* ألبومكِ الأخير “حدودي السما” حيرنا لأنه لم يحدد لوناً غنائياً محدداً لكِ، بل جاء متنوعاً كما أعمالكِ السابقة..
– هويتي أصبحت واضحة وهي أن كارول سماحة تغني كل شيء، وتعبر في أغنياتها عن مواضيع إجتماعية أو رومانسية، هذه تعددية الفنان الشامل دون أن لا يكون لديه حدود سواء في صوته أو خياراته.
* هل من يلتزم بلون معين في الغناء يكون محدوداً؟
– بالنسبة لي هذا يعود لقدرات الفنان وصوته، ومن يستطيع أن ينوع ويكون لديه شمولية عليه أن يستفيد من هذه القدرة.
* أغنية “ما بخاف” جريئة بموضوعها وكلامها..
– لم يطرح أحد موضوعاً مماثلاً ولم يقل فنان: اللي زعلان على مهلو بيرضى واللي بقلبي على لساني! أي مطرب قالها؟ ولا يمكن تقبلها من أي فنان؟ أصبح لي هوية، معروف بأنني حتى في الحب متمردة وهناك موقف وشخصية.
* تجسدين في أغنياتك موقف المرأة القوية، في وقت نعلم جميعاً بأن المرأة العربية ضعيفة.
– ضعف المرأة يجعل منها أنثى تجاه الرجل.
* أقصد في حقوقها وطريقة تعبيرها وتحقيقها لذاتها..
– ليس صحيحاً، المرأة العربية هي من تريد هذا الواقع لنفسها، هناك نساء عربيات متمردات، وفي المقابل هناك نساء يقبلن بهذا الرضوخ. لكن الآن أصبح للمرأة دوراً أهم، لم تعد تقبل إلا بأن تكمل دراستها وبأن لا تتزوج باكراً. الآن بدأت المرأة تعبر عن نفسها، علينا أن ننتظر لأن المرأة كانت مكبوتة لفترة طويلة.
* اللوم يقع على المجتمع الذي كبتها أم على المرأة التي رضخت للكبت واستسلمت له؟
– ألوم الإثنان، لكن الأمر اختلف الآن.
* الرجل يحبُ المرأة القوية أم المستسلمة له؟
– الرجل يموت بالمرأة القوية.
* الرجل يحب المرأة القوية ولكنه لا يقبل زوجة قوية!
– ليس صحيحاً، هو يحب المرأة القوية والرجال الآن يتزوجن من نساء أقوى منهن.
* لماذا أطلقت إسم La Karma على شركتكِ؟
– الـkarma هي القدر، أي عندما تقوم بأفعال جيدة في حياتكِ، تعود الـkarma لكَ بنتائج إيجابية والعكس صحيح.
* النتائج الإيجابية نلمسها في حياتنا الحالية أم الحياة الأخرى؟
– الحالية والأخرى، إن سببت أذية لأحد فالـkarma تعود لكِ بأمور سلبية.
* تشبهين بطريقة التفكير هذه مريم نور؟
– مريم نور لديها حكمة معينة ولكنها تفهم بطريقة ما بأنها جنون.
* أنتِ لديكِ جنون نوعاً ما في شخصيتكِ؟
– أنا لا أرى ذلك، ولكن الناس يقولون بأني مجنونة.
* قلتِ لي بأن القدر يحاسبنا وفق أفعالنا، سواء في حياتنا هذه أو الحياة الأخرى.. هل أفهم بأنك تؤمنين بالتقمص رغم أنك مسيحية؟
– لا أؤمن لا بالتقمص ولا غيره، أؤمن أنه عندما أموت أكون قد إنتهيت.
* ألا تؤمنين بيوم الحساب؟
– أؤمن بأن الحساب هو هنا على الأرض. هذا لا يعني بأنه ليس هناك من حياة أخرى، ولكن هذه طريقة تفكيري.
* وفق إيمانكِ ماذا بعد هذه الحياة؟
– بعد أن يموت جسدي هناك الفناء، لا حياة بالنسبة لي.
* وروحكِ ماذا يحل بها؟
– هناك تفسيرات كثيرة، ولكن بالنسبة لي عندما ينتهي دوري هنا لا أعرف ما هو التالي.
