كنت
أطمح أن “أمتلك الخشبة”… ومن واجبي تأمين جو من الضحك المتواصل بعيدا
عن السذاجة!
* أنطوني
سلامة، عرف الجمهور أكثر عن نفسك كممثل لبناني- أسترالي شاب
– أنا محظوظ جدا في مجال عملي،
وأقدم عروضا كوميدية ليلية مميزة في أماكن متعددة، ما يتيح لي ممارسة خلال فترة
النهار هوايات أحبها مثل كرة السلة، الإستماع إلى الموسيقى وتذوق أطباق من أنحاء
العالم… في العديد من المرات، أتناسى أن مهنتي هي التمثيل، لأنني أتعايش مع
الشخصية التي أقدمها، وأتخالط مع الناس فأصبح قريبا منهم ويعتادون علي.
* كيف إنتلقت للعيش في أستراليا؟
وكم هو صعب أثبات موهبتك في الإغتراب؟
– ولدت في أستراليا، وكان أهلي قد اتوا إلى
أستراليا قبيل إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية… شعرت بالفرح والغبطة بأن
الكوميديا التي أقدمها تنال إستحسان الجمهور الذي شاهدني في بلدان عدة مثل لبنان،
أستراليا، أميركا وكندا.
* أنت من الممثلين الكوميديين
الأوائل على صعيد الجيل الشاب، وهذه مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقك… أخبرنا
قليلا
– مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي
كي أكون دائما في حالة من المرح والضحك وأن أبتكر كل جديد حتى أسلي الجمهور
المتابع، وفي طبيعة الأحوال، يتهافت الناس على مشاهدة عروض الـ Stand Up Comedy، حتى يتخلصوا من المتاعب والمشاكل -ولو لفترة وجيزة- وينصرفوا إلى
الضحك، وطوال المدة التي يُشاهدوني خلالها يجب أن أؤمن جوا من الضحك المتواصل
بعيدا عن السذاجة.
* بالعودة إلى البدايات، من أين
كانت إنطلاقتك؟
– بدايتي كانت عبر التمثيل
المسرحي، هذا ما خلق لدي جسور تواصل متينة مع الجمهور، ولكن كنت اطمح لكي اقف
بمفردي على خشبة المسرح، أو إذا صح التعبير “أمتلك الخشبة”، لأنه وفي
التمثيل الدرامي ما أعنيه العروض المسرحية المشتركة، هناك نوع من التسلسل والترابط
والإلتزام بأدوار من قبلك ومن بعدك، وهذا أمر غير موجود في الـ Stand Up Comedy لأنك تكون وحدك تخاطب الجمهور.
* ماذا يعني لك الوقوف إلى جانب
نجوم كبار، أو حتى إفتتاح حفلاتهم بوصلات كوميدية للجمهور؟
– هذا أمر مميز ولا يمكنني أن
أنساه طوال مسيرتي؛ أتعلم منهم الكثير وفي هذه العروض الموسيقية الكبيرة، لا يأبه
الجمهور إلى من سيفتتح الحفلة بل ينتظرون بفارغ الصبر إطلالة نجمهم المفضل، لِذا
يجب تدارك الوضع و”تهيأة الأجواء”، وهذا ما أعتبره تحديا!
الفضل
الأكبر لـ YouTube في إنتشاري عربيا!
* هل تعتقد أن هناك شريحة كبير من
العرب، واللبنانيين، يعرفون من هو أنطوني سلامة؟
– الفضل الأكبر لـYouTube… هناك كثر
يتابعون أعمالي عبر هذه الشبكة، وهذا أمر مميز إستطاعت الإنترنت أن تخلقه ألا وهو
أن يتعرف إليك الآخرون وأنت في جزء ثاني من العالم… وليس فقط في لبنان، بل تلقيت
العديد من الرسائل يطالبونني خلالها بإقامة عروض في الأردن، دبي والكويت.
* وما هي الخطوات التي تتبعها
للترويج لأعمالك في الشرق الأوسط؟
– هنا في أستراليا الأمر مختلف
قليلا… كنت أطرح إعلانات مرئية ومسموعة تعرف الناس أكثر إلي إلى جانب بعض
المقاطع من أعمالي… وكلي أمل أن يتم ذلك في الشرق الأوسط أيضا!
* في ظل إنتشار الكوميديا وكثرة
الذين يقدمون هذا الفن، ما هو عامل التميز الموجود لديك دون سواك من زملاءك؟
– أنا مختلف عن الآخرين سيما ولدي
نهج كوميدي إبتكرته لنفسي، والأهم أنني لا أسعى لأكون “مثل” أحد… أنا
شاب أسترالي- لبناني لدي جمهور يتابعني وينتظر أعمالي!
