لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي في صدمة كبيرة بسبب حادثة قتل فنان شاب جزائري وحرقه بعد اشتباه في إشعاله الحرائق.
وانتشرت صور وفيديوهات تظهر الفنان والرسام جمال بن إسماعيل في الجزائر وهو يتعرض للحرق في منطقة الأربعاء ناث إيراثن في ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل، بعد مزاعم بضلوعه في الحرائق التي اندلعت في البلاد.
أقام جمال في مدينة خميس مليانة ولا يتكلم اللغة الأمازيغية المنتشرة في منطقة ناث إيراثن التي قتل بها.
وكان من المتطوعين الذين قدموا لإخماد الحرائق.
وانتشر له فيديو بثته قناة تلفزيونية قبل ساعات من قتله يظهر فيه وهو يتكلم عن مساعدته لأهالي المنطقة.
وقال والده في تصريحات إعلامية إن ابنه ذهب متطوعاً لمساعدة إخوانه، وإن أمه طلبت منه عدم الذهاب لكنه أصر وقال لها إن لديه أصدقاء هناك عليهم تعزيتهم في ما جرى ومساعدتهم في إخماد الحرائق.
المأساة بدأت عندما قامت مجموعة من الأشخاص باعتقال 3 رجال، كانوا على متن سيارة، إثر شكوك راودتهم بأنهم متورطون في حرائق الغابات بمنطقة الأربعاء ناث ايراثن لانهم غرباء عن المنطقة، بمعنى أن الاعتقال لم يكن على يد الشرطة التي حاولت وفق البيان إنقاذ الثلاثة وحوّلتهم إلى مقرها.
لكن المجموعة نفسها هجمت على مقرّ الشرطة وسحبت أحدهم، هو الضحية، واعتدت عليه بالضرب ثم أضرمت النار في جسده، حسب البيان، الذي أضاف أن عناصر الشرطة بدورهم تعرّضوا لإصابات متفاوتة.
الفيديوهات المنتشرة أظهرت أن سحب الضحية تم من داخل سيارة للشرطة أمام المركز الأمني، وتم الاعتداء عليه بالرفس المبرح وهو مرمي أرضيا، ثم تمّ سحبه إلى وسط الساحة، ويظهر فيديو آخر الشاب وهو يسحل في الساحة وسط حشد كبير دون أن يسلم من الركل والرفس من مجموعة أشخاص تفننوا في الاعتداء على شاب أعزل.
وطالب والد الضحية من الشعب الجزائري عدم خلق الفتنة، مشددا على أن منطقة القبائل (حيث قُتل الشاب) تتشارك الأخوة مع باقي المناطق الجزائرية، وأنه ليس كل سكانها من قاموا بالجريمة، بل فئة صغيرة. وطلب من الشرطة تسليمه جثة ابنه.