* لكن طريقة تفكيركِ تتنافى مع الأفكار الدينية.. قد يقولون بأنك ملحدة؟
– لستُ ملحدة ولا يحق لأحد بأن يدين أحد وأن يحكم عليه، أنا متدينة ولدي مرشد روحي وأصلي.
* من يعرف كارول يعلم بأنكِ علمانية؟
– صحيح، أنا علمانية أي مع فصل الدين عن السياسة، أنادي بمجتمع علماني. هناك فرق كبير من العلمنة والإلحاد.
* ألا ترين بأنه إن لم يكن لدينا فرصة في حياة أخرى، فهذا يشكل ظلم بالنسبة لكثيرين؟ مثلاً هناك من يعيش 80 عاماً وأخر يموت في الـ20 من عمره..
– وهل الطبيعة عادلة وفيها عدالة؟
* لكن الله عادل وهو من خلق كل شيء..
– الله موجود ويعطي فرصاً للجميع وكل إنسان بحسب الـkarma التي تعود عليه بالأمور الإيجابية أو السلبية وفق أعماله في الحياة السابقة. وقد يكون هذا دوره في الحياة.
* هل تناقشين رجال الدين في الأمور التي ترينها غامضة؟
– كنتُ أقوم بذلك سابقاً.
* إكتفشتِ بأنهم لا يملكون إجابات شافية؟
– صحيح، يربطون كل شيء بأمور لا علاقة لنا فيها وبالله. لا أجد أن هناك عدالة، والدليل سيدنا يسوع المسيح الذي صلب في وقت كان يقوم برسالة سامية. وصلب يسوع المسيح لا يعني أن الله غير عادل ولكن لكل منا رسالته على الأرض ودوره.
* لماذا لم تقدمي أي أغنية وطنية خلال مسيرتكِ الفنية؟
– لم أشعر بأني أريد تقديم أغنية وطنية، هناك مواضيع إجتماعية أهم بكثير يجب أن أسلط الضوء عليها.
* لديكِ ثقافة سياسية لأنك نشأتِ في منزل سياسي، هل هذا السبب في عدم إقتناعكِ تقديم أغنية وطنية؟
– لا، والدي أسس الحزب الشيوعي ولكن هذا الأمر لا علاقة له بعدم تقديمي أغنية وطنية، لأني أشعر بأنها مرتبطة بظرف معين عندما ينتهي تنتهي معه. بينما أغنياتي الباقية تعيش دائماً ويمكنكَ سماعها في أي وقت.
* عشتم في المنزل لاإستقرار بسبب السياسة، هل هذا الأمر سبب لكِ نفوراً من الوضع السياسي حالياً؟
– لا، فوالدي تركي العمل السياسي باكراً عندما كنا لا نزال صغاراً.
* والدتكِ هي من أجبرته على الإبتعاد عن العمل السياسي!
– صحيح، كانت خائفة علينا، لدي إهتمام بالسياسة ولكن هوسي هو الفن. تأثرتُ بالجو السياسي في منزلنا.
* هل تؤمنين بأن الإشتراكية تطبق أي أن الجميع متساوون؟
– هذا النظام مثالي جداً والدين المسيحي يدعي للمساواة بين البشر، وأنا أعيش بهذا المبدأ.
* تشاركين كل ما تملكينه مع من حولكِ؟
– نعم، إسأل أصدقائي. ليس لدي أنانية من ناحية المال، لستُ مادية. مثلاً شقيقي “إيف” لديه مدرسة رقص، إشترى سيارة من الشركة، أعطاها للسكرتير الذي يعمل عنده وبدأ يركب على الدراجة الهوائية.
* طمع الناس يمنعهم من أن يتقاسموا ما يملكونه مع غيرهم!
– يعتقد الناس بأن المال يجلب السعادة ولكن في الواقع المال يجلب الراحة وليس السعادة.
* هل صحيح أنك تعتبرين أغنية “بصباح الألف التالت” نقمة؟
– أعتبرها أنجح أغنية وفي الوقت نفسه نقمة لأنها وضعتني في مكانة فنية أصبح من الصعب فيها أن أرقص في عمل أخر.
* كانت هذه الأغنية لماجدة الرومي؟
– وكانت أيضاً للسيدة فيروز، ولأسماء أخرى، وبعدها إقترح سيمون أسمر أن يغنيها كثيرون وأسامة الرحباني إقترح إسمي وكسرت الأرض. عندما غنيتها كنت صغيرة ووضعتني في مكانة عالية جداً.