في حلقة العودة لبرنامج “بلا طول سيرة” بعد استراحة الصيف، استقبل زافين النجم الكبير زياد الرحباني في حوار مختلف في الفن والسياسة والعائلة وفيروز. وقد ظهر الرحباني مرتاحا وفي صحة جيدة.
الحلقة وهي الاولى للرحباني على شاشة المستقبل منذ العام 1993، هي ضمن ثلاث حلقات خاصة تحت عنوان “مؤثرون”، قال زافين بانه سيفصل بها بين حلقات الصيف التي تناولت جيل الالفية والحلقات المعتادة في بداية الشهر المقبل.
بدأ الحوار مع زياد الرحباني بتقرير عن زياد الرحباني والاجيال اظهر ان الجيل الشاب على غربة عن زياد ولا يعرفونه، وقد انطلق زافين من ذلك للحديث عن البوست الذي راج على السوشيل ميديا عن سؤال وجه الى زياد الرحباني خلال مقابلته على شاشة الميادين: “شو بتنصح الاجيال اللي بدها تجي؟” وكان الجواب: “بنصحها ما تجي”. واشار زافين الى ان الاكيد ان لا الزميلة لينا زهر الدين سألت هذا السؤال، ولا زياد اعطى هذا الجواب. وسأل زياد: “بصفتي شو بدي اعطي نصيحة للاجيال المقبلة؟” ولما اصر عليه زافين ان يسدي نصيحة قال: “نصيحتي ان يجرب الشباب العمل في البلد، ان يتمسكوا بالبلد لكن للاسف الوضع لا يسمح”. وقد أشار زياد الى ان عدم وجود مرجعيات او وسائل اعلام تقليدية يجعل اي خبرية يصدقها اللبناني.
وتطرق الى وجود اكثر من موقع على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل اسمه وليست له، وهو يحاول اعتماد صفحة حقيقية له. وقال انه حاول السعي لازالة هذه الصفحات بصورة رسمية لكنه لم ينجح. واوضح انه لم يكن يريد ان تكون له صفحة على السوشيل ميديا لان لديه وسائل اخرى لايصال ما يريد ايصاله. واعتبر ان وسائل التواصل الجديدة تنسي القديمة. الواتساب مثلا انسى العالم الايميل، وهو مثل “كأنو الشخص قاعد على البلكون”، مضيفا ان ليس لديه واتساب على هاتفه: “اعوذ بالله”. واوضح انه لا يرى ان الفايسبوك هو المكان المناسب لتبادل التواصل، “وما الي نفس اقرا شي بينكتب عني”.
وتطرق الى الشائعات التي يتعرض لها وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في بثها، وقال ان ما يقال عن انه يأتي متأخرا الى الحفلات ليس صحيحا، ففي الحفلات التي يشيرون اليها، الجمهور حضر متأخرا.
واشار زياد الى انه في فترة غيابه التي طالت حوالي سنتين، فكر في الاعتزال لكنه لم يعلن ذلك. واوضح انه دخل في هذه الفترة مرحلة اخطر من الكآبة، مضيفا: استشرت طبيبا نفسيا فقال لي انني لا اشكو من شيء، وان العودة الى العمل هي الحل، وان ازيح عن كاهلي بعض ما يثقل علي. وقال انه بناء على نصيحة احد الاصدقاء، “عزّل” الكثير من المقالات والاوراق التي كانت بحوزته.
وقال انه منذ بدأ العمل في الاماكن العامة والكتابة في الصحيفة، تعرض الى كثير من محاولات التقرب منه لاسباب مريبة، خصوصا من الجنس اللطيف.
وردا على سؤال عن حضوره الى تلفزيون المستقبل، قال ان ما دفعه الى المجيء ان زافين هو من سيقوم بالحوار معه، وهو يعرفه منذ فترة طويلة، واجرى معه مقابلة من احسن المقابلات في السابق، اضافة الى ان البرنامج هو من البرامج التي يشاهدها الناس ولا يدخل في مزايدات. ووصف الوضع على غالبية التلفزيونات “بالجلجأة”، مشيرا الى ان هذا ما يشعر به الناس، مشيرا الى ان السبب الثاني لحضوره الى تلفزيون المستقبل هو ردا على ما يقال انه لا يظهر الا على شاشة المنار او الميادين، وقال انه يلبي دعوة من يدعوه.
واوضح زياد انه خلال فترة غيابه، عمل على الموسيقى، وبعضها سيفيد منه. وقال انه يشعر بالضغط الكثيرعليه، ولفت الى ان مهرجانات بيت الدين كان لها وقع ايجابي على اعمال مستقبلية. وردا على سؤال، قال ان هناك اتصالات مع الزعيم وليد جنبلاط، وانه فاتحه بانه يفكر في القيام بحركة منشقة عن الحزب الشيوعي.
