية وإنسانية قبل أن تكون مادية، لكن على مستوى الأمور الأخرى، فـ Business Is Business!
· لهذا طالبت بـ 12 مليون جنيه لبرنامجك الجديد على “القاهرة والناس”؟!
– وكم تساوي الـ 12 مليون جنيه في الدولار؟! أنا طلبت مبلغا بالدولار وليس بالجنيه (يضحك)!
· حُكي أن المبلغ كبير!
– ليس كبيرا على طوني خليفة! هناك مذيعون لبنانيون وغير لبنانيين يقبضون هذه المبالغ، ثم لقد أثبتت التجارب وبكل تواضع أن كل برنامج أقدمه يرد حقه قبل أن يبدأ عرضه على الهواء! لم أقدم يوما برنامجا خاسرا أو تم إيقافه في منتصفه لأنه فاشل، بالعكس! برامجي تباع على إٍسمي والحمدلله “الشعب يريد” كان الأول في مصر بإجماع من يحبني ويبغضني! عمرنا الإعلامي كلاعب كرة القدم ، ولا نعرف متي ينتهي عملنا!
· كيف لا تعرفون طالما أنكم أصحاب قُدرة وخبرة، لم أفهم هذه النقطة!
– مثال على ذلك: من كان يتوقع ما حدث مع جورج قرداحي؟! أو ماذا حدث مع نبشان الذي كان في عز إنطلاقته وإضطر لأن يبقى لعام ونصف في البيت، وما حدث معي أنا العام 2007، فبعد “لمن يجرؤ فقط” الذي قلب مقاييس البرامج الحوارية وشغل الناس، بقيت لعام ونصف في البيت لسبب لم أعرفه ولا أعرفه حتى اليوم! التوفيق من عند الله، لكن الحظ يلعب دورا سلبيا ضدنا أحيانا، ولذا يفترض أن نخبئ قرشنا الأبيض ليومنا الأسود! لكن، أنا أصرف كثيرا وعندي إلتزامات وأعيل أكثر من عائلة بشكل مباشر، لذا لا أستطيع أن أخاطر!
· هل بدأت تخبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود؟
– بدأت الآن وأعرف أنني متأخر، لكن أنا “هيك”!
نضال الأحمدية لم تنجح في مصر وتوقف برنامجها!
· لا يزال طوني خليفة الإعلامي اللبناني الأول الذي فتح الطريق على مصر؟
– لا.. هذه العبارة إستُعملت بشكل خاطىء لأنه كان هناك قرار بشن حملة علي! إستُخدمَت هذه الجملة من نضال الأحمدية تحديدا لتفتح حينها خلافا معي لأنها كانت بحاجة إلى خلاف! أنا لم أقل إنني فتحت الطريق للإعلاميين العرب، بل قلت إنني أول لبناني إخترقت الشارع المصري من لبنان! فمثلا جورج قرداحي إعلامي لبناني دخل مصر، لكنه لم يدخلها من لبنان، بل من الـ MBC وهي أقوى محطة عربية حتى اليوم.. لكن ليس هناك إعلامي لبناني سواي دخل مصر بشكل مباشر من لبنان، رغم كل الحملات التي واجهتني! إستفز هذا الموضوع نضال لأنها كانت تود أن تُستفز كونها كانت تحضر لبرنامجها في مصر، ولم يهُن عليها أن أقول هذا الكلام! لكن.. أثبتت التجارب أن ما قلته صحيح، فها هي نضال الأحمدية بتاريخها، لم تنجح في مصر وتوقف برنامجها! مصر حالة إستثنائية، وأسالك: هل نيكول سابا حالة إستثنائية في لبنان؟ الجواب هو لا، لكن لم نجحت سابا في مصر؟! هناك أشخاص لا يوجد مثلهم في مصر، وأضيفي إلى نيكول سابا دولي شاهين مثلا.. وأسأل: لماذا ليست كارمن لبس أو فادي إبراهيم نجمان في مصر؟! لأنه هناك الكثير مثل كارمن وفادي مع محبتي لهما، لكن ليس هناك مثل دولي ونيكول في مصر! لماذا وائل جسار نجم يكسر الأرض في مصر وفي لبنان هو نجم عادي جدا؟!
أتفاوض على مليون دولار مع “القاهرة والناس” وهذه تفاصيل البرنامج!
