الحروب دائما موجودة… والحلقة الناقصة هي التسويق!
* هل هناك من سياسة لـ”إلغاء” وتأخير بروز بعض الفنانين ولا سيما العراقيين اليوم؟
– الحروب دائما موجودة، وهناك نسبة تأثير كبيرة على الفنان وكيانه، ولكن في نهاية المطاف بات الجمهور قادرا على التمييز بين الجيد وصاحب الأعمال المميزة. “أنا ما عندي حظ”، أو إذا صح التعبير لم يجد بي القيمون على شركات الإنتاج فنانا من المحبب التعاون معه!
* أين الحلقة الناقصة اليوم؟
– التسويق دون أدنى شك!
* التسويق على الصعيد العام… وعلى الصعيد الشخصي؟!
– الإستقرار!
* وهذا بإعتبارك كافٍ؟
– ينقصني الإجتهاد والمثابرة كي أصل إلى ما أصبو إليه.. من المرجح أن يكون التوقيت خاطئا في صدور اعمالي، وأحاول في كل عمل أن أصحح الأخطاء التي إقترفتها في السابق. ولهذا السبب أعني أن الإستقرار أمر ضروري في حياة الفنان العراقي والذي تصعب عليه التنقلات في الدول العربية!
* ماذا عن المحاربة؟
– موجودة ومشروعة، ولكن يبقى دائما هناك limit للموضوع!
* والسيطرة تكون بالمال أحيانا!
– ولكن لا يمكن لأحد حجب إسمك عن مواقع الإنترنت وعن الجمهور وعن محبيك، تقتصر السيطرة على الحفلات والعلاقات مع المنتجين.
لو لم يغني الفنان في المرابع والمطاعم… فكيف يستمر ويصرف على فنه؟!
* كم مرة سحب البساط من تحت قدميك في حفلات متعددة؟
– مرات كثيرة… وآخرها كان منذ شهر!
* وما الحجة التي يقابلونك بها؟
– لا حجة ولكن هناك جواب واضح؛ لا نريد أن يؤثر أحد علينا، والحجة الثانية أن همام ليس معروفا.
* ولم برأيك الفنان العراقي على وجه العموم مستبعد عن سوق الحفلات، ما عدا بعض الإستثناءات، فيغنون في المرابع والمطاعم؟
– لو لم يغني في المطعم فكيف سيستمر ويواصل إنتاجه الفني النابع عن مبادرة فردية؟! وأنت تعلم بأن فنانو المرابع يؤثرون بالجمهور في الـ Live أكثر من النجوم أنفسهم، يدركون كيفية السيطرة على الجمهور ومحاكاتهم!
* وماذا عنك وعن الغناء في المطاعم والمرابع؟
– في بادئ الأمر رفضت الفكرة بتاتا… ولكنني سرعان ما رضخت للامر من جديد، لأنني لا أستطيع أن أجلس في المنزل وأن أنتج لأن لا شركة إنتاج تبنتني… وعلى وجه العموم فشركات الإنتاج تبحث عن “البنت الحلوة والشب… “
* بهذه الإجابة تتهم كل النجوم بأنهم قدموا التنازلات ليصلوا إلى ما هم عليه اليوم…
– لا على العكس، هناك نجوم يستحقون التقدير والإحترام وارفع لهم القبعة فيما وصلوا إليه. ولكن شركات الإنتاج تبحث عن صنع نجوم وفنانين إذا وقفوا على خشبة المسرح “فهم كارثة”! وقد كتبت مقالة عنوانها “عمل لمن ليس لديه عمل”، وعنيت فيها أن كل من ليس لديه عمل أو عاطلا عن العمل يتجه للفن!
* ولكن همام اليوم متأخر بين زملائك؟
– الفن صعب، والمحافظة على مستوى معين في الفن صعب أيضا، وتحتاج إلى Power مادي كبير وعامل الوقت مهم أيضا. أتمنى أن تأخذ أغنية واحدة من أغنياتي حقها فيعود الناس ويتذكرون الأعمال السابقة التي قدمتها، ولكن المماطلة في تقديم الأعمال والتأخير يعيق الحركة الفنية!
إن لم تنجح تجربة الألبوم… فأنا موجود، و”قلبي وقلبك” أذيعت لمدة أسبوع ووضعت على الرف!
* تراهن على نجاح الألبوم؟
– الألبوم مرحلة إجتزتها في حياتي، وإن لم يكن هناك شركة إنتاج أرفض خوض التجربة من جديد، ولكنني أتممت واجبي على أكمل وجه، والتوفيق من الله، وعلى العموم إن لم تنجح التجربة فأنا موجود، وإن لم أتقدم فأنا موجود أيضا.