خلال غيابه، قام بجردة حساب، تجلت اليوم بترك بيته في الجوار في المتن، وعودته الى الحمراء، وباعلانه عن حفلات المركز الثقافي الروسي عن الجاز الشرقي، واصراره على عزف النشيد الوطني في بيت الدين.
وسأله زافين اذا كان ينزعج ان يعبر احدهم عن كرهه له، فقال زياد: “مثل صيت الحشاش؟”. فسأله زافين: هل جربت؟ اجاب: جربت وما في شي. وردا على سؤال اذا كان مع تشريع الحشيشة قال: “لازم يعطوا كمية لما تسطل الا اذا مطلوب انك تسطل”.
وعن اختياره للاغاني التي اداها في الحفلات التي قام بها، قال ان الموسيقى قصة عالمية. البعض يعتقد ان عزف المقطوعات الموسيقية وحدها يجعل الكثيرين يظنون ان احدا ما توفي، لذلك يمرر قطعة موسيقية بين عدد من الاغاني.
وقال ان لقاءاته دورية مع والدته السيدة فيروز، وان هناك اعمالا مشتركة بينهما في المستقبل، وهناك حديث جدي عن تحضير لالبوم جديد لها، مشيرا الى ان فترة سوء التفاهم معها اثرت فيه كثيرا، وكانت من العوامل التي زادت الضغط عليه، خصوصا انه كان يتساءل ما الذي حصل حتى توقفت عن الاتصال به لان السبب الذي قيل انه وراء سوء التفاهم بعدما كشف عن اعجابها بالسيد حسن نصر الله تبين انه ليس السبب الحقيقي، وكان هناك شيء اخطر.
ورأى ان ميزة فيروز انها تلحن وهي تغني. وكشف ان والده عاصي كان يأخذ برأيها في اللحن والاغنيات. وعما سماه الحصار حولها، قال: صار الوقت لكي يخف. وان تختار شخصا مؤهلا لان يحاورها وان تحكي مع الناس. فهي لا تثق بالناس، وليس فقط بالصحافيين، لان اعز اصحابها كانوا دائما يريدون شيئا ما منها. وقال انها تتمتع بروح النكتة، وتمرر النكت وتلعب على الكلام من دون ان يعبر وجهها عن شيء.
وتطرق الى اعمال يمكن ان يقوم بها مع فنانين، مثل كارول سماحه التي قال انها من احسن الفنانات على الساحة اليوم، وملحم زين وشيرين عبد الوهاب. وقال انه قرر التعاون مع مايا دياب لانها لا تغني فقط، بل هي مجموعة قائمة من رقص وغناء وحضور. واوضح انه لحن لها اغنية تلائم صوتها، وسوف يتم تصويرها في الشهر المقبل.
وتحدث عن مسرحية “مارتين” التي يعمل عليها منذ 1982، وكان اسمها “ميشا” في البداية، وغيّر اسمها، وكانت هناك عراقيل حالت دون ان تبصر النور. وقال انه عادة يكتب بسرعة، وهذه المسرحية اخذت وقتا معه، وهو يعيد كتابتها، وسيقوم ثلاثة اشخاص بتمثيلها، الزوج والزوجة والطبيب، وسيكون هو على المسرح ايضا: “لن أكون الزوجة وطارق تميم هو الطبيب”. واوضح ان المشكلة هي في العثور على مسرح لتقديمها، ويمكن ان يقدمها في المركز الثقافي الروسي.
وخص زياد البرنامج ببروفة عن اغنية “كيفك انت” سجلتها السيدة فيروز على عجل في غياب الفرقة، واخذت التسجيل معها خلال سفرها واستمعت اليها.
وعن علاقته باخته ريما، قال ان العلاقة مقطوعة، لسبب وحيد هو انها مديرة اعمال فيروز، والالبوم الذي اشرفت عليه وقدمته مؤخرا فيروز “لا يمكن السكوت عنه، وامي لليوم ما سالتني عن رأيي في” واشار الى انه اضطر الى الدخول الى الفايسبوك للاستماع الى هذا الالبوم، استمع الى اغنيتين وتوقف عند الثالثة. وقال: “القصة ليست قصة صلحة معها. بدها حكيم لنتصالح. لازم كل واحد يشتغل شغلته”.
وكشف ان طلال حيدر كتب اغنية للسيدة فيروز، وانه نصحه ان يطلعها عليها قبل ان يعلن عنها. وظهرت الخبرية على الاعلام قبل ان تطلع هي على ذلك، وهذا لن يسرها. واوضح ان علاقتها مع الاعلام ناجمة عن شخصيتها وليس عن اشياء تعرضت لها. وقال: “عند ظهورها مع والدي على الاعلام، كانت تبقى صامتة، ووالدي يتكلم”.