· ألا تريد أن تخبرني بالمبلغ الذي تقاضيته لبرنامجك عبر “القاهرة والناس”؟
– الرقم الذي ذكرته “الشبكة” صحيح إلى حد ما..
· ما هو الرقم الذي ذُكر في “الشبكة”؟
– العقد الذي نتفاوض عليه هو في حدود المليون دولار أميركي أو أكثر بقليل.
· ماذا تخبرنا عن البرنامج؟
– يُعرض لأربعة أيام في الأسبوع من إخراج ميلاد أبي رعد وسيتناول القضايا المصرية اليومية وقد يكون قريبا من فكرة “للنشر” اللبنانية، لكن بالطريقة المصرية.. العقد لم يوقع حتى الساعة وإجتمعنا لمرتين في تركيا ومرتين في مصر ووضعنا الخطوط العريضة للعقد، لأنه لا يشملني لوحدي بل يشمل المخرج وفريق عمل لبناني وفريق مصري كبير سيهتم بكامل تفاصيل الإنتاج.. لذا العقد يحتاج إلى بعض الوقت وحين تجهز الأمور، سأقيم مؤتمرا صحايفا لأعلن كافة التفاصيل..
· لكنك لن تغيب عن “للنشر”؟
– أكيد لا..
· ماذا عن مجلتك التي كنت تنوي إطلاقها قريبا؟
– المشروع لا يزال قائما، لكنني أحتاج إلى بعض الوقت لأن “الأمور كترت عليي” ولا أستطيع أن أحمل أكثر من مهمة كي لا أقع أو أكون مقصرا في جهة ما.. كل تفاصيل المجلة جاهزة من التبويب إلى الرخصة، وقد أطلقها قريبا إن وجدت من يستلمها عني، على أن أشرف على كل ما فيها وعلى العناوين العريضة!
لم أمس بالكبير الصافي لكن البعض إستغلوا عباءَته ليشنوا حملة ضدي!
· أثارت قضيتك مع وديع الصافي ومعين شريف الكثير من البلبلة مؤخرا..
– قيل: طوني خليفة مس بالكبير وديع الصافي، وأنا لم أمس به، إذ لم أشتمه ولم أهاجمه ولم “أقلل أدب” معه ولم أسئ إلى تاريخه!
· أعتقدك كنت تدافع عن مبدأ أساسي وهو أننا لسنا أغبياء، فلا تستغبونا!
– وهناك إعلاميون “كانوا سادين بوزن” على طوني خليفة في الأشهر الستة الماضية، لكن اليوم وجدوا أن عباءة وديع الصافي تحتمل ليقوموا بحملة على كوني خليفة! ما فعلته كان مجرد سؤال وجهته بأدب فقلت: أنت يا وديع الصافي قُدوة، فهل حين ذهبت إلى أصالة، تخليت عن الرئيس بشار الأسد ووافقت أصالة على مواقفها ضد النظام السوري؟!
· وديع الصافي كبير وله الحق بأن يفعل ما يشاء، لكن لا حق له في أن يمنعنا كصحافة من التعليق حتى!
– أو أن يقول عبارة “ما بعلق على سرمايتي”! قبل خمسة أيام من المؤتمر الصحافي، أعلنت عن نية إقامة هكذا مؤتمر وعن المضمون الذي سيحتويه، ولو لم يطلب جورج الصافي من أصدقاء مشتركين أن نحل المشكلة لما يجمع من علاقة إنسانية بيني وبين الأستاذ وديع، لأخبرتكم ما حدث في مصر! لكن.. المسألة منتهية بالنسبة لي لأن هدفي أساسا لم يكن توتير العلاقة بين الصافي وسوريا ولا أن أصطاد بالماء العكرة! أنا ناقد صحافي ويحق لي أن أنتقد من يقول بأنه يفصل السياسة عن الفن، خصوصا إن كان من يتحدث بذلك، هو من غنى للبنان والثورات وضد الإحتلال ومن غنى للبنان “يا بيت صامد بالجنوب”! ما كانوا مضطرين ليبرروا كل هذه الأمور، كان بإستطاعتهم أن يقولوا: ذهبنا إلى أصالة رغم أننا نختلف معها سياسيا! أنا لم أقل لهم: لا تذهبوا عند أصالة، بل كنت أتساءل: الفنان العربي بدءا من تونس إلى مصر إلى ليبيا، عودنا أن يضرب بسيف النظام ثم يكون أول من يغني لرحيل النظام (ولا أقصد أستاذ وديع أو معين شريف)، تساءَلت ببساطة: هل هذا اللقاء مع أصالة هو متابعة لهذه الموجة وهل سيفهم الشارع العربي الأمر بما فسرت فيه مواقف الفنانين العرب في باقي الدول؟! كان من الممكن أن يردوا بدون إهانات أو تجريح، فأنا وفي مقالي توجهت إلى وديع الصافي بالأب والكبير، لكن ما كنت لأقبل بما قالوه بأنهم ما كانوا يعرفون مواقف أصالة وأنهم يفصلون بين السياسة والفن! لماذا يحق لوديع الصافي أن يقول “ما بعلق على سرمايتي” وأنا لا يحق لي بأن أتساءَل: هل كان يعلم بمواقف أصالة أو أن المبلغ المالي أغراه؟! كان بإمكانه أن يقول: عيب يا طوني أنا لا أتقاضى المال، لكنه تقاضى المال، وهذا ليس خطأ، فأنا كنت أجري مقابلة في مصر البارحة وتقاضيت المال، ولو كانت “ببلاش” لما ذهبت!
