للكاتب فيصل ابو مزيد السواركه
قد يتساءل البعض عن السبب الذي يدفع الناس للاستثمار في دبي من شتى بقاع العالم.
ولكن هو في الحقيقة ليس سببا واحدا جعل كل هذا الاستقطاب للإمارة, بل أسباب كثيرة جعلت من دبي مقصدا لجذب الاستثمار ومركز صدارة في التقدم والتطور.
ومن أهم تلك الأسباب, وقد يكون السبب الرئيس الأهم هي تلك القيادة الرشيدة التي تمثلت بصاحب السمو الشيخ / محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي.
فهو قيادة تتمتع بإرادة قوية وعزيمة لا تعرف التضعضع في سعيه نحو التميز في كل المجالات والأنحاء.
فقد وضع دبي في مصاف الدول التي يتمتع الفرد فيها بأفضل مستوى معيشة وأهتم بالفرد لأنه عماد وقوام المجتمع.
فكانت قراراته وسياساته تصب في مصلحة الفرد في تلك المدينة التي تجذب إليها عشرات الآلاف من السياح يوميا.
وإذا تطرقنا للأسباب الأخرى فإن البنية التحتية للمدينة ساعدت على جذب الاستثمار.
فإن مطار دبي يعتبر أسرع مطارات العالم في النمو وحركة الركاب الدولية, كما أن شركات الشحن الجوي توفر خدمات سريعة لنقل البضائع من وإلى مدينة دبي, وتتم تلك العملية بكل سهولة وسلاسة.
أما فيما يخص النقل البحري, فإن ميناء جبل علي يعتبر من أكبر الموانئ العالمية التي تشهد حركة بضائع دولية, ويخدم في الميناء مئات خطوط الشحن البحري.
كما أن جعل الميناء تحت سلطة المنطقة الحرة, جعل الميناء محل ترانزيت للبضائع التي تأتي من الشرق للغرب والعكس.
ولم تقتصر الموانئ في المنطقة الحرة, بل خصصت العديد من المراكز والمناطق في أنحاء دبي لتكون مناطق حرة ملائمة لقطاعات مختلفة, وعلى سبيل المثال لا الحصر مركز دبي المالي العالمي ومركز دبي للسلع المتعددة.
وكذلك المنطقة الحرة بمطار دبي.
وفيما يخص البنية التحتية, فقد أنشأت الحكومة أحد أحدث شبكات السكة الحديدية في العالم وهو “مترو دبي” والتي تعمل أوتوماتيكيا, وقد ربط مراكز التسوق والمطار وأهم المناطق مع بعضها في تلك الخطوط.
أما في المعاملات المادية وسوق المال, فإن دبي فيها “بورصة دبي للذهب والسلع” وهي أساسية في حركة العملات الأجنبية.
لذا تعتبر دبي مركزا إقليميا للتجارة والاستثمار في الذهب والماس والمعادن الثمينة.
وحين الحديث عن الضرائب, فإن دبي لا تفرض أي ضرائب على الأرباح الرأسمالية أو على الدخل الشخصي, وإذا كان القانون ألزم جميع الشركات بدفع ضرائب على أرباحها, إلا أن تسديد الضرائب لا يتعين إلا على الشركات المنتجة للنفط فقط, وفروع البنوك الأجنبية.
أما المناطق الحرة فهي تتمتع بالعديد من الحوافز المالية المغرية, كالإعفاء من الضرائب لمدة 15 عام أو أكثر وغياب الضرائب على الدخل الشخصي وإمكانية تحويل رأس المال والأرباح وعدم إلزام المستثمرين أو الحاجة إلى شريك محلي.
أما فيما يخص السياحة, فإن قطاع السياحة والضيافة يشكل بنسبة مرتفعة من الناتج المحلي الإجمالي في دبي.
حيث شهد العام الماضي افتتاح (41) منشأة فندقية, ويشهد قطاع السياحة تطور ملحوظ حيث بلغ عدد السياح في عام 2014 في دبي أكثر من 15 مليون سائح.
وتستضيف دبي مجموعات متنوعة من المهرجانات الفنية والثقافية مثل مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان دبي لموسيقى الجاز ومهرجان دبي للتسوق ورحلات السفاري والمعلم العالمي لأطول برج في العالم وهو “برج خليفة” ومنتجع التزلج والقرية العالمية ومراكز التسوق المختلفة التي تنتشر وتتوزع على جميع أنحاء مدينة دبي.
كما لا يخفى على الزائرين أن دبي تحتوي على أكبر مراكز الشركات العالمية مثل شركة “مايكروسوفت” وشركة أورال, وشركة نوكيا وسوني وبوينغ وشل وأديداس العالمية وقناة بي بي سي وورلد.
كما أن أشهر الجامعات العالمية لها فروع في دبي, مثل الجامعة الأمريكية وجامعة ولاية ميتشغان وكلية لندن للأعمال والجامعة الكندية وغيرها من الكليات والجامعات المشهورة عالميا.
لذا فقد اكتسبت الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة شهرة عالمية بفضل تلك الأسباب التي سعى لإيجادها وتطويرها المسئولون بكل عزيمة وإصرار في ظل توجيهات سمو الشيخ / محمد بن راشد آل مكتوم.