أطل برنامج “L.O.L.” للمرة
الأولى عبرشاشة الـOtv اللبنانية منذسنتين تقريبًا
ليكون نوعًا جديداً من برامج المنوعات الترفيهية المبنيةعلى إخبار المشاهير الذين
يحلون ضيوفًا عليه “النكات” أي الأخبارالفكاهية والدعابات بهدف إضحاك
وبالتالي إمتاع الناس.
ولأن “كل جديد إلو رهجتو”،لقي برنامج“L.O.L” في الفترة الأولة من عرضه
استحسانًا لدى الجمهور اللبناني فحظي بنسبة مشاهدة عالية خاصة أن كلما فيه كان
جديدًا كما أشرتُ سابقًا، وذلك للإستماع إلى “نكات” “هشام”
المميزة وضحكة “أرزة” الإستثنائية،مقدمي البرنامج.
لكن هذا البرنامج لم يعرف كيف يلزم حدوده محافظًا على
مستوى معين من الرقي والإحترام لأعيُن وآذان المشاهدين، فراح “يروج”
للنكات التي تصنف في خانة ” من الزنار ونازل!”،ليصطدم عندها بحملةٍ
واسعةٍ شنها البعض ضده رافضًا البذاءة التي لمسها في النكات وذلك خوفاً من تأثيرها
السلبي على الأطفال بشكل خاص.
في الوقت الذي استمر فيه البعض الآخر بمساندة البرنامج
والدفاع عنه باعتبار أنه “فشة خلق” له ومصدر لفرحح يزرعه في نفسه وضحكة
يرسمها على وجهه.
لكن “L.O.L.” مازال
مستمراً وها هو ينطلق مؤخرًا بموسمِهِ الثالث رغم المعارضة الشديدة له التي تمثلت
بانتقاداتٍ واحتجاجات.
ولكن على ما يبدو، إن الإصرار على استمرار“L.O.L” ليس لإيمان القيمين عليه
بقضية معينةٍ يدافع عنها، إنجازا لتعبير،ولكن لمجرد “نكاية” بكل من
يعترض على هكذا نوع من البرامج. فممالاشك فيه أن برنامج
“L.O.L.” قدتجاوز، ومنذ فترةٍ طويلةٍ، الخطوط
الحمراء بأشواطٍ كبيرة دون الأخذ بعين الإعتبار آراء أو مشاعر الفئة المعارضة له
أو تداعياته وآثاره عليها.
وأكثر،فقد لامس البرنامج حد السخافة والسطحية، ليصبح
برنامجًا “فارغًا” لا إفادة منه و لاحتى متعة!
والمستفز أكثر كأن جميع النكات التي تُقال في البرنامج
متمحورة حول موضوع واحد: الجنس! فكلها تدور وتصب في إطار الأعضاء التناسلية
أوالعلاقات الجنسية أو الإغتصاب… أي كلما له علاقة بالعمل الجنسي بشكلٍ عامٍ.
والجدير بالذكرأن الكلام في هذا الموضوع لم يعُد يقتصر على الإيحاء الجنسي بل أصبح
يُسمي الأشياء بأسمائها، فتسمع “هشام” أو “أرزة” أو أحد الضيوف
يسمون،بكل فخر واعتزاز، أعضاء الرجل او المرأة التناسلية أو صفات بذيئة. (مع نغمة
موسيقية تخفي الصوت عندتلفظ أحدهم بكلمة نابية، مع أنه لاحاجة لذلك، لأنها تبقى
واضحة ومفهومة) لا بل ويقومون بحركاتٍ في أيديهم تدل بشكلٍ واضحٍ على إحدى مراحل
العمل الجنسي.
هل أصبح الجنس الموضوع الوحيد الذي يمكن الحديث عنه في
النكات؟ أوليس هناك من مواضيع أخرى يمكن “استغلالها” للضحك؟ وهل يعد
استعمال الجنس لإضحاك الناس بطولة خاصة وأنه (الضحك) ردة فعل طبيعية عند الكلام عن
موضوع يحرمه مجتمعنا الشرقي؟
لاأدري كيف تفسر هذه الظاهرة، ولكنهاربما تؤكد أن
“هشام” و”أرزة” والضيوف والجمهور في الإستديو (الذي لاأعلم
بماذا يفرح ولِمَ يضحك وعلامَ يصفق؟!) عينةمن سكان مجتمعٍ شرقي عربي مكبوتٍ
جنسياً، ولايجد وسيلةً للتتفيس عن هذا الكبت إلا في
“L.O.L.” الذي يتيح له التلميح وتخيل ماحرمه الدين
والمجتمع الحديث عنه كأي موضوع حياتي آخر باعتبارِهِ “عيب” أو
“حرام”،وإلا لم يتمحور كل الكلام في البرنامج حول الجنس؟
وأخيرًا،فإن برنامج LOL ” قد أصبح بالفعل البرنامج المُضحك المُبكي الذي يعكس صورة
مجتمعٍ يضحك لذكرِ موضوع “الجنس” في الوقت الذي يجدر بِهِ أن يبكي حين
يعي، متأخرًا،أن تزمته المُتستر بعباءة الدين والأخلاق يمنعه من التعامل معه برقي
ونضجج ووعيي،ليكون البرنامج تعبيرًا مموهًا ومقنعًا عن حاجاتٍ ورغباتٍ وخيالاتٍ
جنسية مُنع من التعبير عنها. فحتى متى ستظل هذه المهزلة مُستمرة؟!