لم أشأ أن أصدق الخبر الذي بثه الزميل جورج صليبي في نشرة الثامنة من مساء الأمس ضمن أخبار قناة “الجديد”، ولم أشأ أيضا أن أصدق أن ما قاله يحدث في لبناننا، رغم أنني سمعت أخبارا مماثلة في دول من حول العالم، لكنني إعتقدت أننا لا نزال مختلفين، رغم الكثير من عوراتنا!
الخبر عن رجل جنوبي يدعى محمد شمس، يسجن منذ 11 عاما إبنته المتعلمة التي تبلغ من العمر 31 عاما، كما وأنه يغتصبها حسب شهادات الجيران الذين سمعوا الفتاة تصرخ وتستنجد مئات المرات وتتهم والدها بأنه يضربها ويتحرش بها جنسيا، إضافة إلى أنه لا يسمح لها بالإستحمام، فهي لم تستحم منذ ما يقارب العامين والنصف!
كما وقال التقرير الذي بثته “الجديد”، أنه وبناء على شكاوى الجيران، حضرت القوى الأمنية، فاعتقلت محمد شمس لمدة 24 ساعة، ثم أطلقت سراحه!
فهل تكفي علامات الإستفهام والتعجب الكثيرة التي نطرحها في بلد يقال إنه بلد المؤسسات والقانون؟! ومن يحمي الشابة من والدها الذي يحبسها خلف باب خشبي ولا يسمح لها بالخروج أو النظر إلى الشمس، عدا عن إستغلالها جنسيا؟! وعلى أي أساس تم إطلاق سراحه دون إستجواب إبنته وفحصها لمعرفة حقيقة الإعتداء عليها؟!