فتح زافين في حلقة الجمعة من “بلا طول سيرة” ملف الممثل زياد عيتاني المتهم بالعمالة مع إسرائيل، فاستقبل المخرج والكاتب يحيى جابر، النائب السابق محمد الأمين عيتاني، المحامي نزار صاغية والمهندس طارق الربعة، الذي يتحدث للمرة الاولى في الاعلام بعد خروجه من السجن على خلفية اتهامه بالتواصل مع العدو ربطا بشبكة الاتصالات في شركة “ألفا”.
البداية مع فقرة “التاريخ عندما كان خبرا على التلفزيون”، وقد خصصت للحديث عن اليوم العالمي للسيدا الذي يصادف الاول من كانون الاول. وتم عرض مقتطفات من الحلقة الاولى من اول برنامج قدمه زافين على شاشة تلفزيون لبنان في العام 1992، مع الزميلة ندى صليبا، وظهر خلاله روبير حكيم، اول مصاب بهذا المرض يطل على شاشة التلفزيون ليس فقط في لبنان وانما في العالم العربي.
وفي غرفة العمليات، انضم الى فريق الاعداد الدكتور مصطفى النقيب، مدير البرنامج الوطني لمكافحة السيدا في وزارة الصحة الذي شرح ان المرض قابل للعلاج في الوقت الحاضر، صحيح لا يشفى منه المريض نهائيا، لكنه يستطيع ان يتعايش معه في ظل ظروف حياتية وصحية افضل. وتحدث عن دواء يمكن اعطاؤه للمريض خلال 72 ساعة من اشتباهه بانه تعرض للاصابة بالمرض بحيث لا ينتشر الفيروس في جسمه. واوضح ان وزارة الصحة تتكفل بعلاج العدد الاكبر من المصابين، مشيرا الى وجود حوالي 2206 اصابات معلنة في لبنان.
كما تم عرض تقرير تضمن خطا بيانيا عن الايدز في العالم ولبنان.
في ملف الممثل زياد عيتاني المتهم بالتعامل مع اسرائيل، الوقفة الاولى مع الكاتب والمخرج المسرحي يحيى جابر الذي قال انه ما زال غير مصدق ان زياد عيتاني يمكن ان يكون متعاملا مع اسرائيل. وقال انه منذ ايام يعيش فيلم رعب بوليسي، ويسأل نفسه: “ماذا لو ان زياد عن جد متعامل؟”، وأضاف: “زياد ابني المسرحي هل يقدم على ذلك؟
وعن كيفية اعتقاله، قال انه كان قد خرج زياد من منزله لانهم كانوا يحضرون لعمل مسرحي جديد اسمه “جنوا نطوا”، والافتتاح كان محدداً في السابع من كانون الاول، وكان زياد في موقف البناية عندما حضروا لاعتقاله بتهذيب. واشار جابر الى انه لم يخبر احدا بما حصل سوى زوجة زياد، وفوجىء لاحقا بان الخبر منتشر وأضاف جابر أنه تلقى اتصالا من زياد اطلعه بانه معتقل مضيفاً “هدّوا الناس”.
وكشف جابر ان زياد اخبره قبل يومين ان شخصين سألوا عنه في منزله في فرن الشباك، من دون ان يعرف لماذا ومن هما.
واعتبر جابر ان الاعلام افترس شخصا اسمه زياد عيتاني، مضيفا: هو مثل ابني. اذا ارتكب حماقة نعاقبه، ومن حقه ان يحاكم بعدل، مشيرا الى ان على الاعلام ان يعتذر عن كل التسريبات اذا ثبت انها غير صحيحة.
وشكر جهاز امن الدولة على اجراءاته، وقال: اذا كان زياد ارتكب حماقة، فكان يمكن ان تكون لها انعكاسات وان يورطنا جميعا بصورة غير مباشرة، وأضاف: “زياد غبي ارتكب حماقة وليس ذنبا. فهو ابن طبقة فقيرة، ويمثل عن جد “ابن الحتة”. وعقلي يقول: بدأنا بتسريبات عن اغتيالات وانتهينا الى حديث عن مخدرات، وهذا يثير التساؤلات. يقولون انه تعامل لسبب مالي؟ ما هذه العمالة بـ 500 دولار؟ قد يكون هناك خطأ حصل لسبب جنسي، وهذا سنحاسبه عليه”.
الوقفة التالية في ملف زياد عيتاني، وموقف عائلة زياد عيتاني مع النائب السابق رئيس جمعية بني العيتاني، محمد الأمين عيتاني، الذي كان اصدر بيانا دعا فيه الى عدم تداول اي اخبار من مصدر غير رسمي، معتبرا ان القضاء هو الجهة الوحيدة الصالحة لاثبات التهم او نفيها، ومشددا على ان التواصل مع العدو الصهيوني، وبأي صفة كانت، عمل مدان ومرفوض.
