حلقة “بلا طول سيرة” هذا الاسبوع حلقة خاصة بالعهد الرئاسي الجديد. تحت عنوان “خمس عشرة دقيقة مع الرئيس”، خمس قيادات تمثل خمسة قطاعات اساسية، اختصرت خمس سنوات من الازمة وفتحت الباب على خطط لخمس سنوات من الامل، انطلاقا من خطاب القسم للرئيس العماد ميشال عون الذي شدد على ضرورة الإصلاحٍ الاقتصادي، عبر خطة اقتصادية شاملة مبنية على خطط قطاعية.
البداية مع رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد الذي هنأ اللبنانيين بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، واشار الى ان الخطط الاقتصادية المستقبلية تأتي من المعاناة والتراكمات والمنحى الانحداري للاقتصاد منذ اربع سنوات في ظل غياب كلي للسياسات الاقتصادية. وقال ان الامال الكبيرة معلقة على العهد الجديد، وينتظر من العهد والحكومة ان يحملا الهم الاقتصادي، معتبرا ان لبنان قوي باللبنانيين، بمناعتهم وانتاجهم، وبذلك استطاع ان يستمر ويبقى. وطالب باقتصاد الارض واقتصاد الانسان. فالاول يجعلنا نتمسك اكثر بارضنا، ومن هنا تبدأ حركة الانتاج. والثاني هو الاساس. واوضح ان اولى الخطوات يجب ان تكون بناء قدرات الانسان اللبناني ليكون قادرا على الانتاج، فلا يجب ان يكون سقف طموحنا ان نعيش، بل المطلوب ان نعيش في ظروف افضل. واشار الى ان لبنان علامة فارقة في محيطه بفضل الانسان اللبناني. ودعا الى محاربة الفساد واللجوء الى اللامركزية الادارية والانمائية، والذهاب الى مبدأ الخدمة العامة. واعتبر ان كل خطة مستقبلية يجب ان تبدأ من ايجاد حل لموضوع الموازنة، والا فلا يمكن معالجة اي موضوع اقتصادي.
الفقرة التالية خُصصت للملف الصحي والاستشفائي في لبنان مع نقيب الاطباء في بيروت البروفسور ريمون الصايغ الذي اعتبر ان الانتخابات هي خطوة جبارة الى الامام، وتدفع الشعب الى الاهتمام بامور جدية، وان الامال كبيرة ومبنية على مسيرة جديدة. وقال ان المهم وضع استراتيجية للسياسة الصحية، وهي ترتكز الى: العمل من اجل لامركزية صحية، الاهتمام بالجسم الطبي من حيث التصنيف والقوننة، التركيز على نظام المعلومات بحيث لا يمكن ان تبقى السياسة الصحية غير مرتكزة الى ارقام ومعلومات، الاهتمام باستعمال منتجات ذات نوعية جيدة في المجال الصحي، والوصول الى ميزانية للصحة افضل مما هي عليه في الوقت الحاضر. واوضح ان في لبنان سبع كليات طب وعدد الاطباء الذين يتخرجون سنويا اكثر من المطلوب، في حين يحتاج القطاع الصحي الى وجود 8000 ممرض/ممرضة. ورأى ان تحويل المستشفيات الحكومية الى مصالح مستقلة يحسن في انتاجيتها وفي نوعية الخدمات الطبية. وذكر ان هناك انجازات في القطاع الصحي يجب التأسيس عليها، مشيرا الى ان الفاتورة الصحية في لبنان ليست مرتفعة.