وصلني بأن أصالة قالت: “ما يحلموا يوقفوا الحلقة”!
· حين كتبت المقال للمرة الأولى، تحادثت هاتفيا مع معين شريف؟
– حين كتبت مقاليُ طلبت أن آخذ موقف معين ووديع الصافي ردا عليه.. حينها إتصل أحد الزملاء بمعين إلى مصر وصودف أنني بجانب الزميل الذي طلب منه معين ألا ينشر، لكنني نشرت، ثم لاموا زميلنا! في رده قال معين إنه قرأ المقال الآن والأستاذ وديع نائم وحين يصحو سنصدر بيانا توضيحيا.. وعندما جاء معين إلى لبنان كنت في تركيا وإتصل بي هاتفيا وقال بأنه يريد أن يكون الإتصال Conference مع السيدة مريم البسام، وكان يعاتب، فقلت له بأن كرامته من كرامتنا، وعلى ما أظن أن معين كان يسجل الإتصال! أفهمتُ معين أنني أحبهم وأحترمهم، لكنني طرحت مجرد سؤال سيطرحه كل العالم العربي حين تعرض الحلقة مع أصالة! المسألة إنتهت هنا، لكن يبدو أن هناك أشخاص فقدوا منابرهم ولم يعد أحد يستمع لآرائهم، توجهوا إلى جورج ووديع الصافي ليستدرجوهم على خلاف مع طوني خليفة! أنا لا أريد مشاكل مع أحد لكنني رجل “ما بيندعسلي على طرف” وحين يقال “ما بتعلق على صرمايتنا” فردي سيكون بنفس المستوى! أعرف من يقف خلف هذه الحملة لأنني لست “إبن مبارح” وأعرف من حمس جورج الصافي الذي حمس وديع الصافي! أنظري إلى معين شريف، رغم أنه كان محتدا، إلا أنه لم يشتم ولم يقلل أدبا، بل كان مرتبا! أستاذ وديع كبيرنا ويبقى كبيرنا وعندي ملاحظات كثيرة على إبنه جورج وكنت أتغاضى عن التعبير عنها بحكم الصداقة، لكن بسبب الظرف الأخير قلت كل ما قلته.. إنتهى الموضوع وعرفت أنهم حلوا المشكلة مع السوريين، لكنني لا أسمح لأحد أن يستخدم هذا الموضوع ليشن حملة على طوني خليفة لأن لا مشكلة لدي مع الكبير وديع الصافي، ونقطة على السطر!
· هل تعتقد أن أصالة ستعرض الحلقة؟
– البعض إعتبروا أنني أحرض الفنانين ضد أصالة! هذه مواقف أصالة من بلدها وهي حرة أن تقول ما تريده وشعبها هو الذي يحاكمها إن أصابت أو أخطأت.. حسبما أعرف فإن هناك بند جزائي عليهم أن يدفعوه إن أرادوا إيقاف الحلقة لأن تكلفتها كبيرة، وهناك معلومات أخرى وردتني بأن أصالة قالت: “ما يحلموا يوقفوا الحلقة”! بالنتيجة الحلقة فنية وليست سياسية وسواء عرضت أم لا، فهذا غير مهم، لكن المهم أن الأستاذين معين ووديع أوضحا أنهما ليسا مع مواقف أصالة، بل إلى جانب الرئيس الأسد، وهذا هو الأهم بالنسبة إليهما!