من ينظر إلى الطفل العراقي قمر هاشم، يرى أنه كأي طفل في الثامنة من عمره.. إلا أن لدى هاشم موهبة تميزه عن جميع أبناء سنه، فهو مصور محترف وصوره عرضت في العشرات من المعارض في بغداد، حتى اليوم!
حين كان لا يزال قمر في الرابعة من عمره، بدأ يظهر ميلا نحو الفنون على أنواعها، إلا أن المحيطين به إعتبروا أنه يقلد والده ويتماهى معه كونه مصور في إحدى الجرائد المحلية، لكن قمر لم يتخل عن موهبته وثابر عليها، فكان يلتقط الصور للمنازل القديمة والمناظر الطبيعية والطيور، ووالده حاول دوما أن يبعده عن جوانب الحياة العنيفة في بغداد كي لا يلتقطها نظره أو حتى كاميرته!
الطريقة التي فاز فيها قمر بكاميرته الرقمية الأولى، غريبة بحد ذاتها، فقد إستطاع أن يتسلل بين أعداد كبيرة من الناس كانوا يتحلقون حول محافظ مدينة بغداد، فإلتقط له صورة، وحين رآها المحافظ، أهداه كاميرته الأولى..
بصوته البريء الطفولي، يتحدث قمر للصحافيين عن موهبته، فيقول: ” حين أرى شيئا يعجبني، أنظر إليه من خلال عدستي.. طولي لا يشكل عائقا بالنسبة لي في إلأتقاط الصور التي أريدها، فأنا لست قصيرا.. المشكلة الوحيدة التي تضايقني هي حين تنفذ البطارية من الكاميرا”!
بالنسبة إلى قمر، التصوير الفوتوغرافي مهم جدا، فهو يؤرخ اللحظة ويوقف الزمن، وهو يريد من خلال صوره أن يظهر للعالم بأن العراق بلد مهم والعراقيون لطفاء والبلاد تحتوي على الكثير من التاريخ والسلام..