حلقة حافلة من “بلا طول سيرة” هذا الأسبوع بدأت بغرفة عمليات امنية، وتميزت بلقاءات من القلب الى القلب مع الناجي من عملية اسطنبول نضال بشراوي والكاتبة نورا شفيق الحريري والبروفسور شبل موراني ورئيس بلدية جزين خليل حرفوش.
البداية من غرفة العمليات مع اخبار امنية صنعت الحدث المحلي هذا الاسبوع، بدءا من العملية الإرهابية في الحمراء، التي نجحت الاجهزة الأمنية في احباطها، وانتهاء بالخبر عن اجراءات امنية مشددة في طرابلس، بعد ورود معلومات عن وجود شاحنة مفخخة في المدينة.
في موضوع السلاح المتفلت والرصاص الطائش، الذي قال زافين انهما مشكلة لبنانية مزمنة في كل المناطق وفي كل الظروف وفي الفرح والحزن، تم عرض تقرير مع حاكم نادي “الليونز” في لبنان فادي غانم، الذي تعرض لرصاصة طائشة، مرت من جانبه بينما كان يهم بالصعود الى سيارته في منطقة بعبدا. كما جرى لقاء مطول مع سامر كامل الذي وقع ضحية عملية خطف استمرت ثلاثة ايام في بلدة بريتال. ومع عودة نغمة الخطف والقتل، قرر سامر ان يحكي تفاصيل عملية الخطف التي تعرض لها قبل سنة، وكيف تم اطلاقه. وتحدث سامر عن شعوره بعد اطلاق سراحه.
وفي غرفة العمليات ايضا، “شاب الشاورما” كريم سلهب الذي كانت له صورة على الفايسبوك شغلت شبكات التواصل. وقد اخبر كريم، وهو طالب في الجامعة الاميركية، كيف ان لجوءه الى وضع سندويشات الشاورما تحت معطفه بسبب المطر تسبب باشكال مع القوى الامنية التي اعتقدت انه حزام ناسف.
بعد غرفة العمليات، استقبل زافين نضال بشراوي في أول اطلالة تلفزيونية له، بعد خروجه من المستشفى، اثر اصابته بثلاث رصاصات ليلة رأس السنة خلال العملية الارهابية التي كانت اسطنبول مسرحا لها. نضال قال ان كل شيء تغير في حياته، وتغيرت معاني الامور بالنسبة اليه، وبات مقتنعا باهمية ان يعيش الانسان كل ساعة من ساعات حياته.
واشاد نضال بالدولة اللبنانية التي كانت الوحيدة التي اتخذت مبادرة للتوجه الى اسطنبول ونقل الجرحى الى لبنان. وقال انه يحتاج الى وقت طويل للخروج من هذه المرحلة، وان هناك صورا لا يمكن ان ينساها ابدا. وتطرق الى تفاصيل ما حصل في اسطنبول ولحظات الرعب التي عاشها، وقال: “كنا نحتفل برأس السنة، وبعد منتصف الليل بـ 43 دقيقة، كنت اهم بالمغادرة مع احد الرفاق حين دخل المسلح المكان وبدأ باطلاق النار بصورة عشوائية. اصبت برصاصة اولى شعرت بها ثم اصبت برصاصتين لم اشعر بهما. الاصابات كانت في فخذي وقدمي وكتفي، وسقط علي احمد الصراف من الاردن وحاولت ان انهض والدم يسيل من كل مكان، وكانت زوجة الصراف تقول لي لا تتحرك لئلا يرانا ويطلق النار علينا من جديد. كثيرون تظاهروا بالموت لينجوا، اذ كان يرمي الطاولات على الناس على الارض ثم يطلق النار عليهم. كنا نسمع الانين من كل اتجاه”.
