* فنانة لبنان الاولى، ماذا بعد لنجوى كرم؟
– وماذا كان يوجد سابقاً لها.
* ماذا ستعمرين بعد في الفن؟
– دعيني أرى إلى أين وصلت أولاً. أنا أقمت أساسات على أمل أن يليق بشيء إسمه وسط مدينة منورة تكون في بلد حضاري.
* الى هذا الحد مازال ينقص عمارتك من بنيان وزينة؟
– الذي افكر به هو ناطحة سحاب وهذا يختلف عن الذي يفكر ببناء كوخ.
* لكن يُقال أنه وريثة الكبار؟
– أتمنى أن أقوم بما قام به الكبار. كذلك الكبار عمّروا ناطحات سحاب وهذا أخذ من عمرهم ما لا يقل عن 60 او 70 سنة. لماذا أنا التي في نصف أعمارهم سأكون التي أنجزت؟
* اي صورة تريدين لنفسك في الفن، واي ملمح؟
– أريد صورة موناليزا ولكن على جمال اكثر.
* كم ترين نفسك جميلة؟
– المصور قد رسم الصورة وعلينا ان نتركها على جمالها مدى الحياة.
* هل طريقك واضحة؟
– طالما أني أرسم بنفسي هذه الطريق فهي واضحة.
* “ايدك ايدك” هل عجبتك كلمات هذه الاغنية فعلاً؟
– انا لا احب عصبية الرجل. واريده ان يكون متفهماً واذا كانت المفهومية غير موجودة ترفع اليد.
* انت تحكين شعرأ اجمل من الذي تغنينه؟
– من الافضل اذاً أن أكون شاعرة.
* فكّرتي في الموضوع؟
– لا افكر فيه، لان الامر لن يطبق لي شيئاَ، الكلمة تعطيني طعماً حلواً واحساساً رائعاً.
* اسمع نقداً حول كليبك الاخير، بأن نجوى تتصابى؟
– بكير على هذه الكلمة، لو قلنا لصباح أن تعود الى العمر الذي أنا فيه ستقول لربها أنك خدمتني خدمة كبيرة. لو تخيلت صباح بعمري الان ماذا كنت ستقولين لها؟
* ربما كانت ترقص البلاط تحت اقدامها؟
– ولماذا انا اتصابى اذن؟
* هل تحبين أن ترقص الارض تحت اقدامك؟
– أحب أن أرقّص قلوب الناس.
* ما هي ملامح الاغنية اللبنانية التي تغنيها حتى تقولين أنها اغنية نجوى؟
– هي تلك الاغنية التي تشبهني، واذا لم تكن لا تشبهني لا اغنيها.
* لماذا أجد الكلمة سقطت وما عادت تهزنا كالسابق؟
– الكلمة سقطت لان الفعل سقط أيضاً. فالكلمة هي فعل ايضاً وطالما الكلمة التي ستقال أمام فعل ساقط. فهي ستكون شبيهة به وساقطة.
* من اسقط الفعل والكلمة ؟
– هم . الفاعل أسقط الفعل؟
* وهل الفاعل مستتر؟
– ليس مستتراً. لكن لا استطيع ان ادّل عليه فهو يدل على نفسه من خلال كلمته.
* أعرف أجرأ من ذلك، قولي الاشياء كما هي؟
– الموضوع ليس استفزازياً لنطرح أسماء انت طرحت الموضوع بشكل معين وتطرقت إلى الكلمة الساقطة. وأنا أميل الى تسمية الفاعل والمفعول به.
* الشعر الغنائي قليل منه ما نستطيبه فهل تجدين صعوبة في ان تجدي شعراً جيداً؟
– بالتأكيد هناك صعوبة، ولكن أهم شيء ملامسة الناس وعدم التكلم عن أشياء غير موجودة ونكون مثل الموناليزا ونتركها سراً. الأغانيات يجب أن لا تبقى رموزاً بين الناس. الذين ليس لهم الصبر في ان يفتشوا عن حلول الغاز، نريد اشياء تدل على حالنا، ولا نقضي النهار نبحث ماذا يقصد هذا الشاعر بكلامه.
