تتنوع الإطلالات، ولكن يبقى سحر البساطة ورقي الأناقة المُثلى، موضة كل المواسم وخاصة الشتوية منها، فمع حلول موسم الشتاء، بدت الألوان الطاغية مائلة أكثر إلى الرصاصي والأسود، مترافقة مع سحنةٍ بيضاء وألوان أرجوانية مخملية للعيون والشفاه، لتبدو المرأة، لوحة “شتوية” مرسومة الملامح، في حين تماشى مع هذه الإطلالة لوك وتسريحة الـ Retro التي تعود بنا إلى بدايات ومطلع القرن التاسع عشر، مستوحاة من المدرسة الإنطباعية في الرسم التشكيلي التي اشتهرت في تلك الحقبة واستمدت إسمها من لوحة للرسام الفرنسي كلود مونيه، وتجدر الإشارة إلى أن كلمة “ريترو” لاتينية الأصل، وتعني “العودة إلى وقت مضى”.
تُقابل هذه الأناقة والشياكة والرقي، موضة حديثة الولادة قديمة الوجود، ألا وهي الضفيرة، والتي تحولت من إطلالة وتسريحةٍ بسيطة، إلى بارزةٍ في السهرات والأعراس وإطلالات النجمات، وتعود هذه التسريحة إلى بداية المجتمعات منذ حوالي العشرين ألف عاماً قبل الميلاد، ونكاد نراه في تماثيل Dame de Brassempouy و Venus de Willendorf في الحضارة الإغريقية وهذا ما يُثبت أنها أقدم التسريحات وأبسطها التي أُوجِدت في المُجتمعات، وعلى إختلاف القبائل وأعراق البشر قامت هذه التسريحة بأوجهٍ متباينة مختلفة، في حين شاعت في المجتمعات الحديثة في حقبة رواج الـ Hip Hop.
ولكن، الريترو والضفائر، موضة فرضت نفسها هذا الموسم، من خلفية جديدة واتجاهات متعددة ليرسم ملامح المرأة العصرية بقالبٍ متجددة يحمل في ثناياه جمالاً تقليدياً؛ فبالنسبة إلى الريترو، شكل للنساء لكونه مستوحى من الستينيات، فاعتبرته المرأة حكراً عليها وفضلت التسريحات الناعمة خوفاً من إبرازها بعمر أكبر…أما اليوم، ومع إنتشار هذه التسريحة من جديد، وخاصةً في إطلالات النجمات أمثال هيفاء وهبي وإليسا واللواتي يُعتبرن أميرات الريترو، لغلبته على إطلالاتهن، وتليهما أحلام ويارا، وغادة عبد الرازق والغريب أنه وبعد قيامها بدور أسمهان، لاحظت سلاف فواخرجي أن الريترو يتناسب مع شخصيتها وقد أطلت في العديد من المرات إمرأةً أنيقة جذابة…
أما هيفاء، زادها الريترو جديةً وأبرز جانباً من أنوثتها خاصةً وأن لون شعرها أسود حالك، مترافقٌ مع مكياجٍ فيه الـ Eye Liner الذي يرسم العينين وأحمر الشفاه الأحمر الذي يناشد الأنوثة الراقية، لتكون إليسا والتي إعتمدت الريترو في مواضع عديدة، قد برزت عفوية أكثر، بإطلالة أنثوية ذكرتنا بنجمات الحقبة الستينية أمثال ريتا هايورث والتي إشتهرت بتسريحتها الراقية… نكاد لا ننسى النجمة سيرين عبد النور والممثلة غادة عبد الرازق واللتان بدتا بجمال كليوباترا العربي البحت في إطلالة الريترو… بهذا تكون قد إنكسرت التقاليد وبدت تلك النسوة في تسريحة الريترو بطريقة عفوية تبرز الأنوثة والشباب بعيداً عن التكلف، ولذلك بتنا نرى الفنانات بتسريحة من هذا الأسلوب على عكس الماضي، ويكاد اللون الأسود للشعر هو الذي يليق الأكثر بالريترو…
أما الضفيرة، والتي تثعتبر ركيزةً في العديد من التسريحات، منها تسريحات العرائس، شاعت أكثر من الريترو، كونها سهلةٌ وسريعة، ولا يتطلب عملها جهداً كبيراً أو أدوات عناية بالشعر وإشراف مزين الشعر، فهي تزين أسلوب المرأة بإطلالة عملية وفريدة من نوعها، لذا إعتُمِدت خلال مناسبات النهار كضفيرة متداخلة بالشكل العادي والمتعارف عليه، أو في السهرات والإحتفاليات بطريقة مميزة، ليكون اللون البني بمختلف تدرجاته الأكثر تماشياً مع الضفيرة، إذ يمنح المراة المزيد من الأنوثة والدفء، كما تزيدها أناقة… ومن ندرة الضفائر بين الوجوه المعروفة، ضفائر الكبيرة نوال السعداوي المتدلية على كتفيها باللون الأبيض، فهي لا تخشى العجز ولا التقدم بالسن، ولم تطلي شعرها بأي صباغٍ وتركته أبيضاً شائباً…
أما أميرة الضفيرة، أو إذا صح التعبير أعادت هذه الموضة إلى الواجهة في مجتمعنا العربي، هي النجمة مايا دياب، والتي أطلت للمرة الأولى بضفيرة مميزة، جعلت منها محط أنظار وإهتمام كثيرين، فبدت جذابة وضفيرتها باللون البني الفاتح وسُمرة السحنة… وقد أطلت النجمات هيفاء وهبي، نجوى كرم، مادلين مطر ونانسي عجرم بأشكال عديدة من الضفائر، وكلهن حتى ولو في فساتين سهراتٍ كلاسيكية، أضيفت إليها لمسةٌ عصرية شبابية جميلةـ ولكن تبقى ضفيرة مادلين مطر الشقراء الذهبية متميزة لنُدرة لون شعرها، ونجوى كرم ضفيرتها مميزة زادتها أُنوثةً وجمال…
بين الـ Marilyn، السلم الحلزوني الملكي، الأنيق والترف، الترانتولا ونسيم الإنبعاث، هذه تسريحات الريترو المتنوعة… وبين الضفيرة الإفريقية، الهندية، الحديثة، هذه تسريحات الضفيرة، لتكون هيفاء وإليسا أميرات في الريترو ومايا دياب وحيدة تتربع على عرش الضفيرة… وأنتِ أي تسريحةٍ تُفضلين؟!