* الكوميديا والـ standup comedy تعتمدان بشكل أساسي على إنتقاد الأوضاع السياسية، ففي حال إستنفذت
كل هذه الجوانب، ما الذي سيشكل ركيزة لمسرحكم؟
– هناك قاعدة أساسية في أعمالي… لا للتدخل
السياسي وتقمس الشخصيات السياسية! يكفيني أن أنظر إلى كل سياسيي العالم وأن أستمع
إلى أكاذيبهم وهذا مضحك ومسلٍ للغاية!
لكل
“كوميدي” طريقة معينة وخاصة في الطرح والمعالجة!
* ما هو الموقف الكوميدي الذي بقي
حتى اليوم في ذاكرتك من خلال العروض التي قدمتها؟
– منذ ثلاثة أعوام تقريبا، كنت
أقدم عرضا في سيدني أستراليا، وكان من بين الحاضرين شابا راسلني عبر البريد
الإلكتروني، يعبر عن مدى حبه وصديقته لي، وقد طلب مني إذا يمكنه أن يطلب يدها على
خشبة المسرح… وقد حققت له هذا التمني، بيد أنها لم تكن النهاية المرجوة لعرض
كوميدي!
* هل الإرتجال على خشبة المسرح،
هو خشبة خلاص من الإعادة والتكرار، أو هو إضافة جديد إلى المشهد؟
– أحاول في كل عرض أن أقدم شيئا
مختلفا عن الذي سبقه، أقله أن أحاول إدخال أمور جديدة إليه، وذلك ليس فقط للجمهور
ولكن لي أيضا… وأؤكد لك، أتحمس كثيرا عندما أرتجل وأرى الناس يتفاعلون معي!
* وفي الحديث عن التكرار
والإعادة، فإلى أي مدى هناك تشابه بين ما يقدمه الكوميديون؟
– سوف تجد أن غالبية الكوميديين
يتحدثون ويعالجون الأمور عينها، ولكن لكل واحد طريقة معينة وخاصة في المعالجة
والطرح؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجميع يتحدثون عن العلاقات بين الشاب والفتاة
ولكن لكل واحد نكاته والطريقة التي يقدم عبرها الفكاهة.
أحضر
لإطلاق ألبوم غنائي كوميدي!
* ماذا لو قدم أنطوني سلامة
أغنيات مونولوج؛ هل تنجح؟
– أقدم الكثير من الأغنيات في
أعمالي، وأحضر لإطلاق ألبوم غنائي مونولوج كوميدي!
* يُقال أن المسرح أهدافه التثقيف
والتطهير (catharsis)، هل توافق على ذلك، وإلى أي مدى ينطبق على
الأعمال الكوميدية التي تقدم؟
– أعتقد ذلك… وفي الأعمال التي
أقدمها يجب أن يعي المشاهد بأنني لا أكذب ولكنني أضخم وأعظم الحقيقة… ككل الشعوب
العربية!
* هل هناك أية مشاريع من جولات
فنية وعروض تقدم في الشرق الأوسط، وتحديدا في لبنان؟
– هناك مشروع للقدوم إلى الشرق
الأوسط خلال فصل الصيف لتقديم عروض في بلدان عديدة، وبالتأكيد لبنان مدرج بينها!
* إلى أي مدى تعتبر أنك ستنجح لو
جئت إلى العالم العربي، حيثما الكوميديا منتشرة بشكل عشوائي عبر الإعلام؟
– أعتقد أن الناس سيربطون ما
أقدمه بالواقع الذي يعيشونه، سيما وأنهم سيسمعون قصة ولادتي وتربيتي في أستراليا
كوني لبناني هاجر ذووه إلى هناك… ولا أخفي عليك أنهم حافظوا على جانب العادات
والتقاليد التي توارثوها عن أهلهم، وأكثر ما أتذكره هو شندويشات الزعتر والزيت
التي كنت أخذها معي إلى المدرسة وكان زملائي يعتقدون بأنني أتناول الحشرات!
* برأيك، هل يشهد التمثيل
(والكوميديا) ترديا وتراجعا، كما يشهده التمثيل على صعيد الأداء والكاست في الآونة
الأخيرة؟
– أعتقد أن الكوميديا تشهد تقدما
ملحوظا على صعيد العالم وهذا أمر جميل! ونحن بحاجة إلى أشخاص أصحاب مواهب لينخرطوا
في هذا المجال، وهذا ما أسعى دائما إلى القيام به!
* كلمة أخيرة لقراء موقع ميوزك
نايشن
– أنطوني سلامة قادم إلى الشرق
الأوسط… إستعدوا! ولا تنسوا زيارة موقعي عبر شبكة الإنترنت www.anthonysalame.com