حين باشر البوب ستار رامي عياش بتصوير كليبه الأخير في دبي، إكتظت المجلات العربية والمواقع الإلكترونية بعنوان بارز عريض وهو أن الميزانية التي رصدت لـ “مجنون” بلغت الـ 350 ألف دولار!
ورغم أنني متحيزة لرامي وهو أمر لا إرادة لي فيه، لكنني وللأمانة أكدت في نفسي بأن العنوان مبالغ فيه بعض الشيء أو كثيرا من الشيء، إذ ما هو الذي سيتم تصويره بـ 350 ألف دولار؟! لكنني أخطأت، والحق لا يقع علي بالكامل.. فالخبر ما كان يجب أن يحصر كل الإبداع الذي شاهدناه من توقيع المخرجة أنجي الجمال بعبارة “كليب”، فما شاهدته هو أكثر من كليب بكثير وأقل من فيلم بقليل..
الحبكة رائعة، القصة جذابة، إلا أن هذه التفاصيل لم تكن الأجمل، بل الأحلى هي الحوارات بين رامي وحبيبته والتي توقفت الموسيقى كُرمى لها والأحلى هي تلك الـ Sound Effects التي ركزت عليها المخرجة مثل صوت حذاء الموديل وهي تترجل من الطائرة الخاصة، صوت أنفاس رامي، صوت الماء في البركة حين رمى رامي نفسه فيها، صوت تكسر الزجاج في الحفل.. كل هذا عدا عن الإضاءة التي تم تنفيذها بإبداع، وكم كان جميلا مشهد دخول رامي وحبيته إلى القطار، حين تنعكس صورتهما عليه فيبدو وكأنهما يدخلان في نفسيهما..
لا أعرف أن أشرح أكثر.. إما علي أن أهجر الفصحى لأعبر صراخا أوعليكم أن تشاهدوا الكليب، إن لم تفعلوا بعد!
“مجنون” قطع أنفاسي حتى إنتهت الدقائق الستة التي شاهدتها عشرات المرات على الـ Youtube لأنني نادرا ما أشاهد ميلودي، ليس تقليلا من شأن المحطة بل لأنني أخشى أن تهجم علي إحدى المغنواتيات في كليب سابق أو لاحق، فتضيع علي كل المتعة التي أكون قد إختزنتها، وهذا رأي شخصي!
المهم الآن هو رامي الذي أعرف أنه يعرف بأنه وضع نفسه اليوم وبعد هذا الكليب في مستوى معين، لا يجب عليه أن يسقط عنه، فمبروك لرامي ومبروك للمخرجة ولكل فريق العمل وشكرا على إمتاعنا بعدما فقدنا إلى حد ما أمل أن نحصل على أي متعة أو جمال من كليباتنا العربية!