تحت عنوان “دور الفن في دعم الثورة السورية”، أجرت أصالة نصري
مداخلة عبر قناة “الجزيرة”، أعادت خلالها التأكيد على موقفها من النظام
السوري، حاسمة الجدال الطويل حول إحتمال ألا تكون وفية مع آل الأسد الذين طببوها
حين كانت مريضة..
أصالة إفتتحت حديثها، فقالت: كثيرا ما نتعرض كفنانين للنقد، لكن للمرة
الأولى أكتشف كم السوقية الموجودة لدينا خلال إختلافنا بالرأي.. أنا لم أقل كلمة
واحدة ضد شخص الرئيس أو عائلته، هذا في البداية، قبل أن أقول أنني أحضر لأغنية عن
الكرسي، وحينها بدأت التعليقات السوقية..
وحول أن الرئيس الراحل حافظ الأسد عالجها، قالت: نعم أنا تعالجت على نفقة
الدولة لأنني كنت أساسا مطربة الدولة وأغني للدولة مُذ كان عمري 6 سنوات، وحين صار
عمري 11 عاما لم أعد أركز في دراستي لأنه كان عندي عدة مشاركات في أربعة أو خمسة
إحتفالات وطنية في الشهر، وكنت أضطر أن أخرج من مدرستي، وقد فشلت فيها ووهبت كامل
وقتي للدولة وإن ردت لي شيئا بسيطا من أشياء فقدتها، منها طفولتي ودراستي وكل ما
له علاقة بالعلم، حاولت أن أعوضه بمجهود شخصي، فهذا أمر طبيعي، وكل ما أعطوني
مقابلا له هو أن دولتي عالجتني لسنتين غير كاملتين وكان يرسلني حافظ الأسد
ليعالجني لشهر واحد في السنة (لفتنا أن أصالة كررت إسم الأسد الأب دون أن تقول
الرئيس وكذلك الحال حين ذكرت إسم بشار الأسد..)
وحول تأييد أفراد عائلتها للنظام، قالت: على فكرة العائلة لا تؤيد النظام..
أختي عندها فكرها الخاص وهي تحترم رأيي وأحترم رأيها.. فقط أخي أيهم مع النظام وهو
أساسا لم يكن مع أو ضد، لكن عندنا خلافات شخصية، ووجدها فرصة ليكون ضدي في موقف
معين!
وحول أغنية “آه هالكرسي لو يحكي”، أكدت أصالة أنها لم توقف
إطلاقها بسبب الضغوطات التي أخافتها، لكنها شعرت أنها ضئيلة على الموقف وقد تحدثت مع
العملاق نصير شمة بأنها تريد أن تغني موضوعا لم يقل بعد، كما وأنها لحنت “آه
هالكرسي لو يحكي” رغم أنها فاشلة في هذا المجال، ذلك أن أحدا لم يوافق على
تلحينها!
كم وقالت أصالة أيضا:”عندي إحساس بالقهر والزهد وأشعر أن الدنيا
ستنتهي غدا وهو يوم القيامة.. أنا مقهورة بشكل غريب.. مذ وعيت على الدنيا لم أر
تمثيلا وفظاعة وجرائم وكذبا إلى هذا الحد، لم نر إسرائيل تفعل ذلك في فلسطين بهذا
الكم وهذا الفجور غير العادي..
أصالة أثنت على موقف فضل شاكر متسائلة: لماذا ليس لدينا سوى فضل شاكر واحد؟
تخيلت أن يقف دريد لحام مثلا ضد الظلم، هو الذي قدم “كاسك يا وطن” و
“غربة”، وعكس معاناة الناس، فلمَ تخلَ اليوم عن الناس ويريد أن يذهب مع
الأقوى من وجهة نظره؟!
وإختتمت أصالة: حين غادرت سوريا، تركتها لهذا السبب، مللت من جبروتهم
وغرورهم والناس لا يحق لها أن تتنفس ونحن قطعان وراءهم! الفن هو أكثر ما يؤثر
بالناس والوحيد الذي يترجم الأخطاء بشكلها الحقيقي، لكن في بلادنا العربية الفنان مقموع
وخواف وجبان، يفكرون بحفلاتهم وبرزقهم ومكاسبهم المادية، بينما لا يمكننا إلا أن
نحترم مواقف أنجلينا جولي الإنسانية، سواء أعجبتنا كممثلة أو لم تعجبنا!