خالد د. آغا
بدأت الحكاية في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، حكاية لفت أحداثها الغموض حين قامت السلطات السعودية ولأول مرة بتاريخ المملكة العريقة بإحتجاز عشرات الشخصيات البارزة، من بينهم أمراء ووزراء حاليون وسابقون ورجال أعمال، بعد إعلان الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، تشكيل لجنة لمكافحة الفساد.
ومنح الملك سلمان بن عبد العزيز هذه اللجنة صلاحيات “التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها، وأعطاعا الحق في اتخاذ أي إجراءات احترازية تراها حتى تتم إحالتها إلى جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال”.
شكّلت هذه الحادثة زلزالا هزّ العالم بأجمعه وخاصة على الصعيد الإقتصادي ، فالشخصيات المعتقلة أشخاص لها وزنها الكبير في الإستثمارات وريادة الأعمال داخل المملكة وخارجها. ومن أبرز هذه الشخصيات الوليد بن طلال أحد أبرز وأشهر رجال الأعمال في العالم. فالملياردير السعودي يمتلك العديد من الشركات الضخمة وله إستثمارات في العديد من أشهر الشركات والمؤسسات المالية المرموقة مثل ميكروسوفت وآبل، وتقترب ثروته حاليا من 20 مليار دولار، وفق مجلة “فوربس العالمية”.
وتنتشر إستثمارات الوليد حول العالم وتشمل مختلف المجالات والقطاعات. فهو يمتلك أسهم في سلسلة فنادق في باريس، وبوسطن ونيويورك و شركة آبل و إي بي و غيرها. وله أسهم كبيرة في العديد من المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية مثل مجموعة قنوات روتانا الترفيهية وقناة الرسالة وله حصص في شركتي نيوز كورب وميدياسيتي وسي ان ان وفوكس وتويتر.
وأثار خبر إعتقاله قلقا ً كبيرا ً لدى المستثمرين إذ سجلت أسهم شركة “المملكة القابضة”، التي يملكها ، تراجعاً عقب توقيفه.
الوليد هو بن أخ الملك سلمان وابن عم ولي العهد الحالي الأمير الشاب محمد بن سلمان، حفيد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية وجده لأمه هو رياض الصلح رئيس أول حكومة استقلال في لبنان. ولم يكن الوليد بعيداً أبداً عن لبنان فهو خصص لبلده الثاني حيّزا كبيراً من إستثماراته وأعماله الخيرية والإنسانية بمساعدة خالته السيدة ليلى الصلح حمادة.
و اليوم بعد مرور ثلاثة أشهر على الإعتقالات، بدأت بوادر الإفراج تظهر إذ أطلقت السلطات السعودية سراح عدد من رجال الأعمال والشخصيات البارزة بعد التوصل إلى تسويات مالية لم تُعرف قيمتها بعد. ومن بين المفرج عنهم الوليد الإبراهيم مالك شبكة “إم بي سي” التليفزيونية وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي السعودي خلال عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
هذا وقد ذكرت وكالة رويترز ، بعد مقابلة حصرية أجرتها مع الوليد في مقر إحتجازه بفندق الريتز عن إقتراب موعد إطلاق سراحه بعد تبرئته من أي مخالفات وبالفعل فقد تم إطلاق سراحه اليوم وهذه هي أول صورة:
وأكد الوليد في المقابلة عدم تورطه في أي قضايا فساد وأنه سيطلق سراحه ويحتفظ بكل إستثماراته. وأشار أن السلطات السعودية أحسنت معاملته خلال فترة احتجازه نافياً الإشاعات بشأن تعرضه لسوء المعاملة.
ولن ننسى أن للوليد وزنه الثقافي والإنساني الكبير فهو حائز على 23 شهادة دكتوراه، وأكثر من 70 وساماً عربياً وأجنبياً، كان أولها وسام رئيس الجمهورية الإيطالية عام 1997، تقديراً لإنجازاته الاقتصادية والإنسانية، وآخرها عام 2014 وهو وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا منحه إياه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهو يحمل أيضاً 22 شهادة مواطنة فخرية و 173 لقباً عالمياً من مجلات وشركات بحثية معتمدة، كان آخرها عام 2014، عندما دخل اسمه ضمن مؤشر بلومبرغ لأصحاب المليارات، وتم تصنيفه في صدارة قائمة أقوى 100 اقتصادي عربي.