أما تطلعات القطاع السياحي فعرضها زافين مع نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر الذي اشار الى تراجع حاد في مجيء السياح الى لبنان خلال سنتين ونصف من الفراغ. واوضح ان الخسائر كانت كبيرة جدا، في ظل انخفاض نسبة الاشغال والمضاربة الشرسة. وقال انه لولا وجود امل اليوم بالنهوض بالقطاع لكان الكثر من اصحاب الفنادق دخلوا مرحلة تعثر او افلاس. وأشار الى ان القطاع استمر بفضل السياحة المحلية وبعض المؤتمرات المحلية والاقليمية التي تعقد في لبنان، اضافة الى الافادة من وجود رجال اعمال سوريين يريدون الاجتماع مع اشخاص من الخارج، فيأتون الى لبنان لعقد هذه الاجتماعات نظرا الى هشاشة الوضع في سوريا. وقال انه تبين ان استتباب الامن وحده لا يكفي ولا بد من ان يترافق مع استقرار سياسي. ورأى انه لا بد من التنوع في وجهات السياحة، وانه يكفي ان نثبت الاستقرار ليأتي السياح من الوجهتين الاقليمية والغربية. وأردف ان لبنان يملك كل المقومات التي تجعل منه وجهة سياحية، لكنه لا يزال بحاجة الى توفير المزيد من المقومات لجذب السياح من دول مثل روسيا والصين. واعتبر ان التركيز يجب ان يكون الآن على تحسين العلاقات مع دول الخليج.
من السياحة الى الصناعة، مع رئيس جمعية الصناعيين الدكتور فادي الجميل الذي اعتبر ان لبنان هو بلد الفرص بناسه وشبابه ورجال أعماله، ولديه قدرات انتشارية ومالية كبيرة. وقال ان نسب النمو كانت خجولة في غياب اي اهتمام بالقطاعات المنتجة، مشيرا الى اعتماد الاقتصاد الناجح على كل قطاعاته، والصناعة تشكل رافدا للقطاعات الاخرى، مثل الزراعة والتأمين وخلق فرص عمل للشباب. واوضح ان الدول المنتجة اقتصاديا هي الدول الصناعية، لافتاً إلى ان الصناعة اللبنانية لها قدرات متنوعة وكبيرة وفق ما قاله البنك الدولي. وكشف ان عددا من المصانع العالمية للسيارات تصنع قطعها في لبنان. واعتبر ان الصناعة هي التي تستطيع خلق فرص عمل، وعدّد بعض الصناعات الاكثر رواجا، كالصناعات الغذائية والبلاستيك والورق والكرتون ومواد التجميل والمواد الكهربائية والكيميائية… وتطرق الى الرؤية الانقاذية الشاملة التي اقرتها جمعية الصناعيين، وشدد على اهمية لبننة الاقتصاد اللبناني، لان لبنان يملك الطاقات المالية والبشرية والامكانات، وهو بحاجة الى منظومة اقتصادية جديدة ترتكز على قدرات اللبنانيين، وتحفيز الاقتصاد لكل الصناعات، وضرورة تخفيف الاستيراد الاغرائي، وزيادة الصادرات الصناعية، وضبط المعامل السورية التي تزاحم الصناعة اللبنانية.
في الختام، تطرق زافين الى القضايا العمالية مع رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الذي طالب بان يعطي العهد الجديد الملف الاجتماعي الاهتمام اللازم. واشار الى ان مطالب العمال ترتكز على شقين: الوضع الاقتصادي-الاجتماعي وموضوع الاجور بشكل عام، اضافة الى ضرورة معالجة البطالة وخلق فرص العمل وتأمين الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية. وقال اننا لا نحسد على الوضع الاقتصادي الذي ساد خلال السنوات الماضية، لكن هناك امل في المستقبل. وأضاف قائلاً ان دورنا ان ننطلق من مدى تغيُّر نظرة هذا العهد الى الواقع حتى يستطيع العامل اللبناني ان يأمل بمستقبل افضل له ولاولاده. واعتبر ان السياسة المستقبلية يجب ان ترتكز الى ايجاد فرص العمل التي هي المطلب الاساسي للعمال، ومتى تأمنت، تسير عجلة الانتاج، والمهم ان نخرج من الاقتصاد الريعي الذي لم يُصب بنية المجتمع باي ايجابية، وان نحدّ من منافسة اليد العاملة اللبنانية. وقال إننا اليوم لا نتكلم عن مطالب عمالية بقدر ما نتكلم عن انقاذ الاقتصاد، فاذا انقذنا الاقتصاد تتحقق المطالب العمالية بشكل كامل.