بعد سقوط عدد من الأنظمة العربية في الأسابيع الماضية بدأ عدد كبير من الفنانين والإعلاميين العرب يلعنون الساعة التي جمعتهم بهذا الزعيم أو ذاك الرئيس وزوجته. إذ لم يخطر على بال هؤلاء أن يأتي يوم وتتحرك فيها الشعوب العربية لتهز عروش اولئك الذين جلسوا على كراسيهم لعقود طويلة ويطردوا من بلادهم ويحاكمون على فسادهم. كما أن هؤلاء السياسيين والمشاهير لم يتخيلوا أن الفايس بوك سيكون منبع الثورات في العالم العر. بيلكن المحظور وقع وها هم الفنانون والاعلاميون يحاولون لملمة أوراقهم لنيل رضا الشعب الذي وضعهم على القوائم السوداء.
فالمشاهير كانوا يعتقدون ان هذا الزعيم سيحميهم من السقوط لكن سقوطه كان اسرع منهم.وكلنا يعلم ان عدد كبير من الفنانين والاعلاميين المصريين كانوا على علاقة وطيدة بالرئيس حسني مبارك واعوانه وقد استعملوا هؤلاء كذخيرة للدفاع عن مبارك اثناء قيام ثورة 25 يناير اذ قالت سماح انور ان على القوة الامنية ان تحرق هؤلاء المتظاهرين لانهم خربوا البلد وطلعت زكريا اكد ان ميدان التحرير اصبح مكانا للدعارة والمخدرات ومحمد فؤاد صرح بانه سينتحر اذا تنحى مبارك وعمرو اديب كان من اتباع النظام وقال ان المتظاهرين “دول شوية عيال وهيمشوا” وغيرهم الكثيرين الذين نددوا بهذه الثورة رغم ان عدد اخر من المشاهير قادوا المظاهرات وحمسوا الشباب على ثورتهم ومنهم شيريهان التي نزلت الى الميدان مع ابنتها لولوة بعد غياب طويل عن الظهور العلني وخالد الصاوي وعمرو واكد وخالد صالح وخالد يوسف وشيرين عبد الوهاب التي عرفت من اين تؤكل الكتف اذ كانت قد غنت للرئيس مبارك بعد عودته من رحلة العلاج في المانيا لكنها شعرت ان شباب الثورة سينتصرون فآزرتهم لكن بعد تنحي مبارك وخروجه من القصر تبدلت الاتجاهات وبات عدد كبيرمن الفنانين يتبرأ من تصريحاته ضد الثورة وشبابها وتأييده للنظام المخلوع مثل غادة عبد الرازق وهالة فاخر وصابرين ونهال عنبر وغيرهم الا ان هذا التغيير لم يشفع لهم امام الجماهير التي وضعتهم على القائمة السوداء ما اضطر بعض المنتجين الى الغاء تصوير اعمال هؤلاء الفنانون الى اجل غير مسمى اذ تم تأجيل مسلسل “ادم لتامر حسني بعدما طرد من ميدان التحرير والامر نفسه مع غادة عبد الرازق واحمد السقا والهام شاهين ويسرا وغيرهم.
اما في تونس فكل الفنانين الذين وقعوا على بقاء الرئيس المخلوع زين الدين بن علي في السلطة مثل هند صبري ولطيفة الخ تبرأوا بسرعة من نظامه بعد هروبه من تونس وقالوا انهم اجبروا على التوقيع على هذه القائمة كما ان هناك المطرب جورج وسوف الذي نكر غنائه امام ليلى طرابلسي زوجة الرئيس التونسي رغم انتشار فيدو على اليوتيوب يؤكد ذلك.
اما ما يحصل مع الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي واولاده فهو امر مختلف فسيف الاسلام وهنيبعل صرفوا الملايين على المطربات العالميات والعربيات لقاء حفلات خاصة الا ان النجمات العالميات امثال بيونسيه ونيللي سارعوا الى التبرع بالملايين الذين حصلوا عليها من ال القذافي فهل ستقدمن الفنانات العربيات على خطوة التنازل عن ملايين القذافي واولاده؟ ومن هنا نطرح سؤالا هل المشهور يسعى الى التقرب من السياسي بهدف حمايته ام للقيام بمشاريع مشبوهة دون محاسبة ام التلطي ورائه لجمع الاموال دون حسيب او رقيب. لقد اصبحنا في عصر لا يمكن لاحد ان يحمي احدا الا اعماله وصدقه مع الناس.