مع ملايين المشاهدات على يوتيوب، واكثر من 500 مليون مقطع على تطبيق TikTok، وانتشار عربي سريع بين الراديوهات والحفلات والسهرات، احتل حسن شاكوش عالم الأغنية العربية في الشهر الأخيرة بأغنيته “بنت الجيران”.
نجاح هذا العمل لم يقتصر على المنصات الإعتيادية، فن المرات النادرة ايضاً وصلت هذه الأغنية للمرتبة الثانية لأكثر الأعمال المسموعة على “ساوند كلاود” حول العالم.
أغنية “بنت الجيران”، التي تنتمي لما يعرف في مصر بـ “أغاني المهرجانات”، لفتت اهتمام العالم واصبحت عالقة في اذهان ملايين الناس في مختلف الدول مع انتشار صاروخي لم تعرفه اغنية عربية من قبل.
ويغني في مهرجان “بنت الجيران” مع شاكوش صديقه عمر كمال، وتتغزل كلمات الأغنية التي ألفها مصطفى حدوتة في فتاة الجيران، وتوضح مدى التعلق بها، لدرجة أن تخليها عنه سيجعله يفقد طريقه ويشرب “الخمر والحشيش”.
وظهرت أغاني المهرجانات في مصر قبل نحو عقد ونصف في أوساط الشباب من الطبقات العمالية وتحت المتوسطة، في المناطق الشعبية، وبعض وسائل المواصلات، وحفلات الزفاف الشعبية، غير أنها اجتذبت جمهورا أكبر من المستمعين من طبقات أخرى خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ويلجأ مغنو المهرجانات ومعظمهم لم يدرس الغناء بشكل أكاديمي إلى مؤلفين من الشباب يكتبون كلمات معظمها من وحي العيش في الأماكن الشعبية، ثم يقومون بتلحينها إلكترونيا، مع إضافة بعض المؤثرات الصوتية إليها. والجدير بالذكر ان هذا النوع من الموسيقى يلاقي انتشاراً واسعاً جداً ومشاهدات بالملايين.
من حوالي الأسبوع قررت نقابة المهن الموسيقية في مصر، وهي الجهة المخولة بمنح تصاريح الغناء في البلاد، منع مطربي المهرجانات من الغناء، أو إقامة أي حفلات، ورفضت انضمامهم للنقابة.
هذا الأمر احدث بلبلة كبيرة في العالم العربي وفي مصر تحديداً، واعتبر البعض ان النقابة تضر الفنانين وتحد من الإبداع وتقف عدواً له بدل دعم هذا النجاح العالمي الكبير الذي حققه حسن ومن يغني نفس النوع مثل محمد رمضان مثلاً، معتبرين انه لا يحق لأحد ان يفرض على كم كبير لهذه الدرجة من الجمهور ان يستمع لزوقه الوسيقي فقط، معتبرين هذه الخطوة تدخل بالحرية الشخصية لكل فرد بالاستماع لما يعجبه من انمطا موسيقية وان مثل هذه قرارت هي رجعية قمعية وتندرج ضمن اطار المنافسة الفنية الغير شريفة في مصر، ففي كل مرة يخرج فن جديد او نجاح الى العالم من مصر يواجه بقرارت متشددة وغير مبررة من النقابة.
ويقول طارق مرتضى، المتحدث باسم نقابة الموسيقيين إنه يجب ألا ندعم مثل هذا النوع من الظواهر التي لا علاقة لها بالفن، مضيفا “هذا إسفاف وللأسف أصبح يشكل وجدان الكثيرين”.
ويضيف مرتضى أن “مواجهة هذا النوع من الظواهر يكون من خلال تقديم فن جاد هادف ودعمه”، معتبرا أن هناك قصورا من الدولة ومن الموسيقيين سمح بانتشار ظاهرة أغاني المهرجانات.
وأوضح مرتضى في معرض رده على أسباب تحقيق أغاني المهرجانات لكل هذه الملايين من المسمتعين بأن “الجمهور يفتقد إلى الفن الجيد بسبب خلو سوق الموسيقى الغنائية الشعبية من المواهب الإيجابية”.
وحذرت النقابة من عقوبة رادعة تتمثل في الحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر، والغرامة من 10 إلى 50 ألف جنيه، ضد أي منهم فى حال مشاركتهم فى حفلات غنائية، ولمن يسهل مشاركتهم فى الغناء.
وما زال صدى أزمة نقابة الموسيقيين مع مطربي المهرجانات مستمرة حتى الآن، منذ إصدار بيان منعهم من الغناء، حتى وصلت حالة التعاطف مع مطربي المهرجانات من الجمهور والسوشيال ميديا تمتد إلى إطلاق هاشتاجات مفادها “إلا قطع الأرزاق”، ولكن مع كل تصريح يخرج من أعضاء النقابة، تزداد حالة التوتر بين جميع الأطراف.
ويبدو أن مطرب المهرجانات “حسن شاكوش” قرر أن يخرج عن صمته ويوضح للقائمين على الموسيقى وتحديدًا نقابة الموسيقيين، أنه مطرب شعبي يغنى جميع الألوان، وليس مطرب مهرجانات فقط مثلما صنفه البعض، خاصة أن الأغلبية يعتبرون صوته مختلفًا ومميزًا، حتى أن نقيب الموسيقيين أثنى على صوته في أحد اللقاءات التليفزيونية.
ويستعد حسن شاكوش لطرح أغنية “أمي العزيزة” خلال ساعات ليحكم الجمهور على صوته، ويثبت من خلالها أنه مطرب يؤدى جميع الألوان
https://www.instagram.com/p/B8xM90UpGvp/?utm_source=ig_web_copy_link