* بكل صراحة، همام لم تقدم التنازلات… لذا تأخرت؟!
– لم ولن أقدم التنازلات.
* تنزعج عندما يقال عنك في أنك فنان برامج هواة ومقاهي ومطاعم؟!
– أبدا! قلت لك أن الفنان الذي يغني في المطاعم متمكن أكثر من النجم. وبرنامج ستار كلوب قدمني إلى الجمهور وكان اساسا في إنطلاقتي!
* وما كان مفتاح النجاح في حياة همام الفنية؟
– العمل الناجح هو مفتاح النجاح… منذ بضعة أيام رآني بعض الناس في مكان عام وتعرفوا إلي وأبدوا اعجابهم بأغنية “قلبي وقلبك” التي أصدرتها منذ ستة أعوام… من يتذكر اليوم أغنية لنجم مرت عليها ستة أعوام؟!
* لو خضعت للـ matraquage فسوف يتذكرونها!
– “قلبي وقلبك” أذيعت لأسبوع ووضعت على الرف… ولكن مهما حصل العمل الناجح يبقى ناجحا، والشخص الناجح سيصل أيضا!
* بعيدا عن أعمالك الخاصة، لنتحدث قليلا عن الفن العراقي…
– نجوم كثر يشتهرون بأغنيات عراقية ولكنهم لا يذكرون ذلك!
* نقص ثقافة، تجاهل أم تعتيم؟
– تعتيم وسرقة ألحان وأفكار…
هناك الكثير من الفنانين العراقيين يفرضون أنفسهم على الساحة “غصب عن الكل”!
* من يعيد موضعة الفن العراقي على الخارطة الفنية اليوم؟
– هناك الكثير من الفنانين العراقيين من الجيل الشباب الذي يفرضون أنفسهم على الساحة “غصب عن الكل”!
* إستغلوا المأساة والوضع في العراق ليصلوا؟
– ابدا… كيف تستغل وضع بلدك خارجا وأنت لا تعطى تأشيرة دخول لهذا البلد أو ذاك، وكل فنان عراقي يدفع ثمن عراقيته!
* ولكنك تعمم…
– كل فنان عراقي وصل وإنتشر، يحمل جنسية غير عراقية، وهذا واقع!
* وأنت كيف تدفع ثمن عراقيتك؟
– عندما أقدم لأحصل على تاشيرة دخول الى مصر بهدف العمل وتسجيل الأغنيات وأقابل بالرفض، فيرسلون لي الأغنية لأسجلها في بيروت، هذا ظلم، وبإعتبار مصر أم الدنيا وهي بوابة الفن في الوطن العربي، وغيرها من الأحداث التي صادفتها في مسيرتي!
* خليفة من أنت اليوم من الفنانين العراقيين؟!
– لا أحد يخلف احد ولا أحد يأخذ مكان أحد. من أخذ مكان ناظم الغزالي بعد وفاته؟!
* ولكن هناك من إنتشر أكثر!
– هذا صحيح ولكن لم يأخذ أحد مكانته، ممكن أن يكمل ويتابع في المسيرة نعم ولكن لن يحل مكانه!
هناك سينغل شعبي قيد الدرس… وأشدد أنني ادفع ثمن عراقيتي!
* اخبرنا عن ألبومك الجديد.
– يحمل عنوان “خللي بالك” يتضمن 11 أغنية تعاملت من خلالها مع كبار الشعراء والملحنين، وقد أمضيت حوالي الأربعة أعوام في طور التسجيل والمكساج، وأريد فقط أن يعطى له 50 بالمئة من حقه!
* لا تعتبر أن اغنياتك التي سجلتها من حوالي الأربعة اعوام “بطلت موضتها”؟!
– خلال الفترة الماضية، كنت أسمع الأغنية وأضعها جانبا على أن اسجلها فتكون جديدة في موضوعها وفحواها، لأجد فيما بعد أن أحد غنى شبيهتها. ناهيك عن التوزيع الموسيقي الذي تبدل وإختلف منذ أربعة أعوام وحتى اليوم.
* هل هناك من خطة إنقاذ للألبوم؟
– هناك سينغل شعبي قيد الدرس!
* أصدرت “مالي حظ”، ولكن لم “يكن لك الحظ” لتتنشر الأغنية والكليب كما يجب…
– خليني ساكت! الحمدلله على كل شيء!
* ختاما، لأنك فنان عراقي محتم عليك أن تبقى في الصف الثاني؟
– السياسة سبب رئيسي… وأكرر لك أنا ادفع ثمن عراقيتي!