في الفقرة التالية حوار مع الكاتبة نورا الحريري رازيان، ابنة شقيق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لمناسبة توقيعها كتابين في معرض الكتاب الأخير في بيروت: “قلوب مضطربة” و”الماسة المفقودة” بثلاث لغات: العربية والفرنسية والانكليزية، صادرين عن دار “بيت الحكايات” للنشر في القاهرة. واوضحت الكاتبة ان اختيار دار مصرية للنشر جاء بطريق الصدفة ومن خلال تشجيع اصدقاء مصريين لها لنشر الكتابين. وقالت انها تريد ان تثبت نفسها بنفسها بعيدا عن اسم العائلة، وربما هذا كان من العوامل التي شجعتها على اللجوء الى دار نشر مصرية.
واشارت الكاتبة الى ان الكتابين مكتوبان بطريقة مثل السيناريو، وهذا ما دفع الناقد المصري عصام زكريا الى وصف كتابها “قلوب مضطربة” بانه “سينما من حبر وورق”، وقالت انها ترى فيلما امامها وهي تكتب، ولذلك تعريف الكتابين جاء عن طريق شريط تمثيلي عبر مشاهد تعبر عن الكتابين. ولفتت الى انها تتمنى تحويل الكتابين الى عمل فني.
الانجازات الطبية في لبنان كانت عنوان الفقرة الثالثة مع رئيس جمعية الطفل المصاب بالكلى الدكتور شبل موراني، بعد اعلان الجمعية خلال المؤتمر السنوي العام الذي عقدته في اوتيل ديو لمناسبة مرور 20 سنة على تأسيسها، عن انجاز طبي تمثل في اتمام أول عملية لزراعة مزدوجة لكبد وكلى تمت بين لبنان وإيطاليا، لعدم قدرة المستشفيات اللبنانية تقنيا على إنجازها.
وعرض تقرير مع ديانا عزام التي خضعت لعملية زرع الكبد والكلى. وقال د. موراني ان هناك خمسة اطفال ينتظرون دورهم لاجراء هذه العملية، مشيرا الى ان وزارة الصحة تدعم الاطفال غير الميسورين، وان الجمعية تتابع اوضاعهم وعلاجهم خصوصا بعد اجراء الزرع.
هذا الإنجاز الطبي تم اهداؤه في مؤتمر طبي حاشد في مستشفى اوتيل ديو الى طفلة ظهرت في برنامج (سيرة وانفتحت) مع زافين سنة 2004، وهي الطفلة يمنى مرتضى التي تركت حينذاك اثرا كبيرا عند الجسم الطبي وعند المشاهدين، وكانت بحاجة الى زرع كبد وكلية لكنها توفيت قبل بدء العلاج.
وقال د. موراني انه الى اليوم لا يستطيع ان ينسى يمنى. وحضر الى الاستديو في هذه اللحظة فيصل مرتضى، والد يمنى، الذي قال انه يرى يمنى من خلال الاطفال الذين يجرون عملية الزرع وتنجح العملية ويعودون الى حياتهم الطبيعية. وتحدث عن العلاقة القوية التي كانت تربط يمنى بطبيبها د. موراني، خصوصا ان يمنى كانت مميزة ولا يمكن نسيانها بسهولة. وقال: نحن نأخذ القوة من قوتها ومقاومتها.
في الختام، وفي اطار الاهتمام بالبلديات والمناطق، لقاء مع رئيس بلدية جزين خليل حرفوش الذي تناول مشروع تشجيع الصناعات الزراعية في المنطقة، بعد تقرير تم تسجيله قبل ثلاثة اشهر في جزين بالتزامن مع ازمة مزارعي التفاح، وفيه حديث ايضا مع طوني رزق، رئيس لجنة تجار جزين.
حرفوش تحدث عن الخطة الموضوعة لانماء منطقة جزين منذ خمس سنوات، وشملت زراعة الصنوبر والزيتون، معربا عن الاسف ان اراضي كثيرة كانت مزروعة في لبنان لم تعد كذلك، واشار الى اهمية تشجيع المزارعين على البقاء في ارضهم. وقال انهم استطاعوا جمع حوالي 20 مستثمرا في المنطقة، للبدء ببعض المشاريع والعمل على التسويق والانتاج. وقال ان المشكلة انه ليس هناك سياسة زراعية واضحة عند الدولة اللبنانية.