إختار الموسيقار نصير شمّة نجم ذي فويس الفنان سيمور جلال ، ليقدم أغنيتين من ألحانه ، الأولى تحمل عنوان “بغداد” وهي من كلمات الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد ومن توزيع رفيق عدلي، والثانية تحمل عنوان “صباح الخير يا أمي” وهي من كلمات سعد جاسم، ومن توزيع الفنان العراقي سيف عريبي مالك شركة مقام التي تولت انتاج العملين في القاهرة.
الأغنيتان اللتان تم إطلاقهما في إطار دعم القضايا الإنسانية والوضع المتردي في العراق ، جاءت أولاهما في شكل قصيدة بالفصحى ورسمت لوحة فنية تخلّد تاريخ بغداد وأمجادها من خلال لحن كلاسيكي عميق، أما الثانية فكانت باللهجة العراقية وبلحن سريع يناسب جوّها الذي يتغنّى بالأم والوطن.
وحول هذا التعاون قال الموسيقار نصير شمّة : “إنه من المهم أن يأخذ الفنان مساراً إنسانياً ووطنياً وأن يكون قادراً على تحمّل مسؤولية الفن الإنسانية، فبعض الفنانين قد يملكون رغبة تقديم أغنية أو إثنتين ضمن هذا النهج، غير أنّ الإلتزام الحقيقي بقضايا الإنسان يحتاج الى تقاليد عمل وإلى إيمان عميق برسالة الفن الراقية “.
وأضاف : “حرصت منذ البداية على أن يكون تعاوني مع الفنانين الشباب من خلال أغان حول الوطن ، لكن العمل مع سيمور جلال كان يحتاج إلى مواصفات اخرى أعلى ، لأنه يمتلك خزيناً نغمياً ممتازاً وفي نفس الوقت لديه مساحة صوتية واسعة يستطيع الملحن أن يبدع من خلالها، وقد حاولت من خلال أغنية “صباح الخير يا أمي” أن أسحب سيمور الذي يحب الطرب نحو هذا الجانب لهذا إتفقنا منذ البداية على عمل طربي، أما أغنية “بغداد” فقد لحنتها عام 1993 ، وتم توزيعها برؤية جديدة لنهديها إلى بغداد عبر صوت سيمور المتميز”.
أما الفنان سيمور جلال فقال : “أعتبر أن التعامل مع الموسيقار نصير شمّة شرف حقيقي ، فهو يحمل لواء الفن ولواء الإنسانية في آن معاً وأنا أؤمن بأن الفن يجب أن يخدم الإنسان ويجمّل العالم، وأكرر دائماً أنه لا قيمة للفن دون أخلاق، ولا قيمة للفنان إن كان فنه لا يؤثر في الناس ولا يجعلهم أكثر انسانية وإحساساً بالآخرين وهذا ما أحرص عليه ، حيث قد سبق أن قدمت مؤخراً أغنية “غرباء” وقبلها قدمت “موطني” و “يا وطن طاهر ترابك”، فنحن في أمس الحاجة لمواجهة الظلم والموت واليأس والكراهية بسلاح الفن الحقيقي”.
الأغنيتان اللتان تم تسجيلهما في مصر وتولت إنتاجهما شركة مقام للإنتاج الفني ، تم اطلاقهما رسمياً أمس، جاءتا دعماً للحملات التطوعية الخيرية التي يرعاها نصير شمّة في العراق والتي إختار في آخرها المطرب “سيمور جلال” ليشاركه حفله الخيري الضخم على المسرح الوطني في بغداد ضمن حملة “أهلنا” التي هدفت إلى مساعدة النازحين وتوفير ظروف انسانية لهم.