انطلقت فاعليات مهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط الفني والثقافي في مدينة بيشيليه الإيطالية، وحملت عنوان (حوار الشعوب من أجل السلام)، وانطلقت فعاليات المهرجان في الثامن عشر من آب/ أغسطس برعاية وحضور رئيس بلدي مدينة بيشيليه الايطالية فرانشيسكو سبينا، ومشاركة مميزة من النائب في البرلمان الايطالي فرانشيسكو نابوليتانو (مؤسس المهرجان) والمديرة الفنية للمهرجان فلوريانا سافينو، والمنسق الدولي للمهرجان المخرج الأردني عاهد عبابنة. وخلال حفلة الإفتتاح ألقى رئيس البلدية كلمة أثنى فيها على المشاركة العربية التي اثبتت تقارب الثقافات بين الشعوب، والتي عبّرت عن ترابط ثقافي واجتماعي من خلال تشابه الفنون التي تعتبر لغة الشعوب أينما حلّت، وشرح سبينا الأهمية التاريخية لمدينة بيشيليه والحركة الثقافية المنفتحة على العالم.
وكان قد أحيا حفلة الإفتتاح في السابع عشر من أغسطس الفنان الإيطالي الشهير أنسو أفيتابيله، وهو مطرب من نابولي غنى اللهجة النابوليتانية العامية القديمة، وحملت أغنياته طابعاً إنسانياً، وغنى لمن يموت ظلماً، وعن العنف ضد الأطفال، كما خص الحضور العربي بأغنية عن فلسطين.
الأمسية الشعرية
شهد المهرجان هذا العام مشاركة فاعلة لفرق عربية، انطلقت في اليوم الأول مع أمسية شعرية نظمت في الهواء الطلق في المنطقة التراثية، شارك فيها عدد من الشعراء الإيطاليين، واستضاف ثلاثة شعراء من الخليج العربي هم مسعود الحمداني من سلطنة عمان والقى قصيدتين ، خالد قمّاش من المملكة العربية السعودية الذي ألقى ثلاثة قصائد وماجد الثبيّتي من المملكة العربية السعودية وألقى قصيدتين نثريتين وقصة قصيرة. وتمت ترجمة القصائد العربية فورياً الى اللغة الإيطالية. وتولى الترجمة من الإيطالية الى العربية المخرج عاهد عبابنة وفادي رحاحلة.
كما كرّم رئيس البلدية فرانشيسكو سبينا الشعراء الثلاثة وقدم لهم دروعاً تكريمية كعربون شكر وتقدير على حضورهم المميز ومشاركتهم في الحدث العالمي.
العرض المسرحي
في المدرج الروماني في بيشيليه بدأت العروض الفنية مع المسرحية القطرية “أبو سلامة” من بطولة سالم المنصوري واسرار ومحمد حسن وسامح الهجاري ومحمد علي وسمير مصطفى، وهي من تأليف عماد الشنفري وإخراج سالم المنصوري. وحملت المسرحية، التي اختصرت بتوقيتها لاسباب فنية، الكثير من الدلالات الإجتماعية والإرث التربوي، وبطريقة توجيهية مباشرة، تمكن الفنان سالم المنصوري من إيصال الرسائل الإجتماعية عن العديد من العوامل الرواثية المنتشرة، والجشع والطمع والعلاقات الإجتماعية وتسلط أرباب العمل. كما قدم رئيس البلدية درعاً تكريمياً للفرقة التمثيلية تسلمها المخرج سالم المنصوري. كونهم مثلوا دولة قطر خير تمثيل.
وعن المسرحية قال المنصوري أنه فخور بمشاركته العالمية التي فتحت أبواب المعرفة أمام الجمهور الإيطالي والأجنبي المقيم، وعرّفتهم على ثقافة خليجية جديدة عليهم، كما عرفت الفنانين الخليجيين المشاركين في المهرجان على ثقافة أوروبية
ذات أهمية في تطوير الأفكار واندماجها.
