يشهد ميدان الدراما المصرية مؤخرا، صراعات وخلافات حول
حقوق ورثة الشخصيات التي يتم تداول سير حياتها في المسلسلات، لينتهي ذلك بإيقاف
تصوير الأعمال واللجوء إلى المحاكم لنيل الحقوق المرجوة…
البداية مع مسلسل “قمر لا يغيب” والذي يروي سيرة
حياة الفنانة شادية، والتي ترفض مؤخرا الحديث عن المسلسل مما يعيق متابعة العمل
عليه، رغم إنتهاء السيناريست ماهر زهدي من كتابة النص كاملا. تساؤلات كثيرة تدور
في فلك المسلسل، خاصة وأن القيمون عليه حريصين على حالة شادية الصحية الدقيقة كما
عدم إزعاجها، هذا وتجري مفاوضات مع أقرباءها حتى يتم إقناعها عن العودة عن قرارها،
والذي يُكبد طاقم العمل خسائر كبيرة على صعيد الإنتاج.
إلى جانب ذلك، تواجه الممثلة غادة عبد الرازق دوامة من
المشاكل حول مسلسل “سمارة” والذي تلعب فيه دور البطولة، إذ صرحت الفنانة
هياتم بأنها إشترت منذ حوالي الخمس وعشرين عاما القصة والسيناريو من الكاتب محمود
إسماعيل على أن يتم تحويلها إلى فيلم سينمائي أو عرض مسرحي خاص بها، إلا انها لم
تقم بذلك… وهذا العام إنتهى السيناريست مصطفى محرم من وضع اللمسات الأخيرة على
السيناريو الجديد لمسلسل “سمارة” لتبدأ بعد ذلك التجاذبات بين الطرفين،
ولكن ما أكدته عبد الرازق بأنها لم تنسجب من المسلسل وقد تم الإحتفال مساء أمس
بتصوير أولى المشاهد، والجدير بالذكر أن نخبة كبيرة من نجوم الشاشة تُشارك في هذا
العمل، من بينهم لوسي محمد لطفي، ياسر جلال، أحمد وفيق، صبري فواز، سامي العدل،
حسام شعبان…
“تحية كاريوكا” إسم هز التاريخ المصري- التركي،
بعد أن رفضت “تحية كاريوكا” الرقص في الحفلة التي دعاها إليها رئيس
الدولة أتاتورك، وها هو المخرج عمر الشيخ يعتزم على بدء تصوير أحداث المسلسل نهاية
الأسبوع القادم، رغم البلبلة الحاصلة في أوساط الفريق العامل؛ ورثة كاريوكا طلبوا
مبالغ خيالية بغية السماح بتصوير القصة… هذا وأكدث الممثلة وفاء عامر بأنها لن
ترقص في المسلسل، في حين أنه لو عدنا إلى تاريخ الدراما نجد أن ما يُقارب الأربعين
كاتبا تحدثوا عن الراقصة الراحلة… والسؤال ماذا ستفعل عامر في المسلسل إذا لا
تُريد أن ترقص؟!
تفوق الدراما السورية، وظهور معادلة الدراما العربية التي
تعتمد مبدأ الدمج بين الممثلين من مختلف الجنسيات العربية، جعل من الدراما المصرية
أسيرة التراجع والإلتزام بمعالجة سير الحياة للراحلين ما يُدخلهم دوامة المعضلات
القانونية … فهل تكون هذه رؤية المصريين الحديثة في صناعة الدراما؟