إنتهى شهر رمضان المبارك، وإنتهت معه أحداث المسلسلات التي عرضتها شاشاتنا العربيّة. أبطالٌ عشنا معهم ثلاثين يوماً، خضنا معهم التجارب الصعبة والحلوة، كرهنا بعضهم وأحببنا بعضهم الآخر، وتفاجأنا أنّ مغامرتنا وإيّاهم لن تنتهي هذا العام، بل ستُستأنف مع وقف التنفيذ حتى شهر رمضان المبارك في العام 2013.
ومن بين المسلسلات التي تحمل لنا أحداث جزءٍ جديد، “بنات العيلة” الذي حجز لنفسه مكانةً بارزة على صعيد البطولات النسائية الجماعية البعيدة عن السذاجة والسطحية، و”الولادة من الخاصرة” الذي دخل هذا العام موسمه الثاني تحت مُسمّى “ساعات الجمر” والذي يرصد أحداث مستقاة من أرض الواقع والحياة اليوميّة.
وعلى غرار ما كنّا نعتقده، فبطلة “بنات العيلة”، برزت في الحلقة الأخيرة، ألا وهي النجمة ناظلي الرواس، التي لعبت دور “ميرفت”، صاحبة الدور الأكثر إستفزازاً وإثارة لفضول الجمهور للتعرّف إلى حياتها الشخصية ومشاكلها التي لخّصها زوجها المغدور ببضع كلمات: “ملفّك المليء بالحبوب والكورتاجات”. ولا يختلف إثنان على أنّ مشهد الهيستيريا والإنتصار الذي عاشته بعد قتلها لزوجها ومسح البصمات كان الأبرز في الحلقة وبعد أن ألبست التهمة لضرّتها التي كانت سرّية، فهذا يفتح جزءً ثالثاً تكون ناظلي بطلته على غرار بعض زميلاتها في المسلسل اللواتي يُعتقد أنّ أدوارهنّ لو إمتدّت لن تُضيف إلى رصيدهنّ شيئاً. ورغم إنتقاد الكثيرين لناظلي على صعيد عباياتها وطريقة ضحكتها وكلمتها الشهيرة “حبيبتشي” (حبيبتي)، إلّا أنّها فعلاً تستحقّ أن تكون البطلة المطلقة في الجزء الثالث ويتحوّل فحوى أحداث المسلسل من مقتضبة إلى معمّقة أكثر مع بعض الشخصيات.
أمّا مسلسل “ساعات الجمر” والذي كرّس باسم ياخور بطلاً له، متقدّماً على بطل الجزء الأوّل عابد فهد، فيعد جمهوره بجزءٍ ثالث أكثر تشويقاً وإثارةً بطله “أبو نضال” الذي هُزِمَ ورُكِلَ لكنّه لا بدّ من أن يستعيد زعامته وقوّته. المسلسل الذي تداخلت فيه البطولات ولطّخ أحداثه وبراءة عائلاته النفوذ، يُعدّ واحداً من أهمّ مسلسلات التي تقدّم الواقع الذي يعيشه الشعب مثلما هو بحذافيره، ونادرةٌ هي المسلسلات التي نجحت في نهش غبار البريستيج وخبايا الجدران ليجعل من الجمهور يعيش حالات اليأس والحزن والفرح المغمور.
ما رأيكم بالمسلسلين، وهل هناك من مسلسلات ترون أنّها تستلزم جزءً آخر؟