الاغنية فيها رسالة معينة يجب ان تطال الناس وتأخذهم الى أماكن تعنيهم. السيدة فيروز ولا مقارنة كانت تضع الناس بحالة وجدانية راقية ورائعة، وتنقلهم بصاروخ غير مصنع الى الاعالي والنجوم. وهذا وصلته فيروز بابسط اغاينها مثل “يادارة دوري فينا”، “وسألوني الناس” وفي كل اغنية شعبية غنتها. وصلنا معها الى الاماكن العالية.
* هل وجدت كل اضافاتك وابداعاتك ام مازلت تبحثين في مسيرتك؟
– الموضوع ليس متعلق بي وحدي. في الاغنية هناك ثلاثي من شاعر وملحن ومطرب، وحتى تحقق ما نريده. على الشاعر أن يعطيني ما أحب أن أسمعه. وعلى الملحن أن يجسد الفكرة حتى أؤديها بصوتي وأوصلها إلى الناس.
* كفنانة مخضرمة اريد ان تحكي لي عن علاقتك بهذا الشاعر وذاك الملحن وهل تعانين؟
– اذا كانت الطبخة غير كاملة والمطبخ الفني عادة يجمعنا مع بعض ونادراً ما تأتيني اغنية جاهزة، فهناك اغانٍ تأتي فيها بوادر نحللها نفرغها. ونعود ونصنع رؤوس اقلام والذي يقصده الشاعر نريده بإسلوب أخر أو بطريقة أخرى وتصاغ الاغنية على هذا الاساس.
ومن ثم تلحن امامنا سواء بايقاعية معينة أو نفخة معينة حتى تصبح على السكة الصحيحة.
* دائماً حول الفنان الكبير بوتقة من شاعر وملحن من هم بوتقتك؟
– جماعتي الاشخاص الذين يفهمون رأسي والذين افهمهم. والذي يقول لي كلمة كان في بالي قولها ومن في باله لحن يخاطبني نصبح نحن الثلاثة مشروع نجاح. وعندما نكون على موجة واحدة يصبح الواحد يسحب من فم الاخر الكلمة ومن ذهنه اللحن. وكما يقول الراحل عصام زغيب يصبح اذا راعاك حاجبك انا احكه لك”.
* اعطيني اسماء؟
– كل الاسماء التي رافقتني على مدى سنوات وكل اسم استمر معي اكثر من 10 سنوات يعني نحن في تفاهم وفي توارد افكار.
* اذا قرأت الواقع الفني في لبنان والوطن العربي ماذا تقولين عنه؟
– دعيني اقول لك ان لكل عصر موجته وكل الناس تقرأ هذا الواقع وليس انا وحدي.
* لكن انت عندما تتكلمين ليس كما يتكلم اياً كان؟
– انا ارى ان العهد الجديد بدأ.
* لماذا أجد أن البارحة أجمل من اليوم؟
– جدتي كانت تقول لأمي ما هذا الجيل أنتم؟ وأمي تقول لأختي ولإبنتها ما هذا الجيل أنتم؟ فلا أحد يعجبه الجيل الاخر أو الجديد. ويبدو كل ما تطور الانسان بات يبتعد عن الاحاسيس اكثر ويصبح اقرب الى الارض. انا مع مقولة ان الانسان يضع الازمنة والاغنية الناجحة تبقى ناجحة اليوم وغداً والبارحة .
* يقال ان الفن بات شباباً جداً مستهلكاً جداً. هل تجدين صعوبة في عبور ذلك دون ان تقعين في الفخ؟
– عندما أتصابى أبدأ بالمعاناة، ولكن طالما أشعر شعور الشباب وأعطيهم الذين يشبههم ويشبهني لا أعاني.
* هل انت اليوم أحلى من البارحة؟
– انا ليس لدي زمن لا البارحة ولا اليوم ولا غداً.
