نقول لمن نحبهم “تقبرني” أو أقله هذه هي
العبارة التي نستخدمها في لبناننا، وهناك ما يشبهها في جميع الدول العربية.. وحسب
علماء النفس فإن في الكلمة أنانية كُبرى لأن من يموت لا يشعر بشيء من الحزن، فنفَضل
أن نرحل قبل من نحبهم كي يبكوا هم علينا ولا نبكيهم نحن! ورغم أننا لا نعي خلفيات
العبارة، إلا أننا نردها دوما لأنها صارت جزءا من لاوعينا الأناني!
وأظن أن الكاتبة كلوديا مرشليان تُدرك هذه الحقيقة
العلمية، لذا وجهت لـ “ليلي” (نادين الراسي) الصفعة الأكبر في
“غلطة عمري”، ليس من خلال إختيارها لتكون الجثة في الحلقة الأخيرة في
المسلسل، بل باختيارها قتل “عماد” (زياد بُرجي)، لتترك حبيبته وأم إبنه
تبكيه، علها تستفيق من هوسها بالمال والسلطة!
ورغم أن “ليلي” إستفاقت، إلا أنها
“قبرت” حبيبها الوحيد، لكن الأهم هو أن مرشليان كعادتها عملت وبشكل غير
مباشر على إيصال رسالة إلى كل بنات جيل “ليلي” بأن المال لا يصنع
السعادة وأن كل الطرق الملتوية تودي إلى الهلاك..
قِيل الكثير في أعمال كلوديا وفي “غلطة عمري”
ولا نريد أن نُزايد فـالـ “برافو” لا تكفي لكل من شارك في هذا العمل
والذين شكرتهم كلوديا على طريقتها في إطلالة هاتفية مع ريما نجيم في برنامجها صباح
البارحة عبر إذاعة “صوت الغد”..
الأهم يبقى أننا نفتخر بكلوديا، نادين، زياد بُرجي وكل
من عمل خلف الكواليس تحديدا المخرج فيليب أسمر الي قدم لنا صورة رائعة ومتكاملة
شعرنا معها في كل لقطة أننا نشاهد فيلما سينمائيا!