عيتاني قال ان زياد هو أول فنان مسرحي في العائلة المحافظة. وهو قد يدفع الثمن مرتين: مرة بسبب الاعلام ومرة عندما يصدر الحكم.
وقال ان الكلمة الاخيرة هي للقضاء، وان قرار العائلة واضح: اذا كان مذنبا فليدفع ثمن الخطأ الذي ارتكبه، واذا كان بريئا، فالضرر حدث، وانعكس على عائلته، وهو لديه ابنة في العاشرة من عمرها.
واشار الى ان زياد الى الآن لم يقابله احد من العائلة ولا يعرف احد شيئا عن حاله الصحية والنفسية.
وفي اطار الملف نفسه، وقفة مع المدير التنفيذي للمفكرة القانونية المحامي نزار صاغية حول التسريبات الصحافية في القضية: هل اضرت ام خدمت العدالة والتحقيق؟
المحامي صاغية اعتبر ان هناك قلة مهنية في التعامل مع قضايا من هذا النوع، سواء من الاجهزة الامنية، او عند الاعلاميين الذين لم يأخذوا بعين الاعتبار مبادئ اساسية يجب الالتزام بها من قبل كل اعلامي يقوم بدوره.
واشار الى ان في الانظمة الامنية، يتم اعلان التسريبات لانهم يعتبرون انها تخدم مصالح النظام. وما حصل مع زياد، هو ان احد الاجهزة الامنية يريد ان يقول انه يعمل. وسأل: اين النيابة العامة؟ هي المسؤولة عن التحقيقات وعن سرية التحقيقات. لماذا لم تتدخل في ما حصل؟
وقال: تسريب التحقيقات مخالفة يجب ان يحاسب عليها من ارتكبها. على النيابة العامة ان تحاسب من سرب التحقيقات الى الاعلام.
وفي الحلقة أيضاً تم عرض تقرير تضمن ملفا كاملا عن ابرز عمليات الموساد وابرز جواسيس إسرائيل في لبنان، وقصة الجاسوسة شولا كوهين والجاسوس الذي وصل الى منزل رئيس الجمهورية بشارة الخوري، اضافة الى لقاء كان تم تسجيله في العام 2009 مع اللواء سامي الخطيب، احد ابرز الوجوه الامنية والسياسية خلال حقبة طويلة من تاريخ لبنان.
في الفقرة الاخيرة من هذا الملف، لقاء مع المهندس طارق الربعة، بطل قضية شبكة الاتصالات التي قيل ان إسرائيل اخترقت عبرها اتصالات لبنان وتلاعبت بداتا الاتصالات، والذي يتحدث للمرة الاولى بعد ان افرج عنه في شباط 2015.
المهندس طارق الربعة الذي اعتقل في سنة 2010، يعتبر انه ظلم وانه كان ضحية كباش سياسي اكبر منه، خصوصا انه بعد خروجه من السجن، وجد نفسه بلا عمل، وبلا مستقبل، وبلا أصدقاء. وعائلته هي الوحيدة التي بقيت الى جانبه وآمنت ببراءته.
وقد أوضح الربعة انه حُكم بتهمة التواصل وليس التعامل مع العدو الاسرائيلي من دون دليل وحيثيات. واشار الى انه تم الحكم عليه بالتواصل مع العدو استنادا الى رقم هاتف اتصل به تبين انه ليس رقما اسرائيليا، بل لامرأة آسيوية تواصلت معه، وكانت تعمل في شركة تاكسي في قرية في فرنسا، أرسلته اليها شركة “ألفا”، لافتا الى ان شربل القزي الذي تم القبض عليه قبله بفترة، وهو يعمل في الشركة، هو من ورطه بصورة غير مباشرة، واوضح انه تبين من خلال التحقيقات انه لم يعط اي معلومات لاحد، وصدر بحقه حكم براءة بالنسبة الى التعامل عبر المادتين 274 و275. وحُكم عليه بموجب المادة 278 بتهمة التواصل، مع انه لم يتصل باي اسرائيلي في اي وقت من الاوقات.
وتحدث عن فظاعة الزنزانة الافرادية التي كان فيها في وزارة الدفاع، وهي نفسها التي كان محتجزا فيها الدكتور سمير جعجع.
ووجه عبر “بلا طول سيرة” رسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الحريص على دولة القانون والمؤسسات، ان يتدخل وان يصدر عفوا خاصا عنه، لان تداعيات الحكم الذي صدر كبيرة خصوصا بعد رفض التمييز في الحكم الذي صدر بحقه، مع انه يملك ادلة براءته.
الختام مع تقرير عن مسرح مونو بعد الشائعات عن اقفاله، حيث اوضح مدير المسرح بول مطر ان مونو مقفل موقتاً بسبب الاشغال منذ آب وحتى شباط المقبل، موعد الافتتاح الكبير.