بصورة مذهلة وغير متوقعة، ظهرت المطربة الإنجليزية آديل بعد أن فقدت الكثير من وزنها، وتصدرت صورتها الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، فبعد أن كانت رمزا لضرورة تقبل النساء أجسامهن، وأن الوزن الزائد ليس عائقا للنجاح، نشرت صورتها وهي ترتدي فستانا أسود وتظهر نحيفة كعارضات الأزياء.
النجاح ليس كافيا
احتلت أغاني آديل، البالغة من العمر 32 عاما والحاصلة على أكثر من 32 جائزة عالمية منها الأوسكار وغولدن غلوب وغرامي، قوائم الأعلى مشاهدة واستماع على يوتيوب وسبوتيفاي، لكن لم يكن هذا النجاح كافيا للتوقف عن انتقادها بسبب وزنها الزائد.
علقت آديل عما كانت تتلقاه من انتقادات وتعليقات لاذعة بسبب وزنها في حوار سابق لها في برنامج “60 دقيقة” عام 2015، قائلة “لطالما تلقيت أسئلة عن جسدي ووزني وحجمي وأشياء من هذا القبيل. ومن المزعج أن الرجال لا يتلقون هذا النوع من الأسئلة كثيرا”.
وأضافت “بدا لي أن الناس مذهولون أن يكون حجمي كبيرا ومع ذلك أصبحت ناجحة”.
ظهرت آديل عبر السنوات بصور مختلفة تكشف محاولاتها لتنقص من وزنها، ولكن ظهورها الأخير كان صادما بعد أن فقدت 45 كيلوغراما، بحسب صحيفة “بيبول”.
ما هو سر آديل؟
بحسب صحية إنسايدر، فإن السر وراء فقدان آديل الكثير من وزنها هو اتباع نظام “سيرتفود” الغذائي، الذي بدأت في تجربته لأول مرة عام 2017. كما أعلنت أنها امتنعت عن الشاي والتدخين والخمر.
حمية سيرتفود الغذائية نظام يتضمن تناول الأطعمة التي تنشط نوعا من البروتين يسمى “سيرتوين”، بجانب تقليل السعرات الحرارية لفقدان الوزن.
المرحلة الأولى تتكون من سبعة أيام، فتبدأ بـ1000 سعر حراري فقط في الأيام الثلاثة الأولى، ثم 1500 سعر حراري في الأيام الأربعة المتبقية. وبحسب صحيفة نيويورك بوست، فإن هذا النظام يمكنه إنقاص أكثر من ثلاثة كيلوغرامات في أول سبعة أيام.
ثم تأتي المرحلة الثانية وتتكون من أسبوعين، وتسمى بمرحلة “الصيانة” ويستمر فيها إنقاص الوزن، وتشمل تناول ثلاث وجبات بمكونات معينة وعصيرا أخضر واحدا يوميا، ويتم تكرار هاتين المرحلتين بحسب الحاجة إلى إنقاص الوزن.
ولا يعتبر هذا النظام شائعا، فقد انتشر عام 2016 في كتاب بعنوان “حمية سيرتفود” للصيدلاني إيدان جوجينس وخبير التغذية غلين ماتين.
وتعتمد حمية سيرتفود على عدد من الأطعمة التي تعتبر صحية كبعض الفواكه مثل الفراولة والتوت الأزرق والتفاح والعنب البري، وبعض الخضار مثل البصل والكرفس والبقدونس والجرجير واللفت والحمضيات، وحبوب مثل الحنطة السوداء، وأشياء أخرى مثل الجوز والشوكولاتة الداكنة والشاي الأخضر والقهوة.
وبجانب ما تحتويه هذه الأطعمة من نسبة بروتين عالية، فإنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية أيضا مثل الفيتامينات والمغذيات الدقيقة، ومواد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات التي تحمي من الأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة.
وأفادت دراسة نشرت في المكتبة الوطنية الأميركية للطب بأن هذه الأطعمة التي تنشّط بروتين السيرتوين تؤثر على عملية التمثيل الغذائي لفقدان الوزن، كما أنها تساعد على تحسين الصحة النفسية والعصبية وإطالة العمر.
وتنتشر الأطعمة الغنية ببروتين السيرتوين بشكل شائع في المناطق التي يعيش سكانها طويلا، وهي ما تعرف بـ”المناطق الزرقاء” مثل اليونان واليابان وكوستاريكا وإيطاليا وكاليفورنيا.
وعلى الرغم من هذه الفوائد، فإن حمية سيرتفود تعتمد على تناول عدد محدود من الأطعمة بكيفية وكم معينين، واستبعاد الكثير من المغذيات مثل مصادر البروتين الحيوانية كالدجاج، وبعض الخضار كالفاصوليا، وتجنب الدهون الصحية والحبوب الكاملة، وهو ما له تأثير كبير على المدى البعيد، ولا يوجد أي دليل على إمكانية الاعتماد على هذه القائمة فقط.
كما أن ما يعتمد عليه هذا النظام من تناول ما يقل عن 1500 سعر حراري فقط خلال اليوم، يعتبر أقل من المعدل المطلوب تناوله للحصول على الطاقة الكافية يوميا.
ووفقا لمنشورات كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن فقدان الوزن بمعدل نصف إلى واحد كيلوغرام في الأسبوع -وهو معدل يعتبره الخبراء آمنا- يسمح بتقليل السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم بمعدل خمسمئة إلى ألف سعر حراري، فإذا كنت بحاجة إلى 2325 سعرا حراريا للحفاظ على وزنك الحالي، يمكنك تقليلها إلى ما بين 1325 و1825 لفقدان الوزن، بجانب ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.
وتقول خبيرة التغذية راشيل هارتلي لصحيفة إنسايدر إن “أي نظام غذائي يعتمد على خفض السعرات الحرارية بشكل صارم، قد يصعب جدا اتباعه على المدى الطويل”.
وأضافت “ألف سعر حراري هو أقل من الكمية اليومية الموصى بها لطفل يبلغ من العمر عامين، لذلك لا يمكن للبالغين تناول ذلك، ولن نتوقع أن يكونوا مفعمين بالطاقة، إذ لن يكون لديهم الطاقة الكافية للقيام بأنشطتهم اليومية”.
ولذلك، فإن ما يعتمد عليه من يتبعون نظام سيرتفود بتناول ما يقل عن 1500 سعر حراري فقط قد يشكل خطرا على صحتهم، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بسوء التغذية، ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل مستمر.
قد تبدو صور آديل مذهلة ومشجعة لاتباع نظامها الغذائي، ولكن هذا النظام قد لا يتناسب مع الجميع، وينصح بالتوجه لمختصي التغذية قبل اتباعه.