من قطاع البرامج، الإخراج التلفزيوني وغرفة الـ control، إلى الحرية المهنية، بلا قيود، وراء الكاميرا وإدارة الـ set… بهذه العبارات القليلة تختصر مسيرة مخرج لبناني شاب، فادي
داغر، ترك وطنه الأم، وانتقل للعيش في مصر، بوابة الفن، وليبدأ من هناك في اول
فيلم له يحمل عنوان “حكاية في مصر” في محاولة لتعريف المجتمع على حياة
ذوي الإحتياجات الخاصة ولا سيما الصم والبكم، مشددا على ضرورة مشاركة قطاع السينما
للمعاقين في أول تجربة سينمائية له.
أحاول أن اكون الصورة المشرفة عن المخرج
اللبناني
قطعنا عليه إجازته في بيروت، وكان لموقعنا حوار مقتضب مع
داغر والذي تطرق خلاله إلى مواضيع كثيرة شارحا أسباب إنتقاله إلى مصر وتركه عمله
في بيروت، الصعوبات التي واجهها إلى جانب حديثه عن جديده السينمائي. في مستهل
اللقاء، ولدى سؤالنا عن اسباب مغادرته إلى مصر هل تعود للحاجة أم تلبية للطموح،
أجاب داغر قائلا: “لا يمكنك أن تقول بأنها الحاجة، ولكن حلم السينما اخطط له
منذ فترة بعيدة، فعزمت على ترك عملي، عائلتي وبلدي والمضي في سبيل تحقيقه، وقد
وضعت نصب عيني مقولة أنا والسينما يا قاتل يا مقتول، وأتمنى أن اترك بصمة سينمائية
في مصر لتنتشر فيما بعد في دول العالم العربي كافة، وسوف أحاول أن اكون الصورة
المشرفة عن المخرج اللبناني”.
“حكاية في مصر” ليس وليد صدفة
ويتوجه للشباب!
عن كونه من المخرجين اللبنانيين الذين “تجرأوا”
في اللجوء إلى مصر، وعن الصعوبات التي واجهها يقول داغر “الموضوع ليس بهذه
السهولة، لأن مصر ليس بيتا ينتظر لإيواء أي مخرج يأتي حتى يقدم فيها افلامه (…)
عايشت المصريين حتى في أزمتهم، وكنت قد إتفقت وشركة منتجة على تقديم سيت كوم
تلفزيوني من بطولة الممثل سمير غانم والفنانة إنتصار، ولكن الثورة أخرت المشروع
والذي أتمنى أن يبصر النور في الفترة القادمة(…) كانت الأمور ستبدو مخلتفة لو
عرض العمل عبر شاشات التلفزة ولكن كما يقال لا تكرهوا شيئا لعله خير”!
عن “حكاية في مصر”، يقول داغر بأن العمل ليس
وليد صدفة، بل هو وليد مشروع كبير يشتمل على مشاريع صغيرة تكوينية اخرى، أهمها
“ينابيع الحياة” والتي أصبحت الحملة الدولية الداعمة لنشر ثقافة التبرع
بالدم حول العالم، وقد قرر تقديم العمل مع الصم والبكم الذين يتوجهون للشباب
والجيل الصاعد باليوم العالمي للمتبرع بالدم، وبلغة الإشارة قائلين “نقطة من
دمك حياة لغيرك” (…) وقد إستوحى قصة الفيلم من مجموعة شبان من الصم والبكم،
عاش معهم وإختبر نمط حياتهم وإنصرف لكتابة السيناريو.
مش سهلة تمحي 30 سنة حرب… وليست
السياسة بحق مكتسب؟!
عن زملاءه المخرجين ومن يلفت إنتباهه منهم، قال داغر بأنه
ليس في موضع المقارنة مع أحد لأنه في بداية الطريق وهو يقدم أول عمل سينمائي له،
وابدى إعجابا بالمخرجين زياد الدويري، خليل جريج، جوانا حجي توما، سعيد الماروق،
نادين لبكي، سليم الترك… وعن مواضيع الحرب التي يتطرق إليها معظم المخرجين الذين
ذكرهم علق قائلا “مش سهل انك تمحي 30 سنة حرب (…) يللي ذكرت أسمائهم وعيوا
على الدني وشافوا لبنان بحرب وكل يوم حرب أهدافها شكل، أفلام الحرب ظهرت بعد
إنتهاء الحرب الأهلية اللبنانية مش خلالها وقوتها لأنها بتجمع خلاصة يللي ربي عليه
المؤلف والمخرج وحطها بفيلم مدته ساعه ونص”! عن طرحه في الفيلم، وعما إذا كان
قد تطرق فيه إلى مواضيع سياسية قال “السياسة حق مكتسب لكل إنسان وله الحق في
أن يتداول بها وبأحداثها، فالشعب العربي ثار على الدكتاتورية في الحكم ومنطق
التفكير وهي عامل أساسي في حياتنا”.
وختم اللقاء، شاكرا ميوزك نايشن على تسليط الضوء على
مشروعه الجديد “حكاية في مصر”، وقد توجه بكلمة شكر إلى الصحافة
اللبنانية والمصرية كما الشعب المصري الذي قدم له الدعم سائلا أن ينال العمل
الجديد إعجاب الجمهور.