وعن المجهود الذي قاموا به كفريق لتعريف الجمهور الأوروبي على مضمون العمل المسرحي، أوضح المنصوري: “قمنا بتكثيف حركتنا الإيمائية التعبيرية لتكون أقرب الى لغة الجسد المفهومة لدى كل شعوب العالم، وكان التعبير الحركي هو الأساس، مثلاً حيث يتكلم “أبو سلامة” مع زوجته يقوم بحركات تشرح الكلام الذي يتحدث به عن ترحيبه بطفله القادم، فيفهم الجمهور ما اردنا قوله”.
وعن تفاعل الجمهور الإيطالي قال:”واجهنا ردة فعل إيجابية من خلال لقائنا مع الجمهور الذي انتظرنا خارج المسرح وأثنى على العمل، خصوصاً أن الجمهور فهم الرسالة التي أردنا إيصالها من خلال حركتنا التمثيلية.
الفرقة الإماراتية
وفي القسم الثاني قدمت فرقة “الشارقة للتراث الفني” التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في امارة الشارقة عرضاً تراثياً تمثل الموسيقى الرقص الفولكلوري حاز على تفاعل كبير من الحضور الحاشد.
وتألفت فرقة “الشارقة للتراث الفني” من فهد عبدالله مرزوق واسماعيل الهامور (إداريين)، وأعضاء الفرقة: جمعة المخيني، مطر المرزوقي، وشعبان الحمادي، وبسام الحاج مفتاح، وحميد سبت مبارك، وخميس سبت مبارك.
وقال اسماعيل جمعة الهامور المدير الفني للفرقة عن مشاركتهم: ” فرقة الشارقة للتراث الفني sharja folkart group سعدنا اليوم ويسعدنا ان نتعاون مستقبلاً في المشاركه في مهرجان شعوب البحر المتوسط الفني والثقافي. فقد شهد المسرح الاثري في مدينة بيشيليه حشوداً كثيفة من الجمهور الإيطالي الذي أثنى على الفن الفولكوري “الهبّان” الذي يتعرفون عليه للمرة الأولى، كون المدينة لم تستقبل هذا النوع من الفنون في مهرجاناتها سابقاً، وعبّروا عن فرحتهم واستمتاعهم بالموسيقى التراثية المشهورة بها إمارة الشارقة، بالاضافة الى الرقص الشعبي الذي قدمته الفرقة بمرافقة العزف على آلة “الجربة” والقرع على الطبول”.
وأضاف الهامور: “قدمت الفرقة استعراضها على مدى ليلتين على مسرح المدرج الأثري في المدينة، فمن لم تسنح له فرصة مشاهدة العرض الأول حضر في الليلة التالية، قد تفاعل الجمهور بشكل قوي مع الموسيقى الى درجة أن بعضهم ترك المدرجات وشارك الفرقة الرقص في الباحة”.
في ختام الأمسية الثانية كرّم النائب في البرلمان الإيطالي فرانشيسكو نابوليتانو (وهو مؤسس المهرجان)، بتسليم مديري الفرقة السيدين اسماعيل الهامور وفهد عمر عبدالله درعاً تقديرياً باسم المهرجان على دورهم الفاعل بمشاركة “فرقة الشارقة للتراث الفني” في مهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط في بيشيليه.
وعن الفرقة قال الهامور: “نحن فرقة الشارقة للتراث الفني التابعة لدائرة الثقافة والأعلام – الشارقة تأسست قبل أكثر من عشر سنوات في إدارة التراث بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوا المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
فرقة الشارقة للتراث الفني تضم مجموعة مختارة من الفنانيين والمؤديين الذين تدربوا على أيدي نخبة من الاباء والأجداد فتشربوا الفنون الشعبية على أصولها حتى أصبحوا يتقمصون أداء الأوليين وكأنهم رجال من ذلك الزمن والفنون الشعبية التي برع فيها أعضاء فرقة الشارقة للتراث الفني، هي تعتبر من الفنون الشائعة في معظم دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية. وها نحن مشاركين في مهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط الفني والثقافي بفرقة الشارقة للتراث الفني بفن (الهبان) او “الجربة” من الفنون التي برع فيها أعضاء الفرقة الفنية، وتعتمد اعتماداً كلياً على الجربة (القربة) وطبول، كما الألحان المستخدمة فيها هي من الالحان الشائعة في الخليج.