* وليس لديك تاريخ؟
– لدي وجود .التاريخ يحدد قليلاً الازمنة لكن المواقف في التاريخ تبقى ، والافعال تبقى . وهي التي تحدد فاعلها. وانا في بالي ان اكون في هذا التاريخ فاعلة وبناءة تاركة بصمة في الحياة لا تنسى في مرحلة بسيطة.
* هذا الوطن الذي نعيش فيه السياسة لم تنجح في تجميل صورته فهل ينجح الفن؟
– انا بالنسبة لي احب الوطن كما هو. احياناً الام يكون لديها ولد معاق وتحبه اكثر من كل ابنائها. لانها ام وهو ولدها. وانا وطني سواء كان سليماً او فيه اعاقة ما او مشكلة ما سأبقى احبه واموت فيه. والوطن بالنسبة لي ليست تراباً او جبالاً او شجراً بل هو الشعب.
* ربما لو رفعت شعارات وناضلت من اجلها فقد تغيرين شيئاَ ويصبح فنك طابعاً اكثر؟
– انا لا اعمل على موضوع انساني حتى استغله وارتفع على اساساته.
* ليس استغلالاً بل نهجاً.
– اذا فني اوصلني ان افعل هذا السيء كان به. وهذا اهم بكثير من افعل امراً من اجل خدمة فني.
* هناك فنانون يفعلون ذلك؟
– ما دخلني فيهم.
* الفنان عادة مرتفع بذائقته وذوقه، هل تنزلين الى الناس بفنك او تريدين ان ترفعي الناس الى مستواك؟
– انا لا ارى الشعب اللبناني تحت حتى انزل اليه بل اراه محلقاً وانا اصعد اليه.
* الى هذا الحد تثقين بذوقه؟
– لا اثق الا بذوقه، بالنسبة لي هو القاعدة .
* احياناً الناس يفوتها اشياء معينة وبحاجة الى منارة اوسع حتى يرون طريقهم؟
– اذا لعبت العاطفة دورها قد تجر الناس ولكن هذا لا يعني انهم عميان. ولكن العاطفة هي العمياء. واذا اردت الحقيقة والحكمة. فالشعب اللبناني جميل ويشبه جباله التي تعرف الشموخ والعنفوان، ويشبه بحره وسواحله، ويشبه قلعة بعلبك التي تعرف بالجمال وبالاساس والتراث والفلكلور الجميل .
* متى ستقفين في بعلبك؟
– عندما تحين الساعة، كل شيء في وقته.
* الا يوجد مشاكل معينة تعيق حدوث ذلك؟
– ابداً لكني أريد بعلبك أن تكون نفسها غير ناقص فيها اي حرف.
* انت فنانة لبنانية سوقت لبنان في الوطن العربي وانا اجدك قادرة على تسويق الوطن العربي في كل العالم. لماذا اختصرت نفسك في لبنان فقط؟
– قال لهم سعيد عقل: لو كان باستطاعتي ان ازحلن لبنان والبنن العالم لما تأخرت.
* كم في البقاع أسرار ومنابت إبداع؟
– زحلة أوجدت الكثير من العباقرة والفلاسفة والشعراء والمطربين زحلة ليست بلدة صغيرة والدماغ هو وليد نفسه.
* بالرغم من ذلك جراحنا كثيرة في هذا الوطن؟
– المشكلة هي الـ “أنا” المتفوقة على حب الوطن.
* “الانا” الخاصة بك صفيها لي؟
– انا اراها في كل مكان مختلفة، ومتلونة، اوظفها لهذه “الانا” ولا اتركها تشغلني.
* “أنا” حرف النون ساكن كالحضن بين الفين ممدودتين كالحصن.. إلى أي مدى حصنك مديد؟
– لم افكر يوماً بهذا الامر. لكن انا منذ فترة صار لدي فصل بين العقل والعاطفة التي هي المحبة المطلقة. والعقل الذي هو الحكمة المطلقة، وبالنسبة لي لم يعدا مندمجين مع بعضهما، واظن هذا قمة الارتقاء . وباتت حكمتي هي التي تحدد علي ماذا يجب ان افعل . واترك عاطفتي ترحل الى مكان ما حيث توجد الحكمة.
* طالما فصلت العقل عن العاطفة ايهما اقوى عندك؟
– الان عقلي اقوى.
* تخافين الانزلاق لذا حكمت العقل؟
– ربما ذلك آتٍ نتيجة تجارب معينة.
* ظننت للوهلة الاولى أن عاطفتك أكبر لانك تزدادين جمالاً؟
– ومن قال أن العقل يلغي الجمال؟ فكل شيء يمكن به العقل وليس في القلب وطالما عقلك سليم شكلك سليم وجسمك سليم.
* كيف ترين المرأة اللبنانية والمرأة العربية؟
– أنا أقول بأن هناك امرأة شرقية وهي تحب أن تفشي عن الذوق والجمال، وهي مدركة أساس هذا التكوين للجمال وربما المرأة اللبنانية متفوقة هنا ربما لان لديها انفتاح اكثر من باقي الدول العربية.
* الا تأسفت بأن الفنانة اللبنانية موضوعة بخانة خاصة ويقال أنها لبنانية وكأن هناك تهمة ما؟
– ومن قال مثل هذا الكلام ونحن لدينا السيدة فيروز والسيدة صباح ما جنسيتها. أنا كفنانة لبنانية خرجت الى الخارج لم أجد أحداً ينظر الي الا بكل احترام وتقدير ولم أجد شيء يفوقني رونق وجاذبية المرأة اللبنانية.
* ما هو جديدك الفني؟
– بدأت التحضير لألبوم جديد وبدأنا التوزيع الموسيقي وقد قمت بالاختيارات الفنية وفي وقت قريب سيكون هناك بوادر لألبوم الجديد.
* صامدة في روتانا؟
– لمَ لا، طالما أني مرتاحة وسعيدة.. ليس بالضرورة أن يكون هناك مشاكل وأنا أحب الاستقرار.
* وهل يمكن أن تستقر المرأة بلا زواج؟
– الزواج ان لم يكن كاملاً الأفضل أن يكون للمرأة حينها استقراراً مختلفاً. وتفتش عن استقرار من نوع آخر.
* هل تشتهين الزواج؟
– أن يأتي على بالي الزواج أو لا يأتي هذه مسألة لا تخضع للمزاجية. فهناك من يعتبر الزواج تكملة وآخرون يعتبرونه مشروعاً وأنا منهم. الزواج ليس تسلية ولا استهتار ولا لعبة. بل هو مسؤولية، أن تحملي روح أخرى وتكون مسكوبة فيك تذوبين فيها وتذوب فيك. ويتحول الزوجين الى شخص واحد قادرين على تحمل بعض. لأن بالنهاية لكل واحد كيان مختلف عن الآخر ولكل تصرفاته وأسلوب في الحياة وهذا يقتضي تحمل ايجابيات وسلبيات بعضهما حتى لا يكون مبنياً على رحابة صدر ووسع عقل من أجل تخطي كل الصعوبات والفنان هنا وضعه مختلف لأن الشريك سيشارك حبيبه الفنان وشريكه الفن. وهذا ليس سهلاً ضمن خبرتي الصغيرة.
* كيف تشبهين حفلاتك بالبرازيل؟
– لقد وقف الزمن هناك بعد أن دخل وديع الصافي وفيروز وصباح الى أن وصلت أنا وأعدت ذاك الزمن الجميل. كان لقاءً عظيماً ظنوا في بداية الأمر أن المسألة اشاعة ولما بات اللقاء حقيقة كان الجمهور منبهر ومأخوذ خاصة وأن الجالية اللبنانية في البرازيل تتعدى الـ 9 مليون نسمة.
* ألم تخافي الموت أثناء زيارتك للعراق؟
– كان اللقاء بالجمهور العراقي أكثر من جميل، ولم أخاف الموت لأن كل فرد يموت في وقته، أنا تحملت المسؤولية على عاتقي وذهبت العراق وقلت روحي ليست أفضل من روح الشعب العراقي. فطالما المحبة هي التي ستجمعني به تسلّحت بهذه المحبة التي أقدرها وأجلها وهي التي أعطتني الدافع لأقف أمامه وأغني.