بحجة الدفاع عن حقوق المرأة، إنهالت التعليقات السلبية على برنامج Z Ladies الذي عرضت قناة الجديد الحلقة الأولى منه وتقدّمه أربع سيداتٍ هُنّ نادين الأسعد، سمر جميل، زينة زيادة وهدى كمال أما الإخراج فلـ كميل طانيوس.
المُهاجماتُ اعتبرنَ أنّه لا يمكن لتلك الشابات أن تُمثّلنَ النساء العربيّات، فهُنّ حسبَ المنتقدات سطحيّات وسخيفات ولا تهتمنّ إلا بلباسهنّ ولوكاتهنّ، مع أن حلقة هي الأولى ولا يمكن أن تكون الفيصل والحُكمَ في أي قرار، وأكثر.. من قال إنّ على جميع البرامج أن تكون تثقيفيّة وفائقة الذكاء وحواريّة من الطراز الرفيع؟!
كمُشاهدة وإمرأة إستمتعت بالحلقة الأولى، لم أشعر أن جمال السيدات يُهينني لأنهنّ مُحاورات شاطراتٌ أيضاً حتى ولو كُنّ ترتكِنّ إلى نصٍّ مدروس، فمن لا يفعل ذلك؟! لفتتني مثلاً نادين الأسعد حين حارجت جورج قرداحي الذي غضب من افتراضيّة زواج العماد ميشال عون وعارضة الأزياء ميريام كلينك وكيفية تصوّره لشكل إبنهما، فقالت له نادين بذكاء حادّ: لو كانت الصورة لـ د. سمير جعجع، هل كانت ستكون ردّة فعلك مماثلة؟! ولفتني أيضاً نقاشهم مع الملحن سمير صفير وكيف أنهنّ لم تصفّقن له جميعهنّ، وحتى ولو كان هذا مدروساً، لكنّه أمر مُتقن!
الـ Ladies بالكاد إنطلقنَ.. فلمَ تُرجَمْنَ؟! غريبٌ كيف أننا نُمسكُ بالنّقدِ قبل أن نُحاول حتّى تقبّل الآخر، مهما كان هذا الآخر، وإن لم يُعجبنا، ألا يكون قد أعجبَ غيرنا؟! هي ثقافة نسف الآخر وحرقه وإغراقِه، هي ثقافة نتشرّبها كعرب مع حليب الرضاعة، ومع هذا نعتبُ على Nido ؟!