من بغداد الى الصين وبدون تذاكر سفر ولا تأشيرة دخول، نقل الأديب ورئيس رابطة المجالس البغدادية الثقافية صادق الربيعي مستميعه من الحاضرين في الجلسة الشهرية للمجلس الادبي للنائبة صفية السهيل ببغداد نقلهم الى الصين، من خلال بحثه الموجز عن النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والسياحي وكل ما يتعلق بمستوى الحقوق والحريات التي يعرف بها الصين.
الصين ذلك البلد الذي يحاول غزو الاسواق العالمية بصناعته والتطور التكنلوجي فيه منافسا بذلك اقوى القوى الاقتصادية العالمية متمثلة بامريكا والاتحاد الاوربي، لعل الغرابة فيه تاتي عندما صٌدم الحاضرون ممن لا يعرفوا بان هذا البلد “لا يتمتع بالحريات ويعاني من انعدام حقوق الانسان، وتنعدم فيه المنظمات الغير حكومية بشتى انواعها كما يعاني من تضيق على جرات الاعلام” بحسب الربيعي، كون النظام فيه “يرفض اي تجمع”.
ويعضد الاديب الذي لديه اقامه في الصين كلامه بالقول “عندما ذهبت للصين حاولت انشاء مجلس ثقافي على غرار المجلس الادبي الموجود لدي في بغداد وهو مجلس الربيعي، وبالفعل كنت انظم تجماعات ادبية وثقافية لمجموعة من العراقيين المتواجدين هناك، الا اني ذات يوم فوجئت بمنع السلطات الصينية لهذا”، ويضيف “طبعا كونها ترفض اي تجمع لذا اضطررت الى التخلي عن فكرة استمرار المجلس االثقافي هناك”.
ويحاول الربيعي ايجاد حياة مصغرة للعراقيين في الصين ذلك البلد المترامي الاطراف، من خلال افتتاحه لمطعم الرافدين البغدادي الذي هو بمثابة تجمع للعراقيين هناك، حيث يقوم بتقديم جميع الاكلات العراقية.
هذا وقد ناقش الحاضرون مع الاديب كيفية استفادة العراق من التجربة الصينية في المجال التقني والاقتصادي وسبل الارتقاء بالواقع الاقتصادي العراقي من خلال تنفيذ التجربة الصينية فيه.
ولم يغب الشعر عن الندوة حيث شهدت الندوة القاء بعض ابيات الشعر من الدارمي (احد انواع الشعر العراقي).
وقد رافق هذه الامسية الادبية الشعرية التي نقلت الحاضرون بكل حواسهم الى الصين الشاي الاخضر والتي لا تخلوا منه اي مأدبة صينية بحسب الربيعي، لكن من المحزن ان مراسلة ميوزك نايشن لم تتمكن من تذوقه لانشغالها باجراء المقابلات، لكن من يعرف قد تتذوقه في الصين بعد تولد الرغبة الشديدة لديها بزيارة الصين بعد سماعها للندوة.
وعن سبب اختيار موضوع الندوة (الصين بلدا اخر)، قالت رئيس المجلس النائبة صفية السهيل لـ (ميوزك نايشن) التي حضرت الندوة “طبيعة جلساتنا الادبية والثقافية متعددة فنحن نختار في كل شهر موضوع مختلف، ووجدنا بان هناك ضرورة بالتعرف على ما كتب من قبل عراقيين وغيرهم من رحالة او باحثين حول البلدان المختلفة” وتتابع “وكان ان اختارالسيد صادق الربيعي وهو احد رواد المجلس هذا العنوان لكي يتحدث عن تجربته في الصين وان ينقل التجربة الصينية للعراق من خلال رؤيته ومعايشته المباشرة للحياة في الصين”.
وبينت السهيل “هذا النوع من الندوات وان كان مجلسنا يتداولها لاول مرة، من شانه ان يفتح المجال في المستقبل لتعزيز معرفة العراق والعراقيين مما كتب عن الثقافات الاخرى والاستفادة منها في اثراء الثقافة العراقية في شتى المجالات”.