وهل يفضل التعامل مع النجوم او الاسماء الجديدة، قال انه يفضل التعامل مع الاسماء الجديدة، مشيرا الى تعاونه مع الفنانة لارا رين، وقال انه يتوقع لها الكثير، ومشكلتها الوحيدة هي عدم اتقانها اللغة العربية، وهي تغني بالانكليزية والفرنسية، لكنها مصرة على ان تغني باللغة العربية، وهي تعمل على ذلك. ولفت الى تجربته السابقة مع سلمى قائلا انها من انجح التجارب، ولا احد يستطع تقليد صوتها، وهي اليوم بعيدة عن الفن وموجودة في فرنسا.
وتطرق الى الوضع العام، فرأى انه سيء. وقال: في مرحلة الحرب، كان هناك امل، مضيفا انه لم يخرج من حالة الحرب، لان الحرب بنظره لم تنته. وعن الحل سأل: “ليش لازم يكون في حل؟ يمكن المسؤولين مش عم يفتشوا عن حل، وربما ان نبقى على وضعنا احسن ما نرجع لورا”.
لا يتابع اخبار تشكيل الحكومة. ويقول: “البلد ماشي مثل ما هو، ماشي بلا حكومة. قدي قعدنا بلا رئيس جمهورية، وما صار شي”. وعن نظرته الطليعية لما يمكن ان يحصل في لبنان قال: “اليوم الوضع “غباش”، “غطيطة” وهي اسوأ من الغيم. اللبناني لا يستطيع اليوم ان يهاجر بسهولة، او ان يواجه بسهولة مع وجود اليد العاملة السورية”.
وهل يعرف من يقف مع من اليوم، قال: “التجار مع بعضن، هودي ما بيصرلون شي. العمال لا يتحدون لانهم لا يتركونهم يتحدون”.
وكشف ان حزب collective، هو حركة اقترحها على الحزب الشيوعي، ولم يرض بها، معتبرا انه يجب تغيير اسم الحزب الشيوعي. الكثير من الدول غيّرت اسم احزابها.
وعن ردة الفعل على صور نشرت له مع الرئيس فؤاد السنيورة قال: “لما لا اتصور معه؟ هو رئيس حكومة، وله موقعه، ولا يمكن الا اسلم عليه اذا التقينا. وقد ازعجني ما قيل بعد ذلك”. واوضح انه فوجىء بردود الفعل على صوره مع الرئيس السنيورة والسيد احمد الحريري “ليش انعمل منها قصة؟” واوضح انه ذهب الى صيدا لمشاهدة الفنانة كارول سماحة، وقال انه يحب التعاون معها. فرحبت هي بذلك، وهناك اغنيتان قيد الاعداد: اغنية ايقاع واغنية تخت شرقي.
وتطرق الى مسرحياته القديمة، مشيرا الى ان مسرحية “شي فاشل” لا تسجيلات لها، وهي عرضت خلال الحرب ولم يتم تسجيلها. وقال: كنا في تلك الفترة نحضّر لعمل اسمه “كان به”، وحصول الحرب ادى الى الغائه. كان سيعرض في البيكاديللي.
وردا على سؤال اي مسرحية من مسرحياته يعيد عرضها اذا طلب منه ذلك، اجاب انه يعيد عرض “شي فاشل”. وكشف انه مزق نص مسرحية “صبحي الجيز”، لانه احس بان الحرب تخطت ما كان كتبه، لكنه ندم، وقال انه يأخذ احيانا كثيرا قرارات خاطئة، وانه قرر ان يتوقف عن اخذ القرارات.
وردا على سؤال هل يحب نفسه اجاب: “كل انسان يحب نفسه عادة. انا لا احب اشياء كثيرة فيّ، يا ريت في اشياء فيني كون مش هيك. بس معود على حالي”. وقال انه يلتقي الاصدقاء كل ليلة، وهو ينام قليلا، “جايي من الشركة هيك. فحصوني، وقالوا انو الساعتين التي انام فيها كافية. انا انام في اي مكان، واحب النوم، واحيانا اغفو خلال زيارة. حياة الليل تترافق مع صعوبة النوم، اهلي عانوا من ذلك. خصوصا امي. والدي كان ينام كثيرا”.
وقدم زياد معزوفة “فايق ولا ناسي” على البيانو، رافقه فيها عازف الكونترباس خالد عمران.
وختم بتوجيه كلمة الى جمهور المستقبل: “شوي يبدل القنوات، وهي كلمة اوجهها للكل. لازم الناس تعرف عن بعضها اكثر”.