لم نكد لننتهي من معضلة الأزمة
الإقتصادية التي ألمت بعالمنا العربي، ولملمة مخلفاتها وتداعياتها، اتى موسم حفلات
رأس السنة والذي شكل خشبة خلاص لمتعهدي الحفلات، فقد كسب بعضهم الرهان وتفوقوا على
أنفسهم، فيما لازم آخرون خانة التراجع، أو إذا صح التعبير، تكبدوا خسائر جمة بعيد
إنتهاء الحفلات… ولم يغفل الوطن العربي منذ مطلع العام، ولا حتى لثوانٍ، فلم
يتثنى لنا أن ننفض الغبار ونستعيد موقعنا على خارطة السياحة في العالم، إلا أن
عامل الثورات المتنقلة بات يهدد مستقبل الأمم، لتكون شرارة البداية في تونس والزرع
والحصاد المتوالي في أنحاء العالم العربي بأسره…
لا تسأل عن ذكرى عيد الحب في
لبنان… فهي قطعاً تحمل في ثناياها أقبح ذكرى مرة وخطها التاريخ، ألا وهو إستشهاد
الرئيس رفيق الحريري والذي، بدل أن يحتفل اللبنانيون بأفراح وحمرة العيد، بكوا في
عرس الدم، ودخلت البلاد معمودية الدماء، والتي حتماً لم تستفق منها حتى كتابة هذه
السطور…
ولأنه لسنا في موقع تقويم ولا
معالجة لوضعنا الراهن، والذي لطالما حاولوا معالجته وباءوا بالفشل، لن نستسيغ ولا
نسترسل في تفاصيل الأحداث وتداعياتها، فالولوج فيها غير جائزٍ ومُحال… فموسم عيد
الحب هذا العام عنوانه العريض “مكانك راوح” رغم بعض الخروقات الفنية،
والتي يُحاول القيمون عليها أن يزرعوا صورة مختلفة للعيد وحُمرته والتي هلت علينا
مع بداية شباط… وكما يُقال بالعامية “مين سبق شم الحبق”، وهذا ما فعله
المنتج يوسف حرب، عندما أطلق مشروع الـ Valentine Cruise من ميامي، لتكون أول فكرة Real TV مع النجوم وإختلاطهم بشكل آني
ودائم مع المتواجدين على متن السفينة؛ فهم كوكبة من ألمع نجوم الوطن العربي سوف
يتناوبون على الغناء المباشر في قاعات متفرقة أو تباعا على مدى الليالي التي تسير
خلالها السفينة من ميامي إلى جزر البهامس…
لُبنانياً… وهذه كلمة إعتدنا أن
تتصدر نشرات الأخبار المتفرقة عقب الأحداث التي تطرأ على وطننا، محاولات خجولة
لإحياء سهرات عيد الحب، هذا الموسم الذي لطالما جذب السياح ورواد السهر إلى بيروت
ليتمتعوا بسهراتهم في مثل هذا اليوم؛ إلا أن الحدث الأبرز هو حفلين في كازينو
لبنان للفنان أليسندرو سافينا والتي قدم خصيصا إلى بيروت، حملاً في جعبته الاغنيات
الرومنسية الحالمة، كما أن الحفل الأبرز هو حفل الفنان أيمن زبيب والفنانة سيرين
عبد النور في الكورال بيتش، ليكون بعدها زبيب في جولة حفلات سورية ثلاثية… أما
الفنان زياد برجي فيُحيي سهرة غنائية مميزة في مطعم بساط الريح مساء السبت 12
شباط، لتكون الفنانة نتاشا في التاريخ نفسه تُحيي حفلة فنية في فندق ماديسون،
ويحتفل الفنان جهاد محفوظ مع رواد ديوان شهريار بسهرتين لمناسبة عيد الحب، أولها
ليل السبت 12 شباط وثانيها مساء الإثنين 14، ويكتفي كل من الفنانين هشام الحاج
بحفلة واحدة في فندق لو روايوم ورفيق خويري في مطعم ديوان الدروندي… هذا ويتنقل
الفنان ريان بين الربوع اللبنانية والسورية في سلسلة حفلات للمناسبة عينها في دوار
المهندسين، نبع عنجر وحلب…
وتبقى النجمة هيفاء وهبي والنجم فضل شاكر، يُغردان خارج
السرب اللبناني في حفل في دبي، ليكون الجمهور العربي على موعد مع حفل مميز ليلة
الحادي عشر من الجاري من مهرجان ليالي فبراير مع النجوم أبو بكر سالم، عبدالله
الرويشد واسماء المنور، وتتوجه الأنظار إلى دولة قطر في ثلاث ليالٍ مميزة ضمن
فعاليات مهرجان الربيع مع الفنان القطري عيسى الكبيسي والفنان السعودي راشد الفارس ( في
12 فبراير)، الفنان القطري سعد الفهد والفنان السعودي طلال سلامة ( في 13 فبراير)
وقيصر الغناء كاظم الساهر (في 14 فبراير) في حفل غنائي رومنسي بإمتياز…
هذا هو جدول حفلات ليلة عيد الحب
للفنانين، والذين لازم بعضهم الإبتعاد عن سوق الحفلات لأسباب عدة أبرزها التضامن
مع الشعوب العربية الثائرة والراغبة في الإستقلال… وتبقى دائما الخواتم لتحمل
الأمل ولو بصيصا ضئيلاً…