كثيرون يعرفون طبيعة سلطان الطرب جورج وسوف، لكن من لم
يشاهد له حفلا مباشرا، فهو لا يعرف شيئا، لأنه أكثر النجوم مرحا وتواصلا مع
الجمهور، فقد ينده على هذا ويحادثه موقفا الغناء وقد يؤنب ذاك لأنه يصرخ له وقد
يتدخل شخصيا لفض نزاع ينشب بين الحراس ومعجبيه الذين يحاولون لمسه فهو أسطورتهم
وحبيب قلبهم، وقد يحضر سلة مهملات خلف أحد العازفين ليلعب كرة السلة بأوراق
المحارم، كما فعل مرة حين كنت أشاهده في إحدى حفلاته!
وفي حفل السلطان أبو وديع الذي أحياه لمناسبة عيد الفطر في
فندق الريجينسي بالاس في أدما وإلى جانبه مواطنته السورية شهد برمدا، وكان أشيع
أنه ألغي لعدم توافر الحجوزات الكافية، وهذا غير صحيح طبعا، توقف الوسوف عن الغناء
مشيرا إلى أحد الحاضرين، الذي يبدو أنه قرر إكمال طعامه بينما كان الوسوف يغني،
وقال له: “إنتِ.. عم تتبقط وأنا عم باكل.. شلي هالأكلات من إيدك”؟!
لكن مزحة الوسوف مرت بسلاسة، فقط لأنه هو أبو وديع الطبيعي
والعفوي والذي يحق له ما لا يحق لغيره، لا بل وإن الرجل المعني ضحك من كل قلبه،
فهو سعيد لأن الوسوف كاد أن يشتمه، ولا نبالغ إن قلنا أن هذا يعد شرفا لمن يحبونه!
وعلى سيرة طعام العشاء في الحفلات، فالأمر يعيد إلى ذاكرتي
موضوعا كنت أفكر بتنسيقه قريبا، فقلائل هم الفنانون الذين يشترطون عدم وجود الطعام
في حفلاتهم، ومنهم السيدة فيروز، جوليا بطرس وماجدة الرومي، بينما يتجه الفنانون
الآخرون إلى إحياء الحفلات التي تترافق مع العشاء لأن بطاقاتها تكون أغلى ثمنا، ما
يعني أن الفنان في هذه الحال يستطيع أن يتقاضى أجرا أكبر من المتعهد، الذي يكسب
بدوره